رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيرت الشاطر.. مرشد الإخوان السري الذي حكم مصر في عهد مرسي.. «بروفايل»

جريدة الدستور

خيرت الشاطر، ليس فقط واحدا من أهم قيادات الإخوان في مصر بل هو أهم قيادي فعلي داخل تنظيم الإخوان وتفوق أهميته أهمية المرشد الرسمي للجماعة محمد بديع، الأمر الذي جعل الأمن المصري يلقي القبض عليه سريعا بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 نظرا لخطورته الكبير.

يعرفه الإعلام باسم خيرت الشاطر إلا أن اسمه الحقيقي محمدخيرتسعدعبداللطيفالشاطر من مواليد محافظة الدقهلية عام 1950، وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة المدنية، تزوج بإخوانية مثله وهي عزة توفيق وأنجب منها 10 أبناء 8 بنات وولدان.

انضم خيرت الشاطر للإخوان عام 1974 بعد تجربة سياسية في فترة صغره مع منظمة الشباب الاشتراكي عام 1966كان وقتها في الصف الثاني الثانوي ثم كان بعدها انضمام للجماعة الإسلامية داخل الجامعات في السبعينات أثناء وجوده في جامعة الإسكندرية.

مناصبه في الإخوان

تدرج الشاطر في المناصب سريعا داخل الجماعة حتى أصبح عضوا في مكتب الإرشاد الإخواني عام 1995 في عهد المرشد الراحل للإخوان محمد مهدي عاكف، وتم انتخابه في تلك الفترة نائب ثاني للمرشد بعد النائب الأول محمد حبيب الذي ترك الجماعة وانشق عنها، ثم أصبح بعد ذلك النائب الأول للمرشد محمد بديع الذي لعب دورا كبيرا في تصعيده إلى منصب المرشد والإطاحة بمحمد مهدي عاكف الذي كان محاربا من كل خيرت الشاطر، محمود عزت المرشد المؤقت مما كان سببا في استقالته من الجماعة في واقعة هي الأولى من نوعها، وانتخاب محد بديع مرشد جديد للجماعة.

البيزنس

بدأ خيرت الشاطر حياته العملية مدرسا مساعدا في كلية الهندسة بالمنصورة عام 1981 إلا أنه تم طرده من الجامعة بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الأمر الذي جعله يتجه إلى العمل بالتجارة ليصبح أهم رجل أعمال داخل الجماعة، الأمر الذي جعله المسئول الأول عن إقتصاديات الإخوان في مصر فأسس العديد من الشركات التي تحمل اسم الإخوان باستثمارات ضخمة تخطت مليارات الجنيها، وقد تم اكتشاف هذا الأمر من خلال لجنة حصر أموال الإخوان التي اكتشفت مليارات الجنيهات التابعة للجماعة.
لم يقتصر بيزنس خيرت الشاطر داخل مصر فقط بل كان له أعمال كثيرة في كل من اليمن والسعودية والأردن وبريطانيا، بل ووصل الأمر إلى حد دخوله في شراكات اقتصادية قوية في تركيا، وتردد أنه شارك نجل الرئيس التركي أردوغان في أحد الصفقات التي دخلها ليس باسمه بل باسم أحد شقيقاته.

الثراء الفظيع لخيرت الشاطر أكده مصادر مقربة منه لدرجة أن أحد قيادات الإخوان الذين انشقوا عن الجماعة أكد أن نائب مرشد الإخوان كان يضع أمواله في صناديق كرتونية في مكتبه، وقد جلس معه في السابق في أحد مقرات شركاته فوجد كراتين كثيرة معبأة بالدولارات والين الياباني واليورو، وفسر الشاطر هذا الأمر إلى رفضه وضع أمواله في البنوك لإيمانه أنه حرام شرعا، إلا أن الحقيقة أنه يخشى أن يتم تجميد أمواله في يوم من الأيام كما حدث بعد ثورة 30 يونيو.

