برامج تثقيفية لمحاربة التطرف في سجون المغرب
أصدرت الإدارة العامة لمصلحة السجون المغرببية تقريرا مفصلا عن الدورات التثقيفية التي استفاد منها السجناء المتهمين في قضايا تطرف وارهاب في المؤسسات العقابية وسردت فيه خطة تأهيلهم نفسيا وفكريا وسلوكيا للتعامل بطريقة سليمة مع نظم المجتمع وفعالياته في حالة الافراج عنهم بعد اكتمال فترة العقوبة المقررة لهم.
ويستند البرنامج إلى مقاربة علمية تتكامل مع الجهود المتعددة الأبعاد والمبذولة على المستوى الوطني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف في اطار الحمالات الأمنية والتحصين الفكري والثقافي لمحاربة التطرف.
وأشار التقرير في هذا الصدد إلى أنه تم استكمال هذه المبادرة في نسختها الأولى بنجاح خلال الفترة الممتدة ما بين 29 مايو و25 يوليو الماضي، بسجن العرجات 1، واستفاد منه 25 سجينا من السجناء المدانين في ملفات الإرهاب والتطرف، يمثلون عينات من مختلف الاتجاهات الجهادية، والمحكوم عليهم بعقوبات متفاوتة، والذين عبروا عن رغبة أكيدة في المشاركة في هذا البرنامج بشكل اختياري وعن طواعية ودون اي ضغوط عليهم.
وقد تأكد لدى اللجنة العلمية، من خلال تقييم تم على أساس مؤشرات علمية دقيقة بحسب التقرير، تجاوبا إيجابيا لدى السجناء المستفيدين وتطورا ملحوظا على مستوى تمثل الذات وفهم واستيعاب النص الديني ومقاربة القيم المجتمعية الصحيحة.
ونظرا لأهمية وخصوصية هذا البرنامج وعدم ارتباطها بأي تأثيرات ظرفية، تعتزم المندوبية العامة بتعاون مع شركائها دراسة إمكانية تأمين استمراريتها مع الانفتاح على شركاء آخرين معنيين، من أجل إطلاق نسخة ثانية لفائدة المرشحين الجدد من النزلاء الذين أبدوا رغبتهم في الانخراط في هذا البرنامج الـتأهيلي.
وأبرز التقرير أنه في سياق خطة المندوبية العامة المتعلقة بنشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف العنف داخل السجون المغربية، تم تنفيذ برنامج التثقيف بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء المغربية، وبدعم من حكومة اليابان، وتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية، بغية تحصين السجناء من خطر الفكر المتطرف من خلال تثقيفهم وتكوينهم في المجال الروحي والديني.
وينطلق هذا البرنامج، الذي يندرج أيضا في إطار مشروع “دعم إصلاح المنظومة الإصلاحية في السجون من أجل إعادة إدماج اجتماعي جيد”، من إنجاز مصوغات ودلائل للتكوين، ووضع خطة عمل لإنجاز الأنشطة، وتعزيز قدرات موظفي المندوبية العامة وكذا العلماء الوسطاء في مجال نشر وترسيخ خطاب التسامح، من خلال تنظيم دورات فكرية بالمركز الوطني، وكذا الإشراف على تكوين المثقفين.
وفي سياق تنفيذ هذا البرنامج، تم إلى سنة 2017 بالتعاون من 40 موظفا من العاملين بالسجون المغربية وعدد من المرشدين الدينين والعلماء أشرفوا على إعداد 220 مثقفا من سجناء الحق العام في 14 مؤسسة عقابية بالمغرب، وقد أشترك كل سجينين في 10 لقاءات مع فئة تتكون من 20 سجينا من نفس الفئة والتصنيف ليصل العدد الإجمالي للسجناء المستفيدين من هذه الدورات التثقيفية إلى ما يقارب 22.000 سجين، وذلك تحت إشراف مديري المؤسسات العقابية ومراقبة الرابطة المحمدية للعلماء، بهدف تحصين هذه الفئة من السجناء من الوقوع في شراك التطرف والارهاب مرة أخري.
وفي إطار الدعم التربوي والفكري للسجناء، تضيف الوثيقة، التي تمت خلال سنة 2017، في إطار الشراكة المتميزة القائمة بين المندوبية العامة ووزارة الاوقاف والشئون الاسلامية المغربية بهدف ترسيخ المبادئ السمحة للدين الاسلامي عبر تقديم دروس الوعظ والارشاد وتنفيذ برنامج حفظ القرآن الكريم وتجويده لفائدة السجناء، تنظيم مسابقات دينية شارك فيها 3555 سجينا تحت اشراف 79 إطار من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والمجالس العلمية المغربية، وذلك خلال 3592 زيارة للمؤسسات العقابية وأشار التقرير إلى أن عدد المؤسسات السجنية التي تتوفر على برامج تحفيظ وتجويد القران الكريم بلغ 48 مؤسسة.