رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة الكهرباء والتوقيت الصيفى


عودة التوقيت الصيفى وانضمام مصر إلى نظام الدول المتقدمة غربا وفى الشمال الأفريقى يكسب مصر ساعة إضافية من ضوء النهار ويقلل ساعات ذروة استهلاك الكهرباء ليلا لساعة كاملة،


تطبق جميع دول العالم المتحضر التوقيت الصيفى بدءاً من أول شهر أبريل من كل عام لتحقيق الاستفادة القصوى من ضوء النهار وتوفير الكهرباء التى تكلفنا وقودا للإضاءة والتبريد وسبل تحسين المعيشة. منطقة الخليج هى حالة الاستثناء الوحيدة من هذا التطبيق نظرا لمجتمعها البدوى الأصيل الذى يستبدل الأمر بتبكير مواعيد العمل إلى السابعة صباحا والبعض الآخر إلى السادسة صباحا لتحقيق الاستفادة من كامل فترات سطوع الشمس وهو ما لا يمكن تطبيقه فى مصر. الوضع فى مصر سخيف للغاية منذ ثورة يناير 2011 والتى جعلت حكومة «عصام شرف» تضع من أولياتها إلغاء التوقيت الصيفى وكأنه هو أهم مشاكل مصر بعد الثورة، تاركة أزمة الكهرباء والوقود والبطالة والأمن والرغيف تضرب الشارع المصرى والتى كانت احتياطاتها النقدية الأجنبية تتآكل بسرعة ويقرر أن يعيش الشعب المصرى أطول وقت فى انقطاع الكهرباء وأن ينام تاركا ضوء الشمس الطبيعى يملأ أركان مصر من الرابعة فجرا، بينما العمل يبدأ فى الثامنة صباحا فلا نحن بكرنا مواعيد العمل مثل دول الخليج ولا نحن اتبعنا الدول الغربية المتقدمة ومعها دول شمال أفريقيا التى ربطت اقتصادياتها ومصالحها وصادراتها مع الغرب وبالتالى وحدت توقيتاتها وأجازاتها الأسبوعية معهم، فنالهم من التقدم والفكر المشترك ما غاب عنا فى مصر الحائرة بين الفكر الخليجى وبين الفكر الشمال الأفريقى الأوروبى دون هوية أو قرار وإنما تذبذب وبعد عن الصالح العام ومسايرة طلبات قلة من أصحاب الصوت العالى.

الآن وأزمة انقطاع الكهرباء طاحنة والوزير الجديد رجل الأعمال يبشرنا باستمرار انقطاعها خلال الصيف الحالى فلماذا غيرنا الوزير السابق ولماذا جئنا بكم وزيرا للكهرباء طالما لن تستطيع التطوير أو الإضافة لخدمات الكهرباء فى مصر وإنما فقط مهموم بإرضاء رئيس الوزراء بأن يكون أول قراراته هو طلبه رفع أسعار الكهرباء؟! والوزير الغشيم هو الذى يبدأ ولايته برفع الأسعار لإرضاء رؤسائه لزيادة دخل الحكومة ونيل الرضا السامى، بينما الوزير الضمير وممثل الشعب يكون مهموما بتحسين الخدمة وما يقدمه لشعبه أولا فينال رضا الشعب ودعاءهم، وبعدها عندما يطلب رفع الأسعار فى ظل تحسن الخدمة ينصاع الشعب ويقدر وإنما نظام غشيم ومتعاف لن يجد إلا صدا لأنه فى ظل تدهور احوال المعيشة وارتفاع نسبة الفقر إلى 26.3% بدلا من 25.2% فى العام الماضى، أى 1.1 من 90 مليون مصرى، يعنى ببساطة مليون مصرى انضموا إلى قائمة الفقر، وخمسة آلاف مصنع أغلقت أبوابها يعنى زيادة دائرة البطالة وارتفاع أسعار الغذاء بعد أن سيطرت الغرفة التجارية وتجارها على وزارة التموين وعينوا رجلهم فيها فارتفعت أسعار جميع الأغذية فى السوبر ماركت 25% فى الأسبوع الماضى من الزيت والسكر والأرز والمنظفات والبقالة والألبان واللحوم والأسماك والأخيرة زادت أسعار الأسماك المستوردة 100%؟! ومازلنا فى انتظار المزيد من أجل سرعة صرف حوافز الأفران لخاطر الغرفة التجارية، وتحويل إنتاج الأرز وطحن القمح إلى القطاع الخاص وسرعة دفن كل ما هو حكومى لإرضاء الخال الذى هو والد.

إن عودة التوقيت الصيفى وانضمام مصر إلى نظام الدول المتقدمة غربا وفى الشمال الأفريقى يكسب مصر ساعة إضافية من ضوء النهار ويقلل ساعات ذروة استهلاك الكهرباء ليلا لساعة كاملة، وبالتالى يوفر لنحو عشرين مليون أسرة مصرية ساعة استهلاك كهرباء يوميا، أى عشرين مليون كيلووات -ساعة يوميا، وتقل ساعات الظلام لتصبح من الثامنة مساء وحتى الثانية عشرة من منتصف الليل بدلا من السابعة مساء حاليا وحتى منتصف الليل ويمنح مصلى الفجر ساعة من النوم وبدلا من الاستيقاظ فى الثالثة بعد منتصف الليل تؤجل إلى الرابعة وهذا أيضا مبكرا، وكنت أظن من الدولة ومفكريها ووزرائها المبدعين أن يطلبوا حلا لمشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء بأن يكون تقديم الساعة هذا العام لساعتين وليس لساعة واحدة استثناء وكفكر جديد حتى يتم تحسين الخدمة وتأمين إمدادات المحروقات اللازمة لعمل المحطات والتخفيف عن الاقتصاد المصرى فى استيراد المحروقات والاستفادة التامة من نور ربنا وليبدأ يومنا مع شروق الشمس فى الخامسة صباحا وليس الثالثة بعد منتصف الليل ولكنهم مهمومون برفع الأسعار وممارسة السلطة وليس بخدمة الشعب وتحسين الخدمة.

■ غاب وزير الزراعة المصرى عن المؤتمر الثامن والعشرين للفاو بحضور 54 دولة منهم 30 وزيراً عن تطوير الزراعة فى أفريقيا، لأنه مهموم بعمل وزير الداخلية وإزالة بيوت الغلابة، أما تطوير الزراعة ولقاء الوزراء الأفارقة والحديث عن نقص المياه المتوقع بعد سد النهضة وتداعياته على الزراعة المصرية فليس فى باله ولن يضيف إلى إعلامه وفكره الضعيف شيئا.

■ كلية الزراعة - جامعة القاهرة