رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسنة.. وأنا سيدك!


تبدو فى الأفق بوادر حرب طاحنة بين فريقين من «أهل الله» السلفيون هددوا بالاستيلاء على صناديق النذور فى المساجد ذات المقامات والقبور، والصوفيون هددوا بالقتال المسلح والاستشهاد فى سبيل هذه الصناديق!

تبدأ القصة من تخصيص صناديق فى شتى المساجد الشهيرة يضع فيها الناس صدقات ونزوراً قرباناً إلى الله أو إلى الشيخ المدفون فى أى مسجد من هذه المساجد!! المرأة التى لا تنجب، والمرأة التى ترغب فى الزواج، والرجل الذى يرغب فى النقل إلى محل إقامته، والمريض الذى يئس من الشفاء الدنيوى، والفقير الذى يرغب فى الثراء، والمدين الذى يتمنى سدادالدين «إلخ إلخ» كل هؤلاء البؤساء يذهبون إلى المساجد ويضعون فى الصناديق ما تيسر لهم من المال عسى الله - أو الشيخ - أن يستجيب لهم ويمنحهم ضالتهم!!

هذه الأموال تصل فى بعض التقديرات إلى ملايين الجنيهات، تسطو وزارة الأوقاف على جزء منها، ويذهب الجزء الآخر إلى مشايخ الطرق الصوفية وبعض العاملين معهم فى هذه المساجد.

السلفيون يقولون إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن إقامة أضرحة داخل المساجد، ويهددون بهدم الأضرحة والاستيلاء على الصناديق المالية الموجودة فيها.

والصوفيون يقولون إن هذه المساجد حلال وإن النذور حلال وإن الصدقات حلال وإنها من حق شيخ الطريقة، وإن الأوقاف لا يجوز لها أن تحصل على أى نسبة من هذه الأموال.

السلفيون يقولون إن الصوفيين خوارج وليسوا من الإسلام فى شىء، والصوفيون يقولون إن السلفيين خوارج وليسوا من الإسلام فى شىء!! ولكن كلا الفريقين يقول إن الصدقات والتبرعات وأموال الفقراء والبؤساء حلال ويجوز أخذها وتوزيعها على أهل الله من الصوفيين والسلفيين والإخوان وغيرهم!!

لو سألت أحد الصوفيين عن أصل وفصل وأسس ودعائم ومبادئ هذه الجماعة لقال لك إنهم مسلمون زاهدون يعشقون الله ورسوله والصحابة وآل البيت، ويخضعون تماماً للقضاء والقدر دون أدنى مناقشة أو تفكير، ولا يطلبون من الدنيا شيئاً سوى رضا الله، ولا يعشقون فيها شيئاً سوى وجه الله ورسوله وصحابته وآل بيته!!

أين إذن المال والنذور والصناديق فى هذا الذهب؟ وأين القتال المسلح والاستشهاد فى سبيل الأموال؟ وأين العداء والكراهية ضد فريق آخر من المسلمين من أجل المال؟ لا أحد يدرى لا نحن ولا هم ولا أى طرف آخر!

القصة كلها تتلخص فى جماعات تتاجر بالإسلام وتطلق كل منها على نفسها أسماءً ما أنزل الله بها من سلطان ويتصارعون جميعاً على دنيا زائلة يعظون الناس بالزهد فيها والانصراف عنها إلى ذكر الله والسعى للنجاة من حساب الآخرة!!

هذه جماعات تخدعكم باسم الدين، وتستولى على نصيبكم من الدين والدنيا ثم تتسلط عليكم وتأمركم بالسمع والطاعة وترغمكم على دفع الجزية أو الإتاوة على طريقة «حسنة وأنا سيدك»!!!

.. وحافظ سلامة: «مرسى» اختار «قنديل» لولائه للإخوان.. والحكومة الجديدة فاشلة