رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور: سرقة "حلاوة روح" من "مالينا"..والنقاد يستنكرون: غياب الابتكار

بالصور: سرقة حلاوة
بالصور: سرقة "حلاوة روح" من "مالينا"..والنقاد يستنكرون: غيا

للسينما المصرية تاريخ طويل مع الأفلام التي تعتمد على الاقتباس من السينما الغربية بعامة والأمريكية على وجه الخصوص، وذلك منذ بداياتها فقد استند كتاب السيناريو على إبداعات عالمية؛ مثل شكسبير الذي تمّ اقتباس عدة أفلام من أعماله، لكنّ اللافت حاليًا، أن كتّاب

السيناريو الآن يسرقون أفكارًا وقصصًا ومشاهد ولقطات من أعمال غربية بل إن بعضهم يقوم أحيانًا باقتباس لقطة كاملة طبق الأصل بالفكرة وزوايا التصوير والحركة عن اللقطة الأصلية، لكنهم لا يُشيرون على الإطلاق، إلى مصدر الفكرة أو الإيحاء أو الإلهام، كما هو مفترض من الناحية الأدبية، وتمتد قائمة الأفلام المصرية المقتبسة من روايات عالمية ونرصد آخرها برومو فيلم "حلاوة روح" لهيفاء وهبي الذي أثار جدلًا بسبب ظهور الفنانة هيفاء وهبي بشكل مثير للجدل كعادة أفلام السبكي التي اعتمدت على الإباحية والملابس الخارجة في معظمها، ولكن المفاجأة في هذا البرومو الدعائي مزيج من سرقة فيلمي "مالينا" للممثلة الإيطالية "مونيكا بيلوتشى"، و فيلم WOMAN ON TOP للممثلة الإسبانية بينولبى كروز، بنفس الشكل مع زيادة في الإغراء لهيفاء.

ومن جانبها أشارت الناقدة السينمائية ماجدة موريس إلى أن الاستنساخ  أصبح أمرًا شائعًا في السينما المصرية ومعمولًا به دون أي مشاكل من جانب المؤلفين أو المنتجين ولكن المشكلة الأساسية تكمن هنا في فقدان المصداقية وخلق حالة من عدم التصديق من جانب الجمهور وإعلانه عن عدم رضاه عن هذه الأفلام مؤكدة أن ظاهرة الاقتباس معروفة في السينما المصرية منذ ولادتها وإن كان مؤلفو الزمن الماضي لديهم ضمائر، حيث كانوا يذكرون أن النص مأخوذ من عمل أجنبي أما الآن فالوضع اختلف تمامًا وبات المؤلفون أكثر جرأة ولا يذكرون ذلك على أفيش الفيلم وكأنه عمل مصري خالص، وترجع موريس أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى قلة الأفكار الدرامية وندرة الجديد والمبتكر منها.

فيما أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن استنساخ الأفلام ظاهرة سلبية وتسبب في انهيار كامل للسينما المصرية نتيجة استسهال الكتاب والمنتجين والسعي وراء تحقيق مكاسب مادية ضخمة بغض النظر عن جودة الأعمال المقدمة إضافة إلى ما يتمتعون به من جهل وسطحية في الثقافة ما يدفعهم إلى اقتباس الأفلام الأمريكية والفرنسية والإيطالية وعرضها داخل دور العرض المصرية دون استحياء فتجد بعض المخرجين يستنسخون المشاهد والديكورات، كما هي بغض النظر عما إذا كانت تتلاءم مع مجتمعنا أم لا دون محاولة تمصير هذه الأفلام بل وينسبون هذه الأفلام لأنفسهم، مضيفة أن حلاوة روح ما هو إلا تشويه للفيلم الإيطالي لـ"مونيكا بلوتشي" معتبرة أن لا يوجد وجه مقارنه بين هيفاء التي تعدت سن الخمسين عاماً وبين مونيكا.

أما الناقد نادر عدلي يقول: إن السينما المصرية منذ نشأتها وهي تعتمد على أفكار الأفلام الغربية ففي ثلاثينيات القرن الماضي لم يقتبس من الأفكار سوى القليل ولكن مع مرور الوقت تزايدت ظاهرة  الاقتباس  حتى وصل الأمر إلى افتقاد الإبداع والابتكار والاستسهال لافتا إلى أن الإفلاس الفني هو السبب وراء اتجاه المؤلفين إلى سرقة الأفكار العالمية وأرجع ذلك إلى الأزمة التي تعيشها السينما المصرية المتمثلة في  الافتقار إلى نصوص مبتكرة، كما وجه عدلي اتهامًا شديد اللهجة إلى المؤلفين الجدد واصفا إياهم  بالمستسهلين الذين لا يعتمدون على خيالهم، ويحاولون تعويض ذلك باللجوء إلى السينما الأمريكية وسرقة أفكارها، وكأنه أمر مشروع لا سرقة فيه ولا غش.