تقديرات من داخل الإخوان أكدت أن ثروة خيرت الشاطر تخطت الـ 500 مليون دولار، وعلى الرغم من إعلان الدولة تجميد معظمها إلا أن المتبقي منها يعتبر مصدر الدخل الوحيد للإخوان في مصر حاليا والذي يستغلونه في الصرف على سجناء الجماعة وأسرهم.

سجنه

لم يلحق خيرت الشاطر بسيد قطب مفكر الإخوان الأبرز، ولم يحتك به كونه أعدم قبل انضمامه حتى للجماعة، ومع ذلك تربى الشاطر على أفكار قطب وحاول تطبيقها في الجماعة مما أسفر عن سجنه 6 مرات قبل ثورة 25 يناير عام 2011، أولهم عام 68 لاشتراكهفيمظاهراتالطلابفينوفمبر 1968 وسجن وقتها 4 أشهر فقط، أما القضية الأشهر التي تورط فيها فكانت قضية سلسبيل الشهيرة عام 1992 والذي كان يسعى الإخوان للانقضاض على حكم مصر وتجهيز خطة بذلك اكتشفها الأمن الوطني فألقى القبض على معظم قيادات الإخوان وعلى رأسهم قادة النظام الخاص الذي تم كشف أسمائهم بعد أن تم مصادرة الحاسب الألي الذي كانت موضوع عليه الخطة وسجنها وقتها الشاطر سنة واحدة فقط ليخرج عام 93 ويسجن من جديد عام 95 ويحكم عليها لمدة 5 سنوات بتهمة إحياء جماعة محظورة، سجن الشاطر مرة أخرى عام 2006 في قضايا تتعلق بالإرهاب إلا أنه تم تبرأتهم أكثر من مرة حتى حوكموا من جديد في فبراير 2007 وحكم على الشاطر بالسجن 7 سنوات، إلا أنه خرج من سجنه في مارس 2011 بعفو صحي من المجلس العسكري لحقه عفو عام له ولقيادات الإخوان، آخر سجن للشاطر كان عام 2013 بعد ثورة 30 يونيو المجيدة ولا يزال سجين حتى الآن وصدر ضده في قضية التخابر مع حماس حكما بالإعدام إلا أن القضية لا تزال تنظر حتى الآن.

حلم الرئاسة

بعد خروج خيرت الشاطر من سجنه، وانتهاء حكم مبارك، قاد بنفسه تأسيس ذراعا سياسيا للجماعة وهو حزب الحرية والعدالة والذي كانت له مقرات بكل محافظات الجمهورية بفضل أموال خيرت الشاطر، وفي عام 2012 أعلنت الجماعة ترشيح خيرت الشاطر في انتخابات رئاسة الجمهورية إلا أنه تم استبعاده من السباق بقرار من اللجنة العليا للانتخابات لتدفع الجماعة ببديله محمد مرسي الذي أصبح رئيسا لمصر، وقيل في فترة رئاسته القصيرة التي لم تزيد عن عام أن خيرت الشاطر هو الحاكم الفعلي لمصري وليس محمد مرسي، الأمر الذي كان سببا في انهيار حكم الإخوان سريعا بثورة شعبية في 30 يونيو عام 2013.

سقوط الإخوان الكبير

يتهم قادة الإخوان خيرت الشاطر بالتسبب في انهيار الجماعة حيث كانت فكرة صدم الجماعة مع الدولة بعد ثورة 30 يونيو بقرار من خيرت الشاطر الذي دعا للاعتصام في رابعة ورفض كل الحلول الوسط لانهاء الأزمة وفض الاعتصام مما كان سببا في انهيار الجماعة والقبض على معظم قياداته.

بنات الشاطر

على الرغم من القبض على خيرت الشاطر بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 مباشرة ومعه نجليه إلا أن بناته كان لهن دور كبير في قيادة الجماعة وتوصيل تعليماته إلى الصف الإخواني، وكانت أنشط بنات خيرت الشاطر عائشة الذي تردد أنها المسئولة عن الصرف على أسر سجناء الإخوان كما أنها المسئولة عن توجيه الصف الإخواني باسم والدها، وبسبب هذا الدور تم وضعها وباقي أخواتها التسعة ضمن قوائم الإرهاب المصرية.