رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى الأزهري يكتب: إنه الرواق الأزهري يا سادة

جريدة الدستور


في فترة وجيزة، وفي ظل المعوقات التي تعرقل الحركة العلمية في «الجامع الأزهر الشريف» نظرا لأعمال«الترميم» التي يشهدها «الجامع»في الآونة الأخيرة، استطاع القائمون على إدارة الحركة العلمية بالجامع الأزهر الشريف أن يتخطوا هذه العقبات، وأن يتجاوزا تلك المعوقات، فلم يلتفتوا إليها بل كأنها لم تكن، ولم تؤثر على هدفهم الذي يرجون الوصول إليه، ووضعوا الوسائل والآلات لتحقيقه.

فكان للقيادة «الإدارية والعلمية» بهذا الصرح الشامخ دورا في إعادة هيكلة نظام الدراسات الحرة «برواق العلوم الشرعية»، وذلك إيمانا منهم بدور «الأزهر الشريف» في حفظ الدين والهوية الإسلامية وفق المنهج، الوسطي الرشيد، وبناء إنسان الحضارة، الذي يؤمن الرحمن، ورعاية الأكون، واحترام الإنسان.

وقد تنوعت دوائر العلوم والمعارف في تلك المحاضرات التي وصلت إلى «١٣٢» محاضرة في الأسبوع؛ والتي يحاضر فيها كوكبة من كبار علماء الأزهر، في مختلف التخصصات الشرعية والعربية، وتهدف تلك الاستراتيجية التي يعمل بها «الرواق» إلى تأسيس جيل يجمع بين عبق «التراث» وآليات تطبيقه في الواقع الذي يعيشه؛ لكي يستطيع أن يواكب تحديات عصره، حتى لا يعيش بين معاصريه متخلفا عن ركب الحضارة.

وقد قام «الجامع الأزهر» بمد جسور التواصل والثقة بين جميع فئات المجتمع؛ حيث بلغ عدد الطلاب المسجلين بنشاطات الأروقة المختلفة نحو ما يقرب من ١٣ الف طالب.

كما فطن «رواق العلوم الشرعية» إلى أن نجاح الأحفاد لايكون إلا بالسير على درب الأجداد، فصاروا ينقلون معارفهم ومناهجهم دون الوقوف عند مسائلهم إلى رواد «الرواق» على اختلاف أعمارهم ووظائفهم وفئاتهم الاجتماعية، فاعتمد «الرواق» المنهج الأزهري«عقيدة،وشريعة،وأخلاقا» منهجا رسميا له، اقتداء بما عليه «أروقة الأزهر» عبر الأزمنة والدهور.

كما قاموا بمراعاة مستوى «المتلقي»، فقاموا بوضع سلما تعلميا لغير الأزهريين يبدأ بمعرفة خريطة العلوم الشرعية والعربية، قم المرحلة التمهيدية، ثم مرحلة التكوين، ثم مرحلة البناء العلمي.

أما بالنسبة للأزهريين فاعتمدوا على تنظيم مجالسهم على وفق المستويات التي يمر بها الطالب وهي: المبتدئ،والمتوسط، والمنتهي.

وقد التقت علوم الدين والدنيا في مكان واحد اسمه «الجامع الأزهر الشريف» فأقيمت الدوارات العلمية في العلوم المساعدة على فهم الواقع وإداركه، كعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الإدارة، وعلم الحاسوب وغير ذلك من العلوم؛ ليرسل «الرواق الأزهري» رسالة إلى العالم أجمع أن الأزهري ليس هو المعمم المقفطن الذي لم يدر من علوم دنياه شيئا، بل هو المنفتح على ثقافة الآخرين المتطلع على كل ما هو جديد؛ ليكون عالما بشانه مدركا لزمانه.