رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أسقط الشعب المصري «الإرهابي» منفذ هجوم حلوان؟

جريدة الدستور

في شارع يتسع لبضعة أمتار بمنطقة حلوان، أمسك الإرهابي الذي شارك في الهجوم على كنيسة مارمينا، بسلاحه، مطلقا عدة أعيرة في الهواء، لإثناء المارة عن الاحتكاك به خلال رحلة الفرار.

في هذا الشارع الرئيسي الذي كاد أن يخلو من المارة، لم يكن الإرهابي يدرك ما هو مخبأ له في الشوارع الجانبية، التي اتضح من خلال أحد الفيديوهات التي التقطها الأهالي من أحد المنازل، أنها تكتظ بالعشرات من المواطنين.

ربما ظن للحظات أن سلاحه قد يكون عونا له، دون الإيقاع والفتك به من قبل المواطنين اعتمادا على عامل الخوف لديهم، ولكن بضع دقائق كانت كفيلة بتغيير قناعاته تماما.

شارك أهالي منطقة حلوان بفاعلية كبيرة في الإمساك بالإرهابي، الذي كان يسير لعدة دقائق في محيط الكنيسة، قبل إصابته من قبل قوات الأمن والقبض عليه.

هذا التفاعل الكبير من قبل المواطنين، يؤكد وجود درجة عالية من الوعي الكبير في التعامل مع الإرهابي، إذ لم يفتكوا بمنفذ الهجوم، ولكنهم فقط منعوه من استخدام السلاح.

وهنا يمكن الوقوف أمام 4 ملاحظات رئيسية ظهرت في عدة مقاطع فيديو تم تصويرها بمعرفة أهالي المنطقة التي شهدت الاشتباك بين الإرهابي وقوات الأمن.

أول الملاحظات هو تصوير تحركات الإرهابي في محاولة لكشف هويته من خلال هذه المقاطع، بل وإصرار بعض قاطني العقارات في الشارع الذي كان يتجول فيه الإرهابي على تصوير دون اكتراث لمسألة استهدافهم، إذا لاحظ عملية التصوير.

أما الملاحظة الثانية، أنه خلافا لما هو متوقعا في مثل هذه الحالات من انتشار حالة الفزع والهلع بين سكان المنطقة، إلا أن الأهالي حاولوا استهداف الإرهابي من خلال إلقاء الحجارة عليه من أحد الشوارع الجانبية.

وعلى الرغم من توجيه الإرهابي سلاحه وإطلاق أعيرة نارية تجاههم، إلا أنهم لم يتوقفوا عن إلقاء الحجارة عليه، قبل أن يهم بالمغادرة مسرعا.

وثالثا، وقف الإرهابي ممسكا بسلاحه لا يدري أين يتجه بعد ملاحقة الأهالي له وتتبعه، قبل أن يتفاجأ بوجود قوات الأمن أمامه لتوقيفه والقبض عليه، وأطلقت قوات الأمن عليه النيران قبل أن يبادلها هو الآخر.

وتمكن أحد أفراد الأمن من إطلاق تصويبة "ليست قاتلة"، أصابت الإرهابي في إحدى قديمه وسقط أرضا، تمهيدا للقبض عليه وانتزاع منه المعلومات حول تفاصيل الهجوم والجهة التي تقف خلفه.

وفي مشهد غير متوقع انطلق أحد الشباب وأجهز على الإرهابي من الخلف، ومنعه من استخدام سلاحه، إذ كان يستعد لمبادلة قوات الأمن إطلاق النار.

وأخيرا، لم يقدم المواطنين الذي توافدوا من الشوارع الجانبية تجاه الإرهابي للإمساك به، على الإجهاز عليه تماما وقتله، في إشارة إلى الرغبة بتسليمه إلى أجهزة الأمن من أجل استجوابه.

وهو مشهد يختلف تماما عما حدث في الزواية الحمراء، بعد استهداف القاضي العسكري أحمد عبد الله من قبل عنصرين بالجماعة الإسلامية، قبل أن يفتك أهالي المنطقة بمنفذي الهجوم حينها.