رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«البيعة» كلمة السر.. لماذا يتهم الباحثون والخبراء «الإخوان» باستنساخ طقوس «الماسونية»؟

الإخوان
الإخوان

قامت جماعة الإخوان منذ نشأتها على العمل الاستخباراتي، فقد أفرغ فيها حسن البنا خلاصة ما تلقاه من تعليم وخبرة علي يد عناصر الاستخبارات الصهيونية، والمتتبع لتاريخ الجماعة يمكنه التحقق من ذلك.

يقول القيادي عبدالعظيم محمود الديب: لقد ضم الجهاز السري أو النظام الخاص أكثر شباب الإخوان إخلاصا وتجردا لله، غيبوا أنفسهم طواعية عن الأضواء، وتحملوا عبأين، عبء المنهج التربوي التثقيفي التعليمي للإخوان، وعبء التدريب العسكري العنيف.

كما أشار عدد من قيادات الإخوان من الجيل الأول لها المنتسبون لجهاز استخباراتها: أحمد عادل كمال، محمود الصباغ، محمود عساف إلى أن البنا أسس النظام الخاص معتمدا على إجراءات صارمة متخذا من البيعة كما وردت في كتاب "الأسطورة الماسونية" للكاتب الأمريكي جي.كي، نموذجا.

فالطقوس التي يؤديها الإخوان في بيعتهم مأخوذة تماما من بيعة الماسونيين، فهي تتم في غرفة مظلمة يواجه فيها العنصر شخصا مغطى تماما من قمة رأسه إلى قدميه، برداء أبيض يخرج من جانبيه يدان، ويقول للمبايع: إن خنت العهد أو أفشيت السر، فسوف يخلي ذلك سبيل الجماعة منك، وتتعرض للإعدام، ثم يؤدي القسم والعهد على السمع والطاعة، بوضع اليد اليمنى فوق المصحف والمسدس، ويتحول المبايع بعد هذه البيعة إلى اسم سري يتعامل به بدلا من اسمه الأصلي.

في كتابه "حلف الشيطان.. الإخوان وتحالفاتهم" يكشف مؤلفه أحمد البكري كيف تعاونت جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها، مع أجهزة المخابرات الأجنبية، من أول المخابرات البريطانية مرورا بالألمانية، وليس انتهاء بالــ cia أو الــ fbi.

كان البنا يدير عمليات التجسس والعمل المخابراتي بنفسه، والاغتيالات التي قام بها النظام الخاص لجماعة الإخوان والأعمال العسكرية والمخابراتية على الشخصيات السياسية، بما يدلل على أن العمل الاستخباراتي للجماعة بدأ منذ نشأتها ونظامها الخاص، وأن الجماعة جعلت من العمل الدعوي الديني مجرد غطاء لعمل مخابراتي، كما كان البنا يتابع أيضا ما يتم جمعه من معلومات ضد معارضي الإخوان، ومن يوضع تحت المراقبة من عناصر الجماعة وحتى المعلومات المتعلقة بالتصفية الجسدية كان على علم بها.

ولقد كان الانضمام للنظام الخاص الذي كان ظاهره المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال البريطاني في مصر، يتطلب تكوينا عسكريا والإلمام بعلوم الإستراتيجية العسكرية، مما دفعه لإعداد ترجمات من الإنجليزية لأعضاء التنظيم من بعض الكتب العسكرية الغربية التي خلفتها جيوش قوات المحور والحلفاء، وتم صبغ هذا النظام الخاص والاستخباراتي بصيغة عقائدية لتتماشى مع دعوة الإخوان.

وفي سبيل الحصول على المعلومات نحي البنا الدين والأخلاق جانبا، وأباح في سبيل ذلك كل المحرمات، فقد عمل على استغلال علاقة سرية بين أحد العاملين بصحيفة الجماعة وراقصة يهودية مدفوعة من الأجهزة الأمنية في تسريب بعض المعلومات التي يرغب في تسريبها عن الجماعة للأمن، ولم يطلب من عضو الجماعة قطع علاقته بالراقصة أو يتخذ قرارا بفصله من التنظيم، بالرغم من أن تلك العلاقة تتعارض مع مبادئ الدين والأخلاق التي تدعي الجماعة التمسك بها.