رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحدث بقوات المجلس الانتقالي: الإخوان ذراع تركيا للتدخل في اليمن (حوار)

محمد النقيب
محمد النقيب

بدأ نشاط جماعة الإخوان في اليمن منذ فترة الستينيات، وهي الفترة التي كانت فيها اليمن تحت حكم الإمام الذي أسس المملكة المتوكلية اليمنية، وانتشر خلالها الجهل والتخلف حتى قامت ضده الثورة، وتوالى تواجد جماعة الإخوان خلال الفترات المتعاقبة اليمن، وصولا إلى التعاون مع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة.
 
 وفي هذا الإطار تواصل "أمان" مع محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة وجبهة محور أبين بقوات المجلس الانتقالي، ليتحدث عن تأثير جماعة الإخوان على الحياة السياسية والتعاون بين الإخوان وجماعات القاعدة باليمن وعلاقة جماعة الإخوان الإرهابية بقطر وتركيا.. وإلى نص الحوار: 

- كيف ترون تأثير جماعة الإخوان على العملية السياسية في اليمن خاصة مع استمرار الحرب؟

في البداية أشكركم على هذا اللقاء، وأجدها فرصة لأقدم الشكر والامتنان لما تقوم به جمهورية مصر العربية من دور كبير، وتضحيات جسام لأجل العرب وأمنهم القومي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو امتداد لدور مصر الريادي في قيادة الأمة العربية.

عندما نتحدث عن جماعة الإخوان وتأثيرهم في اليمن وعبر جناحهم حزب الإصلاح، يجب أن نشير لأمر مهم وهو اتفاق الكثير من القوى العالمية والإقليمية على محاربة هذه الجماعة التي اتخذت من الإرهاب والتكفير منهجًا لها، والتي تلوح بين الفينة والأخرى بطلب للتدخل التركي في اليمن، وذراعها العسكرية المتمثلة بقيادات وعناصر ميدانية تتبع لتنظيم القاعدة والذي اعتبره أحد الأجنحة العسكرية للجماعة، لذلك سيكون من الصعب الحديث عن تحقيق تقدم في عملية السلام أو وجود حل شامل في ظل وجود وتدخلات هذه الجماعة في الشأن الداخلي اليمني.

- هل هناك تعاون بين الإخوان وجماعات القاعدة باليمن؟ وإن كان ذلك فكيف أثر على الوضعين الأمني والسياسي؟

لا أعتقد أن كلمة "تعاون" دقيقة حيث وكما قلت في الجواب السابق إن القاعدة هي إحدى الأذرع العسكرية للتنظيم وظهر ذلك جليًا في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الدول، حيث ظهرت قيادات القاعدة بين أوساط ميليشيات "الإخوان" في هذه الدول، وبما أن الحديث عن اليمن فقد ظهرت عناصر القاعدة في أبين، ولا أعتقد أن المجتمع الإقليمي والدولي لا يعلم بذلك ولذلك تأخر الحل السياسي.

- هل هناك تعاون بين الإخوان مع قطر لدعم مشروعها في اليمن؟

قطر هي إحدى الدول الداعمة لتنظيم الإخوان في اليمن بجانب تركيا ولم ينقطع عنهم الدعم منذ الوهلة الأولى حيث تقوم قطر ماديًا وإعلاميًا بدعم الإخوان لزعزعة أمن واستقرار المنطقة ونتج عن ذلك سيطرة الميليشيات الإرهابية على مناطق في الجنوب مثل شبوة، وأجزاء من أبين وسابقًا سقطرى، قبل أن ينتفض الشعب وبإسناد من القوات المسلحة الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي في سقطرى ضدهم وتم طردهم منها، وأعتقد أن خروجهم من باقي المناطق مسألة وقت لا أكثر.

- أشار بعض التقارير إلى تدريب تركيا لعناصر من إخوان اليمن ليكونوا ذراعا لها.. ما مدى صحة الأمر؟وفي حالة حدوثه كيف ذلك سيؤثر على المستقبل السياسي لليمن؟

في الحقيقة تركيا وقطر تعملان جاهدتين من أجل محاولة السيطرة على اليمن، والمواقع الحيوية مثل باب المندب، وجزيرة سقطرى، ومناطق النفط والغاز، والحديث عن تدريب العناصر التركية في اليمن صحيح وشاهدنا جميعا العناصر الإخوانية في شبوة وعدن تحت ذرائع واهية، مثل العمل الإغاثي، وخبراء الكهرباء وغيرها ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، تركيا لها أطماع غير مشروعة في عدة بلدان وهذا لا يخفى على أحد، ولا حل ولا تسوية نهائية سواء في اليمن أو حتى ليبيا، وسوريا إلا إن تخلت تركيا عن أطماعها، والشعب في جنوب لن يقبل بأي تواجد تركي بشكل رسمي أو حتى عبر أذرعها في اليمن.
 
- برأيك هل يمكن خلال الفترة المقبلة احتواء الإخوان أو السيطرة عليهم ضمن ترتيبات سياسية معينة؟

مسألة احتواء الإخوان أمر لن يكون، فالجماعات المؤدلجة يصعب احتوائها أو تغيير منهجها، وأعتقد أن المملكة العربية السعودية حاولت ومن خلال دعمها المتواصل للحكومة الشرعية اليمنية احتوائهم خلال الـ 5 سنوات الماضية ولكن دون فائدة، وأخشى أن نصل لمرحلة تصعب فيها السيطرة على الجماعة فأهدافهم معروفة وهي تخدم أعداء الأمة العربية وتهدد الأمن القومي العربي، لمصلحة تركيا وقطر التي شذت عن الطوق العربي.

- هل هناك تعاون بين جماعة الحوثي والإخوان؟ وإن كان كذلك ما تأثيره على مستقبل التسوية في اليمن وإنهاء الحرب؟

التعاون والتنسيق غير المباشر موجود، وتسليم السلاح والمواقع وعدم الجدية في القتال يؤكدان ذلك، فعندما يشتد الضغط السياسي على الجماعة لتنفيذ اتفاق الرياض على سبيل المثال نشاهد عملية التسليم والاستلام تحدث بسلاسة، في مأرب وتعز والبيضاء مثلًا، ولكن الجبهات التي تكون فيها القوات الجنوبية نرى المعارك على أشدها في الساحل الغربي والضالع مثلًا.

وأعتقد أن قطر هي من تقوم بعملية التنسيق بين جماعة الإخوان وبين الحوثيين وهذا انعكاس على التقارب بين جماعة الإخوان وإيران في عدة دول عربية أخرى.

وعندما ننظر بقرب أكثر سنرى أن نجاح وفشل المشاريع يعتمد بدرجة كبيرة على الحاضنة الشعبية لهذا المشروع، في الجنوب نجد التنسيق الحوثي والاخواني، يصطدم بإرادة شعب الجنوب برعاية ودعم المملكة ودولة الإمارات، وذلك ما شكل حصانة قوية ضد المشاريع المشبوهة، والتي تعمل على تهديد الأمن القومي العربي.