رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حركة بركات المناوئة لبوتفليقة تفشل في إيجاد أرضية لها بالشارع الجزائري

حركة بركات المناوئة
حركة بركات المناوئة لبوتفليقة تفشل في إيجاد أرضية لها بالشا

نظمت حركة "بركات" المناوئة لترشح بوتفليقة لفترة رئاسة رابعة، ما يقرب من خمس وقفات احتجاجية.. وكانت السمة البارزة في هذه الوقفات هو ضعف الاستجابة لنداء الحركة من جانب الشعب.. ففي كل مرة يتراجع العدد عن المرة التي تسبقه وإن كان في كل الوقفات لم يتجاوز عشرات الأشخاص.

وبركات .. وهى كلمة في العامية الجزائرية تعنى "كفى" .. حركة حديثة تبلورت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثم تطورت إلى حركة فعلية عقب إعلان عبد العزيز بوتفليقه ترشحه لفترة رئاسة رابعة .. ويصف أنصار حركة "بركات" حركتهم بأنها حركة مواطنة وليست حزبية فلا يوجد حزب بعينة ولا شخصية سياسية بعينها وراء الحملة التي تقودها.. ويعد الشباب هم قوام هذه الحركة ثم انضم إليها فيما بعد صحفيون والآن الدعوة مفتوحة لكل المواطنين .

وفى هذا الصدد، أكد الدكتور إسماعيل دباش أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 أن حركة " بركات" لا تعبر عن رأي عام بل هي حركة لها أهداف خبيثة غير معلنة، مشيرًا إلى أن الإنسان الذي يعمل من أجل الثورة في مجتمعه لابد أن يكون له تواجد في هذا المجتمع، وهذا ليس حال "بركات" التي وصفها بأنها حركة معزولة.

وأضاف الدكتور دباش - في تصريح أدلى به لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر - أن "تيار" بركات لا يتماشى مع القيم الوطنية للشعب وهم مرفوضون، مشيرًا إلى أن من بينهم علمانيين وشيوعيين ، وقيمهم لا تتماشى مع قيم المجتمع، وهم لا يبالون بشيء.. وحتى أولئك المقاطعون للانتخابات، فقد لجأوا إلى سلاح المقاطعة ليس لرفضهم العهدة الرابعة ولكن ليختبئوا وراء المقاطعة لعلمهم تمام العلم أنهم لا يحظون بشعبية في الشارع الجزائري وخير دليل على ذلك الانتخابات البلدية الأخيرة.

وأكد، أن من أسباب عدم استجابة الشارع الجزائري لكل دعوات الاحتجاج والمعارضة والمقاطعة هو أن الشعب يعي تمامًا إنجازات بوتفليقة وعلى رأسها انجازاته فى مجال الأمن.. ليس فقط في أزمة التسعينيات والتي عاش خلالها الشعب مأساة راح ضحيتها أكثر من مائتي ألف شهيد، ولكن أيضًا لان الجزائر تعيش في ظل وضع إقليمي متوتر حيث يتخوف الشعب الجزائري من مواجهة ربيع عربي مثل ليبيا ومصر وتونس لذا أصبح الشعب يخشى من المساس باستقراره.

وأضاف، أن جيل الشباب وجيل المجاهدين عاشا المأساة الوطنية ولا يرغبان في العودة، وقد وفق بوتفليقة في احتواء آثار الربيع العربي حتى لا تطال الجزائر حيث كان الشعب يخشى من الانزلاقات التي حدثت في دول الجوار.

وتطرق إلى بدء تحركات الإسلاميين مؤخرًا من أجل استغلال الوضع الحالي الذي تمر به الجزائر، وقال: إن الجميع يعلم ما فعله الإسلاميون في مصر وفى سوريا وكله بإيعاز خارجي، وأضاف أن انجازات بوتفليقة على الساحة الداخلية واضحة للعيان وقد ساهم في إرساء العمق الاجتماعي الاقتصادي من خلال دعمه لمجالات الصحة والتعليم والقطاع العام، بالإضافة إلى التقدم في ملف الإصلاحات السياسية وتوسيع مشاركة المرأة وتوسيع الأحزاب وجعلها متواجدة على الساحة بما فيها الأحزاب الإسلامية، مشيرا إلى أن بوتفليقة لم يساهم في فشل هذه الأحزاب الإسلامية ولكنها هي التي أفشلت نفسها.

فيما يرى الدكتور مصباح مناس أستاذ العلاقات السياسية والعلوم الدولية بجامعة الجزائر 3 أن سبب عدم استجابة الشارع الجزائري لحركة "بركات" يعود إلى أنها حركة جديدة جاءت نتيجة ظروف الانتخابات الرئاسية المرتقبة، مشيرًا إلى أنها ليست حركة عريقة وليس لها باع طويل في الحراك السياسي.

وأضاف الدكتور مصباح مناس لـ"أ ش أ"، أنه ليس هناك ما يثير الدهشة من عدم استجابة الجزائريين لنداءات الحركات بتنظيم مظاهرات أو وقفات احتجاجية، فهي لم ترسخ لها قاعدة الشعبية التي يتطلب ترسيخها جهدا كبيرا ووقتا طويلا يصل إلى عشرات السنين، مشددًا على ضرورة أن تكون المطالب السياسية لأي حركة في إطار حضاري دون تهديد لأمن الدولة ولكن إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء فهذا أمر غير مقبول.