رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كانز وراء إسقاط الطائرة الروسية» و«انتحاري وسط فوج سياحي بطابا».. هكذا حاول «ولاية سيناء» تهديد السياحة (5)

جريدة الدستور

من أعنف الوقائع التي أثرت على السياحة في مصر هي ضرب الطائرة الروسية، واستهداف أتوبيس يحمل فوجا سياحيا كوري الجنسية في طابا، وكانت هذه من ارتكاب «تنظيم ولاية سيناء»، الذي ضم 310 متهمين في القضية التي حملت رقم 148 عسكرية.

قال المتهم مصطفى أحمد سيد عمر، 20 عامًا، طالب بكلية الحقوق، إنه من مواليد محافظة جنوب سيناء مدينة الطور، ووالده يعمل مدير مدرسة، ووالدته ربة منزل، وإن علاقته بالتفكير الجهادي بدأت منذ المرحلة الإعدادية، عندما انتقل والده للعمل في محافظة الوادي الجديد في مدرسة «النهضة»، وهناك تعرف على أحد الأشخاص الذي بدأ يحدثه عن تنظيم «داعش» وإنهم الجهة التي تجاهد في سبيل الله في الوقت الحالي وهذا هو الطريق الواجب، وبدأ يتابع أخبار قناة العربية، ويتصفح الإنترنت، وبدأ يقرأ في إصدار «منهج النبوة ولهيب الحرب» الذي يتكلم عن بشار الأسد والحرب ضده، ومن خلال مشاهدة الفيديوهات توصل لفيديوهات أخرى دعوية يصدرها التنظيم للوصول للجنة.

وأضاف: «تواصلت مع المجاهدين عبر تويتر وخافوا من كوني جاسوسا، وذلك عندما علموا أنني أريد السفر إلى سوريا، فبدأت أتابع حسابات المجاهدين على تويتر، وسميت نفسي أبوعمر السيناوي، وتواصلت مع أحد المجاهدين من تنظيم داعش في سوريا».. هكذا أوضح المتهم رحلته إلى الجهاد كما يدعى.
- الالتحاق بالمجاهدين بسوريا.. وكنية وبخشير للانضمام

وقال المتهم: بدأت أسأل عن الانضمام للتنظيم، وعلمت أنه بالتزكية من شخص موثوق فيه يؤكد لهم أن فكره مثلهم ولا خوف منه، بمعنى أنه ليس جاسوسا، وسألت آخر فأخبرني بعمل تأشيرة لدولة تركيا من الجهة الأمنية وأروح منها سوريا، فاستصعبت الأمور، ففكرت في السفر إلى ليبيا للانضمام للتنظيم هناك، وعلمت أن هناك ولايتين، هما ولاية درنة وولاية سرت، وكنت أسمع أن السفر لسوريا من خلال ليبيا أسهل،  ولكن ظهرت مشكلة التهريب ففضلت الانضمام لتنظيم داعش.

وشرح المتهم تفاصيل وصوله واقتناعه بالانضمام لتنظيم داعش، وأنه أول ما التحق بالتنظيم عاش ثلاث ليالٍ في مدرسة بقرية المقاطعة بالشيخ زويد، حتى تقابل مع شخص يدعى «أبوعبدالله»، أو «فجر 10»، وعرف عقب ذلك أن كل شخص في التنظيم له كنيه ورقم بخشير، والبخشير تعني لاسلكي بالعبري، وهذا الرقم أهميته أنه يتم به المناداة في اللاسلكي لأن المسئولين يحتفظون بحوزتهم بجهاز لاسلكي.

وتبين أن «أبوعبدالله» هو المسئول عن توصيل المهاجرين في العريش، وبالفعل أوصله لمنطقة المحطة، عبارة عن بيت مبني من الطوب الأسمنتي، وبدأ في التدريبات القتالية وأخذ دورات في كيفية التعامل مع مدفع الهاون وكيفية التعامل مع البوصلة وتحديد الاتجاهات بواسطة النجوم واقتفاء الأثر من خلال «أبوالفداء»، وعرف ذلك من خلال التدريبات، وأنه يوجد جدول يتم الاستعانة به لتحديد مسافة إطلاق قذيفة الهاون عن طريق تحديد زاوية الإطلاق، وأن نجم الدب القطبي يشير إلى الشمال.

وأضاف المتهم: «التحقت بمعسكر الانتحارين، ويسمى معسكر الشهيد الشعراوي، وغيرت كنيتي إلى أبي ذر المهاجر».
- تفجير الطائرة الروسية

وقال المتهم: «في وسط التدريبات القتالية كنا نسمع عن الوقائع التي ارتكبها التنظيم، وكان من أهمها إسقاط الطائرة الروسية في شمال سيناء، فسمعت من اللاسلكي الذي نستخدمه في اتصالاتنا أن التنظيم نجح في إسقاطها عن طريق تجنيد مواطن روسي صعد على الطائرة وبحوزته عبوة مفرقعة على شكل كانز، وأخذها معه على الطائرة، وتمكن من تفجيرها في الهواء».

وتابع: «كما علمت من إصدار (ردع الموحدين)، الخاص بالمرتدين المنشور على شبكة الإنترنت، أن أحد المجاهدين يدعى (طارق)، أنه هو ومجموعة تسمى أبوالبراء وأبوإبراهيم، وأبومالك، نفذوا العملية التي يظهرها الفيديو، وهي عملية اشتباك مع العربات الهامر التابعة للقوات المسلحة».

كما علم المتهم باستهداف أتوبيس سياحي في طابا مكون من 32 أجنبيا، عن طريق انتحاري يفجر إحدى الحافلات السياحية أمام المنفذ، وتبين أن الحافلة السياحية كان على متنها فوج سياحي كوري الجنسية، بالإضافة إلى سائق الحافلة ومندوب شركة السياحة، وأسفر عن الحادث وفاة 5 أشخاص وإصابة 25 آخرين.
- خطة استهداف الفوج السياحي

«يعين المتهم انتحاريا يصل للفوج السياحي عند منفذ مدينة طابا، وينتظرهم، وأثناء إنهاء إجراءات سفرهم بمعرفة مندوب شركة السياحة، نزل شخصان من الحافلة السياحية لإنزال حقائب الركاب للفندق، وصعد أحدهما مرة ثانية، فدخل معه الانتحاري مترجلا من خلف الحافلة على الجانب الأيسر منها حتى وصل لمقدمة الحافلة، وقام بالالتفاف حولها للجانب الأيمن حيث باب الحافلة، فدخل، وبمحاولة منعه من المرشد الكوري احتضنه وفجّر نفسه».