رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر الآن


قاطرة مصر التى تقودها، تتأهب الآن للانطلاق، مع فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية، وهو خيار لا بديل له، خصوصا فى تلك المرحلة الحالية،وغير المسبوقة فى تاريخ مصر، ما لم يتم اختيار قائد، بالمعنى اللغوى والفقهى والسياسى للكلمة، تتوافر فيه كل المقومات التعليمية، والإنسانية، والنفسية، والذهنية، وأيضا

الخبرات المتراكمة لديه، لقيادة بلد فى حجم مصر، يقود خلفه الأمة العربية، ولها دور فاعل، سواء أرادت أو لم ترد. صحيح أن دائرة الاختيارات ضيقة، ويجب الاختيار من خلال المعروض فقط، وأعرف أن الكثير من الشرفاء فى مصر، يحجمون عن خوض تلك الانتخابات لأسباب، ليس هذا وقت لشرحها. الواقع أن الانتخابات الرئاسية فى مصر، شىء جديد علينا، ولم نعرفه بالمعنى المتعارف عالميا، مثل الدول الكبرى، إلا بعد ثورة يناير 2011.قبل يناير 2011 .كان مجلس الشعب، أو البرلمان يختار لنا، ثم نأتى باستفتاء شكلى، نقول فيه نعم، وكانت كل الاستفتاءات عندنا تقول نعم، وما قال الشعب لا لأى استفتاء. لأجل هذا يحرص أولو الأمر عندنا، على خيار نعم، للأمور التى يريدونها، وخيار لا، لما لا يريدونه لم يقلها الشعب أبدا إلا يوم أن تنحى الزعيم جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970.

الغريب أنه فى الوقت الذى تجرى فيه عملية الانتخابات، فإن البلاد تعانى من حالة توتر، بسبب العمليات الإرهابية التى ظهرت الآن، والتى أعلن عنها ونفذها فصيل سياسى، كان يوما على سدة الحكم، وأصبح الآن معارضا بالسلاح، وجلب أسلحة ومعدات لمقاومة الإرهاب المناضلين من معارضيه، أنواع راقية من القنابل والغازات المسيلة للدموع، وأنواع من العصى الكهربائية، من مسببات الصدمات، وعربات سهلة الحركة، وأشياء أخرى، وأجهزة مراقبة وتجسس راقية ومتطورة، ومن مفارقات القدر أنها تستخدم ضد من جلبوها وأحضروها.

فلم يحدث أبدا أن قامت جماعة بإجبار شعب على الخضوع لحكمها، بالقمع أو قوة السلاح، إلا فى حالات الاستعمار والاحتلال، عندما تقود الأمة جماعة مسلحة لتحرير الوطن من مستعمر خارجى أو محتل. وهو ما فعلته الجماعات الفلسطينية المسلحة، فى بداية أمرها، وعندما لم تنجح، وأجبرتها إسرائيل على السكوت والرضوخ، تحولت بنادقهم الى شعب مصر. ولم يعرف إخواننا الفلسطينيون، أن مصر هى أكبر دولة عربية تبنت القضية الفلسطينية، ودافعت عنها، وهى أكبر دولة سقط منها شهداء للقضية الفلسطينية، ولا يعلمون أن تلاميذ المدراس فى زمن عبد الناصر كانوا يتبرعون بمصروفهم اليومى للقضية الفسطينية واللاجئين، وفى مصر تدرب وتعلم قادتهم، وليسألوا فى ذلك الزعيم ياسر عرفات، الذى كان متطوعا فى الجيش المصرى برتبة الرقيب، قبل أن يكمل تعليمه الهندسى فى مصر.ومصر هى الدولة الوحيدة التى لم تستغل القضية الفلسطينية من أجل أهداف سياسية، ضد المعارضة، ولم يذكر لنا التاريخ أن النظام المصرى استعان أو استأجر، بندقية فلسطينية لقتل معارضيه السياسيين خارج البلاد، كما فعل النظام العراقى أيام حزب البعث، وفى سوريا أيام حافظ الأسد ،وفى لبنان مع حزب الله، ما نراه الآن هو خليط من سياسة إرهابية للجماعة الإسلامية والفلسطينية معا، الفلسطينيون قتلوا وصفى التل رئيس الوزراء الأردنى فى مصر، أيام السادات، وكان أبونضال الفلسطينى صاحب أغلى بندقية مستأجرة ويؤجرها لمن يدفع أكثر، والجماعة الإسلامية هى من مارست الاغتيال بالسيارات المفخخة مع رئيس الوزراء المصرى عاطف صدقى ووزراء الداخلية، واغتيال رجال الشرطة، أمام منازلهم فى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.

■ خبير أمنى