رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتبينوا

جريدة الدستور

لقد وجه الله فى سورة (الحجرات) المسلمين إلى آداب ينبغى عليهم أن يتحلوا بها وهم يتعاملون مع الله - عزوجل- ومع رسوله - صلى الله عليه وسلم - بل و فيما بينهم وبين الناس، حيث نهاهم الله عن السخرية من الآخرين وعن عيبهم ونهاهم عن التجسس وأمرهم باجتناب الظن السيئ واجتناب الغيبة والنميمة وكلها آداب فى غاية الأهمية فى استقرار المجتمع المسلم وشيوع السلم الاجتماعى بين أفراده.

ولعل من أهم تلك الآداب التى نوه الله عنها أدب التثبت من الأخبار قبل إذاعتها من أجل عدم إصابة الناس وتشويههم بغير دليل، وهو علاج فعال لوأد الشائعات فى مهدها وعد المولى- عزوجل- من يفعل ذلك من الفساق (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) كذب الوليد بن عقبة على الرسول - صلى الله عليه وسلم، وادعى أن الحارث بن أبى ضرار الخزاعى رفض دفع زكاة قومه، وأراد قتله.. كذبة واحدة كادت تحدث حربا لولا أن الله سلم وعلم النبى الكريم بكذب عقبة ونزلت الآية.
وكم من الفساق اليوم! الذين يعملون على بث الشائعات والأكاذيب ربما كانوا لجانا إلكترونية أو قنوات فضائية أو وكالات إخبارية أو صحفا أو غيرها أو جاهلا يقوم بنشر أكاذيب وافقت هواه أو مغرضا يقوم بصناعة بوست لتشويه شخص يعارض رأيه وفكره.
رأينا هؤلاء الفسقة فى كل قضية، رأيناهم وهم يسخرون من كل إنجاز يعد لبنة فى بناء الوطن، رأيناهم فى قضية سد النهضة، ولسان حالهم يعبر عن فرحتهم لقرب إنجاز المشروع وتمنى الشر للوطن، رأيناهم فى قضية مقتل الباحث الإيطالى (جوليو روجينى)، وهم يحاولون إلصاق التهمة بأبناء وطنهم بغير دليل، رأيناهم فى صفقة الرافال وقد نصبوا أنفسهم خبراء عسكريين يتحدثون فى كل قضية بغير علم، تجدهم خبراء فى كل شىء على الرغم من عدم علمهم بأى شىء، منهم من يفعل ذلك وهو يعلم بكذبه ويبرر ذلك بفهم سقيم لحديث (الحرب خدعة) فى تمرير الكذب والشائعات فى مجتمعات المسلمين،  ومنهم من يفعل ذلك اتباعا للهوى. كل ذلك من أجل خصومة سياسية بينهم وبين الدولة المصرية،  وينسى هؤلاء أو يتناسون ما يدبره الغرب ويريده لأمتنا من شر، فيوفرون له المبررات لاستكمال ما بدأه الغرب من تدمير لدول الخريف العربى واستكماله بدولة (الجائزة الكبرى) مصر، ولن يكون إن شاء الله.

جعلنا الله متأدبين بآداب سورة الحجرات وحفظ الأمة من كل مكروه وسوء.