رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهام الأساسية لرئيس مصر القادم «2»


فى المقال السابق تحدثنا عن ثورتى 25 يناير و30 يونيو وتضحيات الشباب من أجل الخلاص من حكم المخلوع حسنى مبارك، والإخوانى محمد مرسى، وعرضنا لكيف كانت مصر فى عهد مبارك مرعى للسماسرة ونواب القروض، والرأسمالية غير الوطنية، وفى ذلك الوقت تم تجريف كل شىء الأموال والأراضى والتعليم والصحة والأخلاق وكرامة الوطن... إلخ،

ونهب مبارك ومن حوله مصر وجعلها عزبة آملاً أن يورثها لأحد أبنائه، وقد مثل حكم الإخوان سنة سوداء فى تاريخ مصر كادت تسقط بهذا البلد إلى هاوية سحيقة لا مخرج منها، لولا ستر الله ووقفة الشعب والجيش والشرطة يدا واحدة فى 30 يونيو.

وقد حاول المقال نفسه الإجابة عن السؤال الكبير وهو إذا كانت مصر مقدمة على انتخاب رئيس جمهورية قادم، فما المهام الأساسية التى نطالب بها هذا الرئيس؟، وقد حددنا تلك المهام فى 20 مهمة أساسية، فعرضنا للمهمتين الأولى عن إقرار الأمن والثانية عن إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية، وعدالة اجتماعية، ونعرض هنا لعدد آخر من هذه المهام الأساسية بعد أن ذكرنا نقطتين مهمتين فى المقال السابق:على رئيس الجمهورية القادم أن يضمن بناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية فى مصر ـ تنطلق من أهداف ثورتى 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 ـ تحمى حقوق المواطنين الطبيعية، وتوفر الحاجات الأساسية لهم كالتعليم والصحة والسكن والأمن الغذائى، وإعمال مبدأ تداول السلطة، ومبدأ الانتخاب فى جميع مؤسسات الدولة ومواقع الخدمة العامة، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة وحقوق المواطنة وتكافؤ الفرص، مع إطلاق الحريات العامة والخاصة فى حدود القانون، وتوفير حرية العقيدة وحرية اختيار الاتجاه السياسى طالما لا يتعارض مع مصلحة الوطن، وأن يتم تطبيق الدستور والقانون على الصغير والكبير وعدم السماح بأى ممارسات فاسدة أو استثناءات بأى حال من الأحوال. على رئيس الجمهورية القادم وجهازه الوطنى العمل على استحضار خبرات المصريين المتراكمة عبر آلاف السنين، وهى خبرات وأعمال فاعلة فى الحضارة الإنسانية، والاستفادة منها فى دفع حركة التقدم، من خلال غرس الشعور بالانتماء وخلق تكافؤ الفرص لجميع أبناء الوطن فى الداخل والخارج للعمل على بناء مصر المعاصرة، دون النظر إلى الدين أو الجنس أو اللون أو الانتماء السياسى، إلا من أفسدوا الحياة السياسية من مدعى الدين، الذين خانوا الوطن ومن فيه.

عليه أيضا عقد مؤتمر قومى حوارى علمى واسع حول مستقبل مصر، توضع من خلاله خطة استراتيجية عامة تحدد المسارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمصر خلال الخمس سنوات القادمة، على أن تحمل هذه الاستراتيجية المهام والأهداف القومية التى تلتف حولها القوى الشعبية العاملة على جميع مستوياتها، وأن تقسم هذه الاستراتيجية العامة إلى خطط فرعية كل خطة تخص وزارة أو مؤسسة معينة، لتتولى تنفيذ ما يخصها من هذه الاستراتيجية حسب مواعيد محددة، مع محاسبة المسئولين عن التنفيذ أولا بأول حسب أسلوب الثواب والعقاب. العمل على إدارة السياسة الخارجية المصرية على أسس علمية وموضوعية لدعم مصالح مصر الوطنية، والدفاع عن قضايا الانتماء المصرى العربى الأفريقى المتوسطى الإنسانى، وإقامة العلاقات الخارجية على أساس المصالح المشروعة والاحترام المتبادل بين الشعوب، والتفاعل الخلاق بينها لبناء المجتمع الإنسانى المتكامل الذى يسمو على توحش العولمة وسيطرة القوى العظمى، وإعادة مصر إلى حضن أمتها العربية والإسلامية لتقوم بدورها القيادى فى الدفاع عن مصالحها وهويتها بعد طول اغتراب، وإعادة دورها الفاعل فى قارتها الأفريقية. ، لذلك على مصر أن تستعيد دورها الفاعل بين دول حوض النيل، وأن تسعى لعمل المشاريع الزراعة والصناعية والعمرانية المشتركة لمصلحة الجميع. وإلى مقال آخر نستكمل فيه مهام الرئيس القادم.

■ الأستاذ بجامعة المنصورة