رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شتان بين الاختلاف والخيانة

جريدة الدستور

من حقنا جميعا أن نختلف فيما بيننا فى طريقة الدولة فى تسيير الأمور، فكل منا له وجهة نظره التى يراها صوابا ويدافع عنها بكل ما أوتى من منطق وعلم،ربما اختلفنا فى جدوى بعض المشروعات وتوقيتها، وهل كان من الأولى تأجيل بعضها حتى لا يتحمل هذا الجيل أعباء الإصلاح الاقتصادى التى كان ينبغى أن تحدث منذ سنوات طويلة،ربما يكون لديك حلول ومقترحات.

تراها أكثر جدوى فى حل كثير من المشكلات، نختلف حول قضايا الوطن ولا نختلف حول الوطن وضرورة المحافظة عليه خاصة وهو يتعرض لأخطار جمة، نحبه، نعمل من أجله، ندر أعنه الأخطار والفتن، وقد رأينا كيف عصفت الفتن بأوطان أصبحت أثرا بعد عين - والعاقل من اتعظ بغيره- نفرح بكل إنجاز ينجزه أبناؤه، ونحزن عندما تصيبه أو تصيب أبناءه الشوكة، هذا هو اختلاف التنوع الذى يستفيد منه الوطن وأبناؤه.

أما إذا لم يفرق البعض بين الاختلاف والخيانة فيتحول إلى عدو لوطنه ولعبة مستخدمة فى أيدى أعدائه، ويصبح بوقا للعدو وأجهزة مخابراته، لا يرى فى وطنه إلا كل قبيح، يشوه كل إنجاز، ويشمت فى كل مصيبة يحارب وطنه فى اقتصاده، يهدد الشركات التى تفكر فى الاستثمار فيه، يهاجم مؤسساته فى كل صغيرة وكبيرة، يزور الكونجرس مرتديا العلم الأمريكى مستعديا أعضائه على وطنه، ويجلس فى البرلمان الأوربى ومجلس العموم البريطانى ليشوه وطنه ويحسن من صورة جماعته عند من كان يعتبرهم الغرب الصليبى أعداء أمته!!، يزيد من نغمة الاختفاء القسرى والاضطهاد ويجعلهما سبوبة من أجل نيل المال أو اللجوء السياسى، يعاتب ويهاجم الرئيس الفرنسى على إبرامه صفقات السلاح مع جيش بلاده ويطالبه بإلغائها !!.

يلعب دور ابن العلقمى الوزير الخائن الذى مهد للتتار اكتساح بغداد والقضاء على الخلافة العباسية، ويمارس دور أبى رغال العربى الذى دل أبرهة على الطريق إلى الكعبة ليهدمها، لقد سقطت إذا فى وحل الخيانة، ولا تستحق أن تكون منتميا لهذا الوطن أو ابنا من أبنائه، حذار من أن تزول لديك الشعرة التى تفصل بين الاختلاف لصالح الوطن وأن تكون خائنا له.