رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحلام أردوغان المستحيلة بين الخلافة والتنقيب عن الغاز

أردوغان
أردوغان

قال الكاتب مايكل جانسين إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تحديات ضخمة في الداخل التركي، أبرزها أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أنه يسعى إلى تحقيق طموحاته العثمانية الجديدة، وفقا لموقع "جولف توداي".

وأوضح الكاتب أن ذلك من خلال عرض قوة بلاده على جبهتين في شرق البحر الأبيض المتوسط، الجبهة الأولى هي قبرص، حيث أدانت الحكومة أنقرة استئناف الحفر غير المشروع للغاز الطبيعي في المياه البحرية للجمهورية، ومن المقرر أن تبدأ سفينة الحفر التركية "يافوز"، مصحوبة بمرافقة بحرية، عملياتها وتستمر حتى 18 يوليو، فيما تجاهلت تركيا حتى الآن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على انتهاك المياه القبرصية ومن غير المحتمل أن تشعر بالقلق من اتخاذ مزيد من الإجراءات.

وأشار إلى أن تركيا ستقوم بالتنقيب في حين أوقفت شركات أجنبية كبرى متعددة الجنسيات تم التعاقد معها لاستكشاف واستغلال موارد الغاز البحري في المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة عملياتها بسبب الفيروس والأزمة الاقتصادية المتوقعة بعد الفيروس.

فيما أعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية كيرياكوس كوسيوس أن تركيا تطبق سياسة الزوارق الحربية، وهي تتصرف مثل قرصنة شرق البحر الأبيض المتوسط​​، وتدوس وتنتهك مبادئ القانون الدولي وتتدخل في الحقوق السيادية لدول ثالثة، وكذلك قبرص ومن بين الدول التي تأثرت بأعمال تركيا لبنان وسوريا ومصر واليونان وإسرائيل.

الجبهة الثانية هي ليبيا حيث وقعت تركيا على اتفاقية مع حكومة الوفاق وبموجب هذا الاتفاق، تريد تركيا حدودا بحرية وبموجب هذه الاتفاقية إن تمت فإن المناطق البحرية الحصرية التي ستنالها تركيا سوف تقسم شرق البحر الأبيض المتوسط ​، وتتعدى على المناطق الاقتصادية البعيدة عن الشاطئ المتفق عليها بشكل متبادل من دول أخرى.

لفت إلى أن تركيا تهدف إلى إفساد الخطط المتعددة الأطراف لخط أنابيب تحت الماء EastMed الذي يحمل الغاز إلى أوروبا وابتزاز قبرص للموافقة على مطالب أنقرة في شمال قبرص، التي يحتلها الجيش التركي منذ عام 1974، يبدو أن أردوغان غير مهتم بوقف الأعمال العدائية في الوقت الحالي ويبدو أن استراتيجيته تعمل وبفضل تزويده بالأسلحة والتعزيزات، تحولت الوفاق في طرابلس من الدفاع إلى الهجوم واستعادت المدن الساحلية الرئيسية غرب العاصمة.

واختتم أن أهداف أردوغان في ليبيا تتمثل في إبراز القوة التركية، ودعم الإخوان المتحالفين مع طرابلس، والاستفادة من نفط ليبيا، وتأمين حقوق التنقيب عن الغاز في المياه الليبية، كما يبدو إن أنصار حفتر عازمون على منع أردوغان من تحقيق هذه الأهداف وآخر شيء يريدونه هو أن يحكم ليبيا نظام مؤيد للإخوان مدين لأردوغان الذي يسعى لتحقيق حلم عثماني جديد لاستعادة الأراضي التي كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية التي انهارت منذ أكثر من قرن من الزمان.