رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

" ميادة اشرف" و" الحسيني أبو ضيف" حكاية في صورة

 ميادة اشرف و الحسيني
" ميادة اشرف" و" الحسيني أبو ضيف" حكاية في صورة

بوجه يملؤه الإصرار والعزيمة وقفت ميادة أشرف صاحبة الـ22 عامًا حاملة الكاميرا، ولافتة مكتوب عليها "الكاميرا لا تزال في أيدينا يا حسيني مكملين"؛ لتبعث رسالة تضامنيه للشهيد الحسيني أبو ضيف الصحفي بجريدة الفجر، الذي لقي حتفه في أحداث الاتحادية.. تتعهد له فيها بأن تسير على دربه وأن تواصل مهمته التي حال القدر بينه وبينها، ولم تكن تعلم أن مشوار حياتها قصير وأن القدر لن يمهلها لتحقق ما تطمح فيه.

رحلت ميادة صاحبة الوجه البشوش لتترك في نفوس الصحفيين جرحاً غائراً لن يتمكن الزمن من محوه، رحلت لتلحق " بأبو ضيف" و تترك القوس مفتوحًا لآخرين في الطريق.. يخاطرون بحياتهم كي تصل الحقيقة للمواطنين.

" ميادة أشرف"، و" الحسيني أبو ضيف" كلاهما ضحي بروحه في سبيل الحقيقة، جمعت بينهما صورة ونهاية مأساوية.

ميادة ابنة "المنوفية " تركت ذويها وانتقلت إلي القاهرة منذ 5 سنوات لتحقق حلمها بالالتحاق بـ" كلية الإعلام" ، ومنذ ذلك الحين وهي تجتهد وتسعي لتكون صحفية لامعة، اختارات أصعب الأقسام " القسم الميداني" ليشهد بداياتها الصحفية، لم تخشى الاشتباكات، كانت دائما تحرص على اختيار الموقع الذي يمكنها من  تسليط الضوء على الحقيقة وتوثيقها بالصور والفيديوهات دون النظر إلى أمنها الشخصي.

رحلت " ميادة " عن دنيانا أثناء تغطية الاشتباكات الدائرة في عزبة النخل، ليحول القدر بينها وبين حضور حفل تخرجها المقرر في 17 من أبريل.

لتقرر نقابة الصحفيين منحها العضوية الشرفية بالنقابة، ويدشن لها عدد من أصدقائها عدة صفحات علي موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" للتعبير عن حبهم لها والتأكيد علي عزمهم استرداد حقها من القتله منها " الشهيدة ميادة أشرف"و" كلنا ميادة أشرف" والتي بلغ عدد المعجبون بهم حتي كتابة التقرير، أكثر من 22 ألف شخص.

" الشهيد الحسيني أبو ضيف" مصور صحيفة الفجر، ابن محافظة سوهاج لقي حتفه في 5 ديسمبر 2012، أثناء تغطيته أحداث الاتحادية التي هاجم فيها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية، المعترضين على الإعلان الدستوري الذي أصدره المعزول ، وحصن بموجبه قرراته الرئاسية ومجلس الشورى  ليمكن جماعته " الإرهابية" من مفاصل الدولة.

أصيب "أبو ضيف" بطلقة خرطوش في الرأس تسببت في كسر جمجمته وظل أسبوعا كاملا يصارع الموت بمستشفى زهراء الجامعي، قبل أن يلفظ أنفاسة الآخيرة، تاركًا ورائه فيلم وثائقي يوثق حياته وجائزة تحمل اسمه قيمتها 10 آلاف خصصتها جريدته، وفاءً له، وحركة تحمل اسمه "حركة الحسيني أبو ضيف"  ما زالت تناضل من أجل استرداد حقه وحق غيره من أبناء المهنة، الذين يواجهون الموت كل لحظة من أجل الحقيقة وإرضاءً لصاحبة الجلاله لعلها تمن عليهم بعضوية النقابة وهم أحياء!