رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام المصرى بين الهدم والبناء


ما دور الإعلام خاصة فى مرحلة البحث عن الاستقرار المجتمعى واسترداد عافية الوطن؟ الإعلام مرآة عاكسة لهموم الناس، وقد يتصور كثيرون أن دوره «حل» المشكلات وليس رصدها ثم عرضها ويوقع هذا التصور كثيرا من الإعلاميين فى مأزق،

خاصة أن الإعلامى بعد أن يعرض المشكلة من خلال وسيلته لاسيما إذا كانت الميديا هى التليفزيون – أكثر وسائل الإعلام انتشارا وتأثيرا فى عالمنا العربى- ينتظر رد المسئول لكى يبادر بتقديم البدائل لحل المشكلة، وإذا تحقق الحل يصبح ذلك غاية ما يتمناه الإعلامى ولكن كما قلت المأزق فى عدم استجابة هذا المسئول أو فشله فى حل المشكلة ما يؤدى إلى رد فعل ضده لأن الإعلامى من المفترض أنه يقف فى صف صاحب أى مشكلة خاصة المشكلات ذات الطابع الإنسانى ومهنيا ليس مطلوباً من الإعلامى أن يقف محايدا بالنسبة لتلك المشكلات، ولكنه يجب أن يكون موضوعيا بمعنى أن يتفهم ظروف كل أطراف المشكلة المعروضة بالإضافة إلى أنه يجب أن يستخدم مفردات فى عملية الاتصال تحل ولا تعقد تبنى ولا تهدم.

ويميل بعض الإعلاميين إلى تعقيد المواقف وإظهار المسئول فى حال فشل أو بعبارة أخرى يعتقدون أن إحراج المسئول فى برامج الهواء سيؤدى إلى إكسابهم جماهيرية وانتشارا، وأرى أن مثل هذا النوع من الأداء الإعلامى يعتبر هادما وليس بانيا، فضلا عن أنه سيمنع الرسالة الإعلامية من تحقيق غايتها لأن الناتج النهائى فى هذه الحالة يصبح سلبيا، وفى الوقت نفسه هناك مسئولية تقع على عاتق فريق الإعداد، لأنه قد لا يحسن اختيار المعنى بحل المشكلة أو لا يختار التوقيت المناسب للتواصل مع المسئول أو لا يقدم للإعلامى أو المذيع المعلومات الكاملة عن الموضوع المثار، كما أن هذا الأخير قد لا يبحث جيدا جوانب المشكلة أو يتناولها بشكل فيه نوع من التسطيح وأحيانا، تحتاج مشكلة ما إلى وقت لتجهيز الحل لأن من عيوب التناول الإعلامى للمشكلات الصعبة على الهواء عدم إلمام المسئول بالتفاصيل عندما يأتى الطرح بشكل مفاجئ .

إذن ما الشكل الأمثل لعرض المشكلة إعلاميا حتى نتوصل إلى طرح بدائل مناسبة للحل؟

تعرض المشكلة مع الوضع فى الاعتبار أن دور الإعلام هو إلقاء الضوء على المشكلة بمعنى أن دوره كاشف من أجل التشخيص، أما العلاج فهو مهمة جهة الاختصاص ويؤدى الإعلام دورا مهما أيضا فى المتابعة لأن معظم المشكلات تحتاج وقتا للحل وهنا تأتى أهمية دور المتابع خاصة بعد إزالة أسباب المشكلة، ولابد من توضيح ذلك للمتلقين، الأمر الذى يكسب الوسيلة الإعلامية درجة عالية من المصداقية ويسهم الاتصال الشخصى بين فريق الإعداد والمسئولين فى تسهيل مهمة عرض المشكلة والمساعدة على حلها، وأثناء استضافة المسئول على الهواء لابد من إعطائه الفرصة لفهم المشكلة وألا تصبح مهمة المذيع أو الإعلامى هى وضع المسئول فى «خانة اليك»، لأنه إذا حدث هذا لن تحل المشكلة، وعلى أى حال وجود قنوات اتصال واضحة ومحددة تعمل فى الاتجاهين بين الجهاز الإعلامى ومؤسسات وأجهزة الدولة الأخرى سيساعد على تجنب وقوع الإعلاميين فى مأزق هم فى غنى عنه