رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شهد أمرًا غريبًا».. عمر خيرت يروي قصة لقائه بموسيقار الأجيال

عمر خيرت
عمر خيرت

تحدث الموسيقار الشهير عمر خيرت عن تفاصيل لقاؤه مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وذلك في كتابه الصادر حديثا عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع تحت عنوان " المتمرد .. سيرة حياة عمر خيرت" والتي حررها الكاتب الصحفي محمد الشماع.

يقول عمر خيرت:" أعتبر سنة 1986 عاما جيدا لي، فيه خرج فيلم "إعدام ميت" إلى النور، وفيه صنعت موسيقى مسلسل “غوايش” الذي يعتبر حجر زاوية آخر في علاقتي بالموسيقى، فالتمرد على عمي وعلى البيانو وعلى جينات العائلة، لم ين تمردًا بالمقارنة مع ما وجدته في الحياة الموسيقية  عندما بدأت العمل، في هذه الفترة - في منتصف الثمانينيات - كنا نعيش مرحلة انتقالية في الموسيقى، كان من المعروف وقتها أن الموسيقى هي الطرب، وان الكلمة واللحن لابد أن يكونا من خلال مطرب يغني، وهو اتجاه إلى الشكل الفردي، بعد ان كانت هناك قوالب موسيقية في عصور سابقة علينا.

ويكمل:" ما حاولت أن أفعله في  تلك الفترة هو استبدال التخت الشرقي القديم بالأوركسترا وأظنهما ليسا ببعيدين عن بعضهما، ولكن الاوركسترا أكثر تنظيما، ويغلب عليها الطابع العلمي، فالآلات الموسيقية الشرقية تضم العود والقانون والناي، بجانب البيانو واستبعدت آلة الاورج تلك الآلة التي أكرهها بعنف.

ويشرح “خيرت” أن مصر عانت كثيرًا موسيقيًا، بعد وفاة سيد درويش حتى ظهر محمد عبد الوهاب، ورفقته محمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي، ومنير مراد ومحمد فوزي، وكانت فترة ازدهار حتى ان مجايلين عبد الوهاب هم طه حسين وتوفيق الحكيم، يتابع:" اما أنا فكان همي ان أقدم نموذجا من هذه الموسيقى الشرقية الخاصة بنا في قالب اوركسترا الهارموني، وبالفعل قدمت أول أعمال الموسيقار عبد الوهاب من إنتاج شركة صوت الحب، وصدر عام 1986 وقمت فيه بتوزيع اغنيات "كنت فين"، ورائعة "لا مش انا اللي ابكي"، وحسدوني" و"كل ده كان ليه" والالبوم نجح جدا، وعندما كررت التجرية كان السوق قد استوعب تماما.

وقدم عمر خيرت مجموعة من الشرائط وصلت لستة شرائط منها "وهابيات" سماها الموسيقار محمد عبد الوهاب حينها "أحلى هدية تلقيتها" وقبل المشروع زاره مع المخرج علي رضا ويحكي عن تفاصيل اللقاء فيقول:" غمرتني سعادة كبيرة جدا، عندما