ومن جانبه قال الناقد طارق الشناوي تعليقًا على كم الألفاظ الخارجة والمشاهد غير اللائقة الذي يحتويه وإجازة الرقابة عرضه: " دعونا الآن ننتظر رؤية الفيلم وبعد ذلك نحكم هل كانت هناك حلاوة روح أم إنها طلعت في الروح"، وأضاف  لا يجب نقد الأفلام لمجرد مشاهدة إعلاناتها، إنما يجب أن نشاهدها أولا ثم ننقدها أو نعلق عليها، ولا يجب الهجوم على الفيلم بسبب جهة إنتاجه؛ ومن حق المشاهدين أن تشاهد هذه الأفلام أو لا تشاهدها، فلن يرغمهم أحد على المشاهدة، فإذا أرادوا المشاهدة سيذهبون ويشاهدونها في السينما.

بينما أكدت الناقدة خيرية البشلاوي أن السينما ما لم يكن لديها إنتاج مخلص وليس للتجارة فإن أي استدعاء لـ"هيفاء وهبي " وهى كبيرة في السن استدعاء لرمز جنسي صارخ هدفه الغواية والإثارة وتحويل الفيلم إلى بديل إما إلى " دعارة " أو " كباريه " أو " حجرة نوم في بيت سيء السمعة " أو مشاهد الهدف منها الأساسي إثارة غرائز المتفرج، ونكون بصدد عمل تجارى من الممكن أن يكون سوقي وبذيء ومبتذل, وقالت تعليقًا على إجازة الرقابة عرضه " لا أعرف ما الغرض من موقف "أحمد عواض" رئيس جهاز الرقابة من الموافقة على عرض هذا الفيلم، فهل هو يريد بذلك أن يؤكد إنه ليبرالي ويؤيد الحرية ولكن أية حرية تلك؟! هل هي حرية الابتذال ؟! فأتمنى أن يكون هناك رئيس رقابي مستنير بطريقة غير هدامة وتكون إيجابية وبناءة، وتابعت : "رغم إن مخرج الفيلم "سامح عبد العزيز" نفسه له أفلام جيدة فقد أخرج فيلم "كبارية"، و "الفرح" فحين يريد أن يقدم فيلمًا جيدًا فبالفعل يفعل، وأيضًا يستطيع به جذب الناس والجماهير لمشاهدته بدون أن يستعين برمز للإثارة.

في حين أشار السيناريست  بشير الديك  إلى أن ظاهرة اقتباس الأفلام ليست وليدة هذه الموجة الجديدة من الأفلام ولكن شهدتها السينما المصرية منذ فجرها، ويرجع سبب انتشارها إلى ندرة الروايات الأدبية التي تصلح لتقديمها كأفلام كالتي قدمها لنا نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي.. أيضاً افتقار مؤلفي السينما المصرية الجدد للإبداع الفني مما يضطرهم إلى الاستعانة ببعض أفكار السينما الأمريكية وبلورتها في صورة مصرية ويطالبهم بضرورة البحث عن أفكار جديدة وأن يخرجوا من عباءة الاقتباس للنهوض بالسينما المصرية، ويؤكد الديك  أنه يشترط لاقتباس أي فيلم أن يشير القائمين عليه ولو بإشارة بسيطة إلى مصدر الفيلم وأنه مقتبس عن فيلم آخر وهو ما لا ينقص منهم شيئاً.

‬ومن جهة أخر دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة فيلم "حلاوة روح"، للمطربة هيفاء وهبي، بعد انتشار برومو الفيلم على موقع الفيديو "يوتيوب"، وتداوله نشطاء تحت عنوان "الإباحية في ثوبها الجديد", فعبر حملة "قاطع حلاوة الروح"، كتب محمد عبد الرحمن: "قاطعوا الإباحية في ثوبها الجديد، فيلم حلاوة روح عايز يلهي الناس تاني بالمشاهد الخليعة", فيما قال علي محمد: "يا ناس هما بيفكروا إزاي، البلد بتولع والناس عمالة تموت وهما عاملين فيلم إباحي مش سينمائي، قاطعوه"، كما غرد الكاتب الصحفي سلامة عبد الحميد، عبر حسابه على موقع التدوينات المصغرة "تويتر" قائلًا: "عاملين هيصة على فيلم هيفاء وهبي التافه حلاوة روح اللي هو مسروق بالحتة من الفيلم العظيم مالينا.. حتى الأفيش سارقينه يا جدع. أرزاق صحيح".