رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحالف العربي ومواجهة الأطماع

جريدة الدستور

منذ نجاح الثورة الإيرانية على الشاه فى أواخر السبعينات, وتولية الخومينى الحكم عمل الإيرانيون على تصدير ثورتهم إلى دول المنطقة بل وتصدير التشيع أيضا وخلق بؤر للتوتر يستطيع الإيرانيون استغلالها عند الحاجة إليها ,فوجدنا (حزب الله)فى لبنان, والحوثيين فى اليمن والمليشيات الشيعية فى سوريا ,ومليشيات الحشد الشعبى فى العراق,حتى فوجئنا بها وقد وصلت هذه المليشيات الشيعية إلى غزة.
وما أن تبلور هذا المشروع الإيرانى وظهر جليا إلا ووجدنا له تأييدا واسعا مما يسمى بجماعات الإسلام السياسى , وعلى رأسها جماعة الإخوان, ومن ثم تأييدا شعبيا, خاصة وقد ظهر المشروع الإيرانى بمظهر المشروع المقاوم للهيمنة الصهيوأمريكية بالمنطقة.

ووجدنا لوما وعتابا لكل من يعلو صوته محذرا من المد الشيعى بالمنطقة,مرددين إنه لولا غياب المشروع العربى لما كان المشروع الإيرانى ,وفى الحقيقة لم تكن دول المنطقة العربية قادرة على بلورة مشروع عربى يحمى دولها من الأخطار المحدقة بها.

وفى ظل هذا الضعف العربى ,كان هناك مشروع غربى بل بالأحرى أمريكى معتمدا على الإخوان المسلمين ودولتى تركيا وقطربالعمل على قيام ثورات فى البلدان العربية تمهد للإخوان الوصول للحكم حتى وإن قتل الآلاف وشرد الملايين وخربت وقسمت دول, ومن هنا نفهم مقولة نجم الدين أربكان السياسى التركى الشهير ورئيس وزرائها عن تلميذه أردوغان قبل (الربيع العربى):إن أردوغان عميل للصهيوأمريكية فى تنفيذ الشرق الأوسط الجديد.

لقد أدرك العرب أخيرا الأخطار المحدقة بدولهم من هذين المشروعين الشيعى والغربى المتوارى خلف خوارج العصر,فكان التحالف العربى الذى ضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين للحفاظ على دولهم من التقسيم والانهيار,وصدا للمؤامرات الموجهة ضد دول المنطقة,خاصة وقد بات واضحا التحالف القائم بين المعسكر الشيعى ومعسكر الخوارج فى معظم القضايا.

لقد حاول التحالف العربى صد الدولة القطرية عن غيها ووقف دعمها لمليشيات الإرهاب فى مصر وليبيا والعراق وسوريا بل وفى دعمهم للحوثيين فى اليمن,وعندما لم تستجب كانت المقاطعة.

لقد حاولوا كثيرا ضرب التحالف العربى وتفتيته,وما ابتزازهم للدولة السعودية فى جريمة (خاشقجى )عنا ببعيد ,لقد اعترفت المخابرات التركية بعلمها بأنه سيقتل قبل مقتله ب15 دقيقة ,لكنها لم تحاول منع الجريمة واحتارت التضحية بأحد عملائها وتصوير وتسجيل قتله لابتزاز الدولة السعودية ومجاولة شق التحالف العربى بإخراج السعودية منه,بل رأينا إعلامهم يشترط فك (الحصار)عن قطر إن أرادت السعودية أن تمر الجريمة دون تدويلها .

لقد فشلت تركيا فى لى ذراع المملكة أو دق إسفين فى التحالف العربى ,وما زيارة ولى العهد السعودى لدول التحالف والترحيب به فى قمة العشرين إلا دليلا واضحا على ذلك الفشل الذريع.

والعاقل من يبتعد عن مشروعى الشيعة والخوارج ويختارأمته وأهل السنة على ما فيه من المعايب.

حفظ الله أمتنا وأهلك كل المتربصين بها .