رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفيقة "ميادة أشرف" تروي آخر حوار دار بينهما

رفيقة ميادة أشرف
رفيقة "ميادة أشرف" تروي آخر حوار دار بينهما

بقلب يملؤه الحزن وأعين يكسوها السواد، روت الزميلة أحلام حسنين الصحفية بالدستور، التي كانت ترافق شهيدة الدستور ميادة أشرف قبل استشهادها، آخر حوار دار بينهما قبل أن تصيبها رصاصة الغدر أثناء تغطيتهن لاشتباكات الداخلية وعناصر الإخوان بمنطقة عين شمس أول أمس.

قالت أحلام: "في شارع سعد صالح بعين شمس كان هناك اشتباكات بالرصاص الحي بين الأهالي والإخوان وده كان آخر خبر ميادة نقلته، وفي عز الاشتباكات قولتلها سيبك منهم وتعالي نجيب حاجة نكلها وجبنا باتيه وبعد ما ملت الخبر بقولها يا ميادة اوعي تندمي أني قولتلك تعالي معايا عين شمس، وحشني الشغل معاكي، اوعي تدعي عليا، قالتلي: لا يا أحلام ده كفاية أني معاكي، قولتلها: طب اتشاهدي علي نفسك يا بت يا ميدو".

وأضافت أحلام ـ عبر حسابها الشخصي بموقع "فيسبوك"ـ قلت للشهيدة "ميادة": "إحنا مش عارفين هيحصلنا إيه، بصتلي بابتسامة والله العظيم جسمي قشعر منها بس كنت فاكرة أني أنا اللي هموت وهي بتودعني بنظرتها، وقعدت تفتكر كل الأيام اللي اشتغلنا فيها وكل الذكريات الحلوة، فكرتني بعيد ميلاد أميرة وأدهم، وقالت إن محمد ربيع واد غلبان أوي افتكرت ناس كتير".

وأكملت أحلام رواية اللحظات الأخيرة في حياة "صاحبة الابتسامة الجميلة ميادة": "بعدها بشوية جبنا حاجة ساقعة وكان ماشي معانا محمد ربيع وساعتها بقى عمال يتريق عليها ويقولها روحي اتجوزي واقعدي في بيتكوا أصل هي كان أكتر حاجة بتحلم بيها أنها تبقى عروسة كان نفسها تتجوز، ووصلنا لآخر الشارع كان مزلقان عين شمس قعدنا على الرصيف بصيت في أيدها لقيتها منورة بقولها مالك يا ميدو منورة ليه كدا النهاردة، قالتلي: أنا كنت بيضة أوي وأنا صغيرة بس وشي اتحرق من الشغل".

وأضافت أحلام: "وفجأة لاقينا الناس بتجري كانت الداخلية وصلت قولت لمحمد امش أنت علشان الداخلية متقبضش عليك، وجريت أنا وهي قولتها اختاري مكان، سكتت ومردتش بقيت أجري علشان نلاقي أي شارع جانبي، وقولتها تعالي نعدي الطريق في شارع جانبي أهو هناك ومسكت أيدها وجريت بيها وفجأة لاقيت أيدي فاضية بس ضرب النار كان شغال لدرجة أني ميلت راسي وأول ما وصلت الرصيف بقيت أنادي عليها "يا ميادة يا ميادة" مش بترد، بصيت في كل الوشوش جريت ناحية الضرب تاني لقيتها واقعة غرقانة في دمها نقلناها لزاوية صغيرة قولتها اتشاهدي فتحت بقها وشفتها ارتعشت وقبل ما تنطق كانت ماتت".

وتابعت أحلام قائلة: "أول لما اتقابلنا كنت بقولها جاية نظيفة ليه، أول مرة تنزلي للإخوان وأنتي لابسة لبس نضيف كده، قالتلي: قولت أغير، أتاريكي بتحلوي علشان تتزيني لعريسك يا ميدو هتتجوزي في الجنة هنيالك يا ست موتي شهيدة وأقسم بالله كان وشك صافي، موتي من غير ما تقولي آه ولا تصرخي، مصر كلها اتهزت لموتك يا بت اتشهرتي يا ميدو وهتتجوزي وهتدخلي الجنة حققتي كل أحلامك".