رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عدّى النهار ومر على الخال 76 ربيعا.. ومازال شاعرًا

عدّى النهار ومر على
عدّى النهار ومر على الخال 76 ربيعا.. ومازال شاعرًا

كل عام وأنت معنا يا خال، اليوم نحتفل بالذكرى السادسة والسبعين للشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الذي ولد في مثل هذا اليوم الحادي عشر من أبريل عام 1938، في أبنود بمحافظة قنا.

يعتمد الأبنودي في شعره على اللغة العامية المصرية الأصيلة لا المستحدثة، وهذا إن دل فيدل على تعمق الخال في التراث المصري وإيمانه الشديد بعبقرية هذا التراث، فالأبنودي هو الذي أعاد جمع السيرة الهلالية وطبعت في أربع مجلدات بعدما كانت من الصعب الحصول عليها.

أيضاً يتميز شعر الأبنودي بالثورية فقد عاصر في شبابه ثورة 23 يوليو، التي تعصب لها بشدة فاستطاع أن يوظف تراثه في الأغنية المصرية الثورية الناشئة في هذه الفترة فكتب لعبد الحليم حافظ "أحلف بسماها وبترابها" و"ابنك يقولك يا بطل" و"عدى النهار".

وأثناء حرب الاستنزاف، هاجم الأبنودي العدو الصهيوني بشدة.. فكتب "وجوه على الشط"، كما أرخ لعذابات الجنوب عبر يوميات شعرية لأحد المواطنين المطحونين في "جوابات حراجي القط" وكتب الكثير من النصوص عن القضية الفلسطينية وعن ناجي العلي في "الموت على الأسفلت"، وكتب قصيدته الإشكالية "الدايرة المقطوعة" التي تطالب النخبة بالنزول إلى رجل الشارع.

يقول الأبنودي في قصيدته الأحلام العادية: "وفجأة.. هبطت في الميدان.. من كل جهات المدن الخرسا.. ألوف شبان.. زاحفين يسألوا عن موت الفجر.. استنوا الفجر ورا الفجر.. ان القتل يكف.. ان القبضة تخف.. ولذلك خرجوا يطالبوا.. بالقبض على القبضة.. وتقديم الكف للدم"، هكذا تجلت ثورية الأبنودي في هذا المقطع السابق.

ومن أعمال الأبنودي: "الأرض والعيال" و"الزحمة" و"الاستعمار العربي" و"الفصول" و"المشروع والممنوع" و"صمت الجرس" و"أحمد سماعين" و"أنا والناس"، كما كتب عددا من الأغنيات لعدد كبير من المطربين فقد غنت له ماجدة الرومي جاي من بيروت وبهواكي يا مصر، وغنى له محمد منير كل الحاجات بتفكرني ومن حبك مش بريء وشوكولاتة وبرة الشبابيك ويونس، وغيرها من الأغاني، أيضا غنى له كل من محمد رشدي ونجاة الصغيرة وشادية وصباح ووردة وفايزة أحمد.

كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل ذئاب الجبل والنديم، وأغاني وحوار فيلم شيء من الخوف وحوار فيلم الطوق والإسورة.

وحصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون أول شاعر عامية في مصر يفوز بهذه الجائزة كما شارك في أمسيات شعرية واحتفاليات دولية في كل العالم العربي تقريبا، وله دراسة بعنوان "غنا الغلابة"، وآخر قصائده هي قصيدة الميدان والتي كتبها ابتهاجا بثورة الخامس والعشرين من يناير.

والشاعر عبد الرحمن الأبنودي يسكن الآن ببيته في الإسماعيلية، وهو متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور.