رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيلينسكي.. خطاب بلغة الاشارة

 

.. خلط الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الماء بالزيت، أو كما تقول البدو، خلط الملح بالرمل! `
بين الكونغرس الأمريكي والكنيست الإسرائيلي، خاض الرجل، ليبدو في شخصية الرئيس المقاوم، داعية السلام، في وقت دخلت الحرب  التي تقودها روسيا على بلاده أسبوعها الرابع، وسط دمار وكارثة انسانية خطيرة، تنذر بإمتداد وتصعيد عسكري قد لا ينتهي خلال الأشهر المقبلة. 
.. إشارات معالم  ضياع بوصلة " زيلينسكي،"،الى ان نتائج مخاطبته للعالم تصطدم بالاختلاف، وأن كانت للعاطفة اثرها. 
بعد خطاب اونلاين مع الكنيست، ضج يهود إسرائيل الصهيونية، كما يهود العالم، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي" نفتالي بينيت"، مقارنة الرئيس الأوكراني  بين الغزو الروسي والإبادة الجماعية النازية لليهود.

ما صدم أوكرانيا، ضراوة الهجمات والتصعيد العسكري الروسي .. و-ايضا- تصريحات "بينيت" :إنه فهم أن زيلينسكي باعتباره  "زعيم يقاتل من أجل حياة بلاده" ولكن "أنا شخصياً أعتقد أنه ممنوع مساواة الهولوكوست بأي شيء كما ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، في متابعتها لخطاب الرئيس الأوكراني،   الذي دعا المشرعين الإسرائيليين  إلى تكثيف الجهود لمساعدة بلاده في محاربة روسيا، وطرح سؤال صعب عن :
لماذا امتنعت اسرائيل عن فرض عقوبات على روسيا؟.

.. كل ذلك، تزامن مع محاولات  رئيس أوكرانيا، تسليح بلاده فطلب من إسرائيل إرسال نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي إلى أوكرانيا للمساعدة في حماية مواطنيها من القصف الروسي.

إشكالية الخلط، وتسرع اليهودي" زيلينسكي"، مع أبناء جلدته في الكنيست، باتت مصدرا للقلق والادانه، إذ ظلت حكومة إسرائيل، حذرة وهي تحاول أن تلعب دور الوسيط في الحرب الروسية الأوكرانية،وتمتنع عن إعلان موقفها من الحرب.

تداعيات خطاب " زيلينسكي"، تقاطع مع فهم   وزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد " الذي حاول امتصاص نقمة اليهود، فقال: "سنواصل مساعدة الشعب الأوكراني، بقدر ما نستطيع (....) ولن ندير ظهورنا لمحنة الناس الذين يعرفون ويلات الحرب

*القدس وراية السلام.. أو الحرب! 
°°بدأ واضحا، منذ أيام قبيل خطاب الكنيست ، ان الاقتراح الذي حمل اسمه[ اقتراح  زيلينسكي-القدس]، أجهض، وأعلنت الحكومة  الإسرائيلية :"أنه لن  تكون القدس موقعًا لمحادثات سلام مستقبلية مع روسيا" .   
.
.. شبكة (CNN)، ابرزت فشل [ اقتراح  زيلينسكي-القدس]،برغم ان  الرئيس الأوكراني ، كشف  عن استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي  بوتين،  محذرا من أنه إذا فشلت محاولات التفاوض، فقد يعني ذلك أن القتال بين البلدين سيؤدي إلى نشوب "حرب عالمية ثالثة".
علينا الانتباه إلى أن رئيس أوكرانيا، لم يكرر مصطلح الرئيس الأميركي جو بايد:(اسمع قرقعة الحرب العالمية الثالثة)، لهذا، يحاول كاتب السيناريو لخطب وأدوار و دعوات "زيلينسكي"، مراجعة الأثر، وراء كل خطاب، بالذات بعد مواجهه مع الكونغرس، والكنيست، ومحاولته التسلل إعلاميا بالقول انه يدعو إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أمل إنهاء الحرب. 
الغازي، الذئب السيبيري بوتين، منذ دخولة العمق الأوكراني، وهو يقول لكل المحاولات الدبلوماسية :لا أعتقد أن الوقت مناسب لإجراء محادثات(...)، برغم ان الجيش الروسي  دخل في تكتيكات حرب الاستنزاف، رافقا الجلوس على طاولة مفاوضات، تتضمن أوراقها، كلمة انسحاب..

.. كأي ممثل يخشى فشل دوره على خشبةالمسرح، غاب الرئيس الأوكراني عن ما يحدث في ساحة المعارك، من استخدام للأسلحة  تكشف وضع الجيش الروسي، وقد قال  المحلل  العسكري البلجيكي، "جوزيف هينروتين" ، أنه  قديكون  نفد مخرون روسيا من صواريخ "إسكندر" الباليستية قصيرة المدى، أو أنها تريد زيادة المخاطر والدمار  بنشر صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، يتمتع بقدرات نووية.

*أسلحة الدمار الشامل.

في متاهة أوكرانيا، وحيثيات التصعيد العسكري الروسي العنيف، يبدو أن"زيلينسكي"، غاب عن حصة الجيوسياسية الأمنية، التي أعلنها  وزير الدفاع الأميركي" لويد أوستن" ،  محذر بوتين والكرملين  من استخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا،  برغم ان الجيش الروسي استخدم صواريخ فوق صوتية، تفوق سرعة الصوت ب 5 أضعاف.
..أوستين،أن ذلك سيقابل برد حاسم من المجتمع الدولي،فيما المجتمع يبحث سبل الخلاص من ويلات الحرب، والتضخم وارتفاع الأسعار،ونتائج أزمة لجوء ما يزيد عن 10 ملايين أوكراني نحو أوروبا والعالم.

.. كأنها نائمة؛ تلك الصحوة  الدبلوماسية والاممية، فالأوضاع الإنسانية، عمليا وعلى أرض المعارك تتدهور في معظم جنوب وشرق أوكرنيا حيث تواصل القوات الروسية تقدمها، وكذلك في الشمال في محيط العاصمة كييف؛ ذلك أن الجيش الروسي، يستمع إلى بهلوانيات الرئيس الأوكراني، بينما الصواريخ تعلن المزيد من الدمار، باستخدام روسيا أسلحة شديدة التدمير في أوكرانيا،  وهذا يعتبر  "مؤشرات  على أن الرئيس الروسي بوتين  يحاول إعطاء بعض الردود الساخنة على اي إهانة للجيش الروسي. 

زيلينسكي يوجه رسالة للمرتزقة والشعب الروسي، عبر ،  مقابلة  مع مذيع CNN، فريد زكريا، لافتاً :  "أنا مستعد للتفاوض مع بوتين، وكنت جاهزا لذلك خلال العامين الماضيين، وأعتقد أنه بدون مفاوضات، لا يمكننا إنهاء هذه الحرب".
وبحسب المصدر قال : "إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1٪ لوقف هذه الحرب، أعتقد أننا بحاجة إلى اغتنام هذه الفرصة، نحن بحاجة للقيام بذلك، أستطيع أن أقول لكم عن نتيجة هذه المفاوضات - على أي حال، نحن نخسر أشخاصا أبرياء يوميا".
.. كل هذا يسحب البساط من تحت أقدام الرجل، الذي يحاول إحداث بروباغندا إعلامية، متخذا دور مروج أفلام سينمائية.

بين موسكو واشنطن وكييف، ومقر حلف الناتو، وصولا إلى منطقة السرق الأوسط، تحديدا تركيا وإسرائيل، ليس من الذكاء اعلان فشل دبلوماسية ما بعد الغزو في العمق الأوكراني.. فالعالم يقيس دلالة القول:"القوات الروسية جاءت لإبادتنا وقتلنا، وجيشنا قادر على توجيه ضربة قوية، نحن قادرون على الرد للحفاظ على كرامة شعبنا لكن، لسوء الحظ، لن يحافظ ذلك على الأرواح، لذا أعتقد أنه يتعين علينا استخدام أي صيغة، أي فرصة من أجل الحصول على إمكانية التفاوض، وإمكانية التحدث مع بوتين ولكن إذا فشلت هذه المحاولات، فهذا يعني أن هذه حرب عالمية ثالثة


*"ماذا سيتبقى من مدن أوكرانيا بعد هذه الحرب؟"

هذا الجزء الغريب في خطابات  زيلينسكي، الذي يصنع نجومية، بكونه رئيسا، والحرب تضعه أمام مسًؤولية، العودة إلى الخناق، فقد جرى تغييب قوة الكنيست الإسرائيلي، وبالتالي، المشرعين الإسرائيليين، ففي إغراء روسيا مفاتيح تحرج الناتو والادارة الأميركية والأمم المتحد والمنظمات الإقليمية والدولية التي تنتظر انتهاء الجولة الأولى من لعبة عض الأصابع،اللعبة السياسة التي جعلت 
زيلينسكي يفشل أمام  ديانته و بالتحديد، عندما رفع السؤال بمرارة عن سبب عدم قيام إسرائيل بتزويد أوكرانيا بالسلاح وعدم فرض عقوبات على روسيا. متلهفا، داعيا إلى إن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي `` القبة الحديدية '' يعتبر الأفضل في العالم - في إشارة على ما يبدو إلى عدم رغبة إسرائيل في إمداد أوكرانيا بها ، نظرا لموقفها المعلن مع الغرو الروسي. 
.. في تماهي صراع الحضارات مع الحروب، يموت الممثل، بينما يفكر المخرج بالشخصية البديلة.. هل ضاع مستقبل الرئيس الأوكراني بسبب الهوس للوقوف أمام العالم. 
.. لا يعي رئيس أوكرانيا إن بوتين، قد يسمع ل زيلينسكي، بمخاطبة الشعب الروسي، لكن بلغة الإشارة.