"الوطن" الإماراتية: ما يجرى في العراق تجاوز معنى المأساة والنكبة
أكدت صحيفة "الوطن" الإماراتية إن ما يجرى في العراق تجاوز معنى المأساة والنكبة والمحنة والمأزق، حيث يصعب لأحد أن يصف حجم ما يجري هناك من القتل اليومي الذي يجتاح معظم مدن العراق وكيف تفشل الحكومة في احتواء ذلك العنف المتصاعد.
وقالت الصحيفة - فى افتتاحيتها، اليوم الخميس، تحت عنوان (من ينقذ العراق) - "إن المحنة الماثلة هي أن العراقيين تطبعوا على هذا النوع من العنف الطائفي فزاد انقسامهم بدلا من أن يؤدي إلى توحدهم وتكاتفهم في مواجهة عنف غير مبرر وغير منطقي، مشيرة إلى أن الحكومة العراقية الحالية والسابقة ساهمتا في إشاعة الداء الطائفي وجعلت منه معيارا يقاس عليه كل نشاط وقرار وتصرف وتحالف وائتلاف".
ورأت أنه من الأجدى بالحكومة إذا كانت عاجزة عن مكافحة العنف والإرهاب المتفاقم أن تكاشف الشعب بفشلها وتطلب أحد أمرين إما أن يتوحد الشعب على وثيقة وطنية تتجاوز الطائفية نحو البناء الوطني والقومي أو أن تستقيل تاركة الباب مفتوحا لمن يستطيع مواجهة التحديات الهائلة.
وشددت الصحيفة على أن العراق يحتاج إلى قوة منقذة تخرجه من الحال البائس الذي يعيشه يوميا ويحتاج إلى كتلة وطنية حقيقية لا تعترف بالطائفية ولا بالتقسيمات العرقية ولا بالتعددية السلبية التي تؤدي إلى تقسيمه على أسس عنصرية وعرقية وطائفية.
وأوضحت أن شروط هذه الكتلة الوطنية أن تكون مؤلفة من جميع العراقيين "سنة وشيعة وأكرادا ومسيحيين وتركمان" وغيرهم من مكونات المجتمع العراقي الذي لم يكن يعرف هذه التقسيمات، وأن تكون مهامها إعادة الاستقرار والأمن والهدوء إلى العراق دون أن تتخلى عن الخيار الوطني الديمقراطي المدني الذي يراعي حقوق الإنسان جميعا دون فرز أو تمييز.
