رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعش يراقب العدوان التركي ويتحين الفرصة

صور ارشفية
صور ارشفية

يراقب مقاتلو داعش القتال الدائر بين القوات التركية والكردية في شمال شرق سوريا، ويتحينون الفرصة لإخراج آلاف المقاتلين وعشرات الآلاف من أفراد علائلاتهم من السجون الكردية، بحسب عضو سابق في التنظيم ومسؤولين استخباريتيين غربيين وقادة أكراد. وتزايدت مخاوف هروب الدواعش من السجون الكردية مع دخول القوات التركية شمال شرق سوريا لقتال قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، والتي كانت الحليف الرئيس للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش في سوريا، وفقا لموقع بيزنيس انسايدر الأمريكي. تحرس قوات سوريا الديمقراطية عشرات الآلاف من سجناء داعش قبل العدوان التركي، والآن يقول الأكراد إن الوضع شديد الحساسية. ونقلت الولايات المتحدة مساء الأربعاء عشرات من سجاء داعش شديدي الخطورة بما في ذلك هؤلاء المتهمون بذبح الرهائن الغربيين، إلى مكان غير معلوم خارج سوريا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في تغريدة على موقع "تويتر" ليل الأربعاء الخميس أن جهاديَين بارزَين بتنظيم داعش كانا في مجموعة "البيتلز"، أصبحا الآن في عهدة الأميركيّين ونُقلا إلى خارج سوريا بعد أن كانا معتقلين لدى الأكراد. وكتب ترامب "في حال فقد الأكراد أو تركيا السيطرة، استبقت الولايات المتحدة الأمر بنقل اثنين من ناشطي تنظيم داعش على صلة بعمليات قطع رؤوس في سوريا ومعروفين باسم +البيتلز+ إلى خارج البلاد، إلى مكان آمن تسيطر عليه الولايات المتحدة". وكان الجهاديان عضوين في مجموعة من أربعة رجال جميعهم بريطانيون قامت بخطف وتعذيب أجانب بينهم صحافيون في أوج قوة تنظيم داعش ة في سوريا والعراق. بيد أن ذلك ليس كافيا لمنع داعش من محاولة اقتحام السجون لإخراج المقاتلين، بحسب مسؤول سابق في التنظيم. قاتل أبو أحمد الحلبي مع داعش والجماعات الإرهابية الأخرى منذ 2012 حتى 2015 قبل انشقاقه عن التنظيم لوحشيته مع الجماعات السورية الأخرى في بلدة تل رفعت في حلب. وقال المقاتل السابق لبيزنيس إنسايدر: "السجن مثل منازلهم." قال الحلبي إن التنظيم يحظى بخبرة كبيرة في اقتحام السجون وسوف ينظم أعضاءه صفوفهم فيما هم في المعتقلات. وأضاف أن "داعش سوف تنظم صفوفها داخل السجون وتكون على استعداد للهجوم على الحراس والفرار. خارج السجون، داعش سوف يراقب الحراس والدفاعات ويخطط لهجوم في أي من هذه السجون....... لديهم أشخاص يراقبون الوضع الآن ويتحينون الفرصة." ويتفق مسؤولون في الاستخبارات الغربية مع ذلك، بحسب أحد مسؤولي الناتو الذي خدم داخل سوريا ضمن قوات خاصة لبلاده. لم يكشف بيزنيس انسايدر عن هوية ذلك المسؤول. "هؤلاء الناس عصابة سجون، وإدارة عملياتهم وهم معقتلون ربما تكون أسهل من كونهم (خارج السجون) مختبئين من الطائرات المسيرة وخائفون من استخدام الهاتف." "نحن متأكدون أن هناك تعاون وثيق بين المقاتلين في بعض السجون والعائلات في (مخيم) الهول والوحدات التي لا تزال حرة في المنطقة الصحراوية بين العراق وسوريا." وهناك قرابة 12 ألف من مقاتلي داعش بينهم 2000 أجانب محتجزين في سجون الأكراد. ومن بين 70 ألف من النساء والأطفال في مخيم الهول يوجد مئات من النساء لا يزلن على ولائهن لداعش. ويتواصل مقاتلو داعش في سجون الأكراد مع قيادة التنظيم عبر تلجرام وواتس اب، بحسب بيزنيس إنسايدر. وأطلقت تركيا الأربعاء عدوانها بعد ساعات على إعلان ترامب أنّ "خمسين جنديّاً أمريكيّاً غادروا" المنطقة السوريّة الحدوديّة مع تركيا، ما بدا أنّه بمثابة تراجعٍ عن دعم الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة تهديداً لها. ووجد ترامب نفسه تحت وابل من الانتقادات من مقاتلين قدامى في الجيش الأمريكي لـ"تخلّيه" عن الأكراد، حلفاء أمريكا، بسحب قوّاته من شمال سوريا، ما فسح المجال لأنقرة لشنّ هجوم عليهم. لكنّ الرئيس الأمريكي شدّد في وقت سابق على أنّه سيفرض عقوبات على تركيا في حال تجاوزت العمليّة العسكريّة التركيّة في سوريا "حدودها"، من دون أن يُحدّد أيّ "خط أحمر".