رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

6 أكتوبر وعودة الثقة

جريدة الدستور

من أعظم الدروس التى حملها نصر أكتوبر للمصريين أنهم يستطيعون تحقيق ما يريدون مهما بلغت الصعاب.
لقد حملت الهزيمة فى 67 اليأس إلى كثير من المصريين وأصابت البعض منهم بالدونية ووجد الشامتون والساخرون.
وعلى الرغم من تدمير البحرية المصرية للمدمرة الإسرائيلية (إيلات) بعد أيام قليلة من الهزيمة، وتحويل الضفادع البشرية المصرية مينا إيلات إلى كتلة من النيران فى إنجازعظيم لها، وبطولة جنودنا فى معركة رأس العش، هذه البطولات التى أعادت الثقة للجنود فى أنفسهم إلا أنها لم تشفع للقوات المسلحة المصرية فى استعادة ثقة شعبها، فلم يكن الجندى أو الضابط يمشى فى طريق أو يركب المواصلات دون أن يناله قدر غير يسير من السخرية والاستهزاء.
كان لا بد من استعادة الأرض والكرامة لعودة الثقة وكبت الشامتين.. فكان اليوم الذى تحول فيه الجندى المصرى إلى عملاق باعتراف شارون نفسه عندما سئل عن المفاجأة التى أربكت إسرائيل فى الحرب وتوقع الجميع أن تكون الإجابة الخداع الاستراتيجى أو حائط الصواريخ، ولكنه فاجأهم بقوله :الجندى المصرى .
لقد أعاد نصر أكتوبرالثقة إلى الأمة وأزال الإحساس بالدونية الذى أصاب الكثير من أبنائها مثلما عادت الثقة إليها عندما واجهت أمواج الصليبين وحطمتها على صخرة حطين، وكذلك عندما واجهت التتار وأنقذت العالم من همجيتهم فى عين جالوت.
ولكن وللأسف الشديد يحاول بعض المرجفين وصغار النفوس الذين امتلأت نفوسهم بالدونية أن يفقدوا الشعب ثقته بنفسه وبجيشه بالسخرية من كل إنجازيتحقق على أرض الواقع بأكاذيب وشائعات وكلام غريب يستميلون به البسطاء وأهل الأهواء، فيذكرونك بجهاز (عبد العاطى) ولا يذكرون أن مصر نجحت فى توفير علاج فيروس سى لمواطنيها بالمجان، ويتجاهلون شهادة منظمة الصحة العالمية بنجاح مصر فى هذا المجال ومطالبتها دول العالم بأن تحذو حذوها، ويتجاهلون الحملة غير المسبوقة فى العالم بإجراء الفحص لـ45 مليون مواطن وعلاج المصاب منهم بالمجان.
وكذلك تجدهم يسخرون من إنجاز المصريين لقناة السويس الجديدة، والأنفاق الأربعة تحتها، والمدن الجديدة وكذلك مشروعات الطرق الممتدة فى ربوع الوطن وغيرها من مشروعات تقوى ثقة المواطن فى نفسه ووطنه .
لقد أثبت الجندى المصرى فى حطين وعين جالوت وأكتوبر ومازال يثبت فى سيناء وهو يطهرها من خوارج العصروفى تأمينه لحدود مصر بل وفى تقديم يد العون لأبناء شعبه لمواجهة الكوارث الطبيعية والتخفيف من آثار الغلاء، أثبت أنه خير أجناد الأرض شاء من شاء وأبى من أبى.
حفظ الله مصر وشعبها.. وجعل كل خطواتها أكتوبرية.