رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعددت المناهج والعقيدة زائفة..عاصم عبد الماجد يفضح فساد مناهج «البنا» والحركات الإسلامية

جريدة الدستور

تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة من الانقسامات والانشقاقات داخل هيكلها الداخلي وصفوفها، مما ينذر عن حدوث انقلاب جديد، ولكن هذه المرة تأتي الانشقاقات حول مناهجها والأسس التي وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا، فأصبح لكل منظمة أو حركة إسلامية منهجها الدينية الخاص بها، ولم يعد الإسلام هو المرجعية الموحدة الملتزمة بها كافة أطياف التنظيم الدولي، ورغم تعدد المناهج تظل النتيجة واحدة وهي العقيدة المزيفة الباطلة التي تدعو للإرهاب.

وجدد عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية مؤخرا، هجومه على جماعة الإخوان والحركات الإسلامية الأخرى، كاشفا نقاط الفساد والخلل في مناهجها وعقائدها، والتي تدركها قيادات الحركات الإسلامية جيدا، ومع ذلك تستمر في الاستمتاع بوجود هذا الخلل بين صفوف أبنائها الذين تعودوا ونشأوا على السمع والطاعة.

وقال عاصم عبد الماجد، في تصريحات له عبر حسابه الشخصي «تويتر»: إن المعضلات والأزمات الخاصة بالحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان نابع أكثرها وأكبرها من خلل متأصل ناشئ عن خطأ تاريخي فاحش لا يريد أحد أن يتصدى لتصحيحه.. لو قلت إن الغالبية العظمى من قيادات الحركات الإسلامية العربية لا يستطيعون اكتشاف هذا الخطأ.. لا بمفردهم.. ولا حتى لو حكيناه لهم.. وإنهم حتى لو فقهوه فلن يجرؤوا على الاعتراف به.. بل لن نكون مبالغين حتى لو قلنا إنهم مستمتعون بهذا الخلل الكبير!.

وأضاف عبد الماجد: «القصة بدأت منذ تأسست لدينا منظمات متحيزة عن الشعوب وصفت نفسها بأنها منظمات إسلامية ، موجها رسالته إلى عناصر الإخوان قائلا: انتبه جيدا حتى لا يضللك المغفلون.. الاعتراض على كونها (متحيزة) وليس على وجودها، حيث بدأ التحيز والانعزال أول ما بدأ في الأصول والمبادئ التي ابتكرها زعماء هذه المنظمات، وازداد التحيز وتعاظم عند الجماعات التي تبايع على هذه الأصول والمبادئ وسموها بيعة على المنهج!».

وأكمل: وتعددت المنظمات بتعدد المناهج، وصار لدينا الآن مناهج خاصة بهذه المنظمات.. بينما هناك إسلام عام يجمع الأمة..هذا الإسلام العام هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا المنهج كاف شاف كامل متكامل لا ترى فيه عوجا ولا نقصا ولا اختلافا ولا اضطرابا، أما مناهج الجماعات التي وضعها المشايخ باجتهاداتهم ففيه من النقص والعيب والضعف والاضطراب بقدر ما توجد هذه الصفات في البشر!

واستطرد: حدث شرخ بين هذه المنظمات وبين الشعوب في اللحظة التي اعتمدت هذه المنظمات مناهج شيوخها بديلا عن منهج الرسول وزاد الشرخ واتسع عندما تبايعت هذه المنظمات على هذه المناهج وهذه بيعة مبتدعة ضاهوا بها بيعة الرسول أصحابه على الإسلام، فصار لدى أبناء هذه المنظمات شعور دفين قد لا يدركه أكثرهم بأنهم شيء وبقية الأمة شيء آخر، وزاد الطين بلة عندما جعلوا الأخوة حق لأعضاء المنظمة وكذا الموالاة على اعتبار أن إسلام المنظمة شيء آخر غير الإسلام الذي عليه بقية الأمة لذا صرنا نسمع منهم وصف الآخر والمختلف والغير وقد قصدوا به الأمة وأبناءها وكأن بقية الأمة صارت في أعماق أحاسيسهم شيئا دونيا.

وتابع عاصم عبد الماجد: هذه المصائب أفرزت لنا مصيبة أخرى وهي أنهم انعزلوا أيضا عن الأمة بأهدافهم الخاصة بهم والتي تراعي في عامتها مصلحة الجماعة لا مصلحة الأمة، فإنهم لا يرون الإسلام إلا ممثلا في كلمات شيوخهم، وبالتالي لا يرون الأمة الحقيقية التي يجب مراعاة مصالحها إلا منظمتهم أو على أحسن تقدير يرون المنظمة أعظم وأجل من الأمة، وهذا شيء يخالط منهم اللحم والدم ويترسخ داخل القلب والعقل ولا يمكنهم الانفكاك منه مطلقا بسبب ما ذكرناه من مقدمات خاطئة، وحتى أهدافهم التي تحوي تحقيق مصالح للأمة فهي لا بد أن تتم من خلال منظمتهم وبأيديهم ربما استعانوا بالأمة في بعض المواقف ولكنها استعانة صاحب العمل الأصلي بالأجير!