رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الرضوانية الصوفية».. الطريقة التي صادق شيخها جمال عبدالناصر (تقرير)

أتباع الطريقة الرضوانية
أتباع الطريقة الرضوانية ومؤسس الطريقة

تعد الطريقة الرضوانية من الطرق الصوفية التى سلكت المسلك الصوفي الخلوتي، ويقوم منهجها على الخلوة وذكر الله سرًا وعلانية، مؤسسها هو الشيخ أحمد رضوان الذي كانت تجمعه علاقة محبة وصداقة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتشير المصادر إلى أن الزعيم الراحل كان من مريدى الشيخ رضوان.

وتقول الرواية الشعبية إن جد الشيخ أحمد رضوان استقر في هذه المنطقة الصحراوية من صعيد مصر بأمر من الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث شاهده في رؤيا يأمره بالسفر من نجع العرب، وكانت أسوان المقر الأول بعد هجرة الأجداد من المغرب إلى مصر، فاستقر بالبغدادي بالأقصر وأقام بيتًا له في هذا المكان القفر ومضيفة لاستقبال الضيوف كعادة الناس في الصعيد، وأصبح هذا المكان بعد ذلك هو مقر الطريقة الرضوانية الصوفية.

- 70 عامًا من نشر الوعي الإسلامي

أُسست الطريقة الرضوانية على يد العارف بالله الشيخ أحمد رضوان عام 1930، إلا أنها لم تسعَ للحصول على الاعتراف الرسمي وقتها، ولكن شيخها الحالي زين العابدين رضوان سعى لذلك، وتواصل الطريقة الرضوانية رسالتها في نشر الوعي الإسلامي، وبث الدعوة المحمدية بين الناس، فهي تقيم في كل مناسبة احتفالًا دينيًا شرعيًا في ليال عدة، منها: ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وغيرها، فتجتمع الجموع المسلمة من كل ربوع مصر، ويتوافدون إلى الساحة ليستمعوا للقرآن الكريم، والإرشاد الديني، والمدائح المحمدية.

ويحرص كبار قراء الإذاعة المصرية على القراءة هناك تبركًا بالمكان وحبًا لصاحبه، ويغطي اللون الأخضر كل أرجاء الساحة، الحوائط، المقاعد، المئذنة، المقام، ليعطي راحة نفسية للزائرين الذين يحضرون من كل مكان لنيل البركة والاستفادة بما تركه مؤسس الساحة، وأبناؤه وتلاميذه من علوم لا تزال تدرس حتى الآن.

وما إن تطأ قدماك مقام الشيخ أحمد رضوان حتى تشم عبير المسك والعنبر والروائح الجميلة التى تنبعث من كل مكان فى المقام الذي يكتظ طوال اليوم بالزائرين، والذى تزين مؤخرًا بـ«خصلة» من شعر رأس رسول الله، أهداها أحد أشراف مكة لرائد الساحة، الشيخ زين العابدين أحمد رضوان، لتكون الساحة من الأماكن القليلة في العالم التي تحوى مقتنيات وآثار الرسول التي تحتفي بها أكبر متاحف العالم.

وتعتبر الساحة الرضوانية بالأقصر المقر الرسمي للطريقة، وتضم مسجدًا وساحة كبيرة متعددة الأركان لاستضافة الفعاليات الدينية مجهزة بكل الإمكانيات، وتضم أيضًا مطبخًا وسفرة هى الأكبر بين الساحات الصوفية فى الأقصر، وعشرات الغرف المكيفة والمُعدة لاستضافة ضيوف الساحة الذين يأتون إليها من مصر ومن دول عربية وأجنبية، وكذلك تضم مقام مؤسس الساحة «الشيخ أحمد رضوان».


- صداقة عبدالناصر والشيخ رضوان

وارتبط المؤسس، الشيخ أحمد رضوان، بعلاقة قوية ووطيدة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى استضافه في بيته عدة مرات وكان يستريح لطيب حديثه، وظلت العلاقة قائمة والزيارات لم تنقطع حتى اشتد المرض على الشيخ أحمد رضوان، فأرسل الرئيس طائرته الخاصة لنقل الشيخ إلى القاهرة للعلاج في المستشفى العسكري.

وانتقل الشيخ أحمد رضوان إلى جوار ربه في 10 يونيو 1967، وأمر "عبد الناصر" القصر الجمهورى بتغسيله وتجهيزه وتكفينه والصلاة عليه بالقاهرة فى مشهد مهيب، وتم إعداد عربات الدرجة الأولى بالسكة الحديد لنقل المعزين من القاهرة إلى الأقصر نظرًا لتوقف حركة الطيران بعد الاعتداء الإسرائيلي فى 5 يونيو، وهناك تمت الصلاة عليه مرة أخرى ودفن فى مقامه بمسجد ساحته بالبغدادى في الأقصر.

- الإشهار الرسمي

أُشهرت الطريقة الرضوانية رسميا على يد الشيخ زين العابدين أحمد محمد رضوان، وصدر قرار المجلس الأعلى للطرق الصوفية بتعيينه شيخًا للطريقة في الأحد 27 جمادى الآخر 1438هـ الموافق 26 مارس 2017م.

وولد الشيخ زين العابدين رضوان في 6 ديسمبر عام 1947، وحفظ القرآن الكريم صغيرا على يد الشيخ حامد جبال، والشيخ محمد عبدالله البطلان، وتلقى عليهم مبادئ العلوم في كُتّاب القرية، والتحق بالأزهر الشريف حتى تخرج في كلية التربية- جامعة الأزهر، وتتلمذ على يد والده القطب الشيخ أحمد محمد رضوان، وعلى مشايخ عصره، وأساتذته في المعاهد والجامعة الأزهرية، وكان له اختصاص بالعلماء: الشيخ صالح الجعفري، والإمام الأكبر عبدالحليم محمود، والشيخ محمد إبراهيم أبوالعيون، والشيخ إسماعيل صادق العدوي، والشيخ محمد زكي إبراهيم وطبقتهم.

وتلقى هذا الطريق عن والده الشيخ أحمد رضوان، رضي الله عنه، ولقنه الأسماء، وأجازه به سلوكًا وإرشادًا سنة 1964، في الساحة الرضوانية المباركة في الأقصر.

اشتغل بالدعوة إلى الله عز وجل، وتعليم المسلمين أمور دينهم، وتربية مريديه ومحبيه على المنهاج الرباني، والسنة النبوية المشرفة، وله في تجديد التصوف وتخليصه مما ألحق به من الدعاوى الكاذبة اليد الطولى والجهاد العظيم؛ لذلك ازدحم المحبون عليه، ينهلون من علمه وأدبه وفضله، وتحمل عبء القيام بالساحة الرضوانية التي أنشأها والده، رضي الله عنه، فهو رائدها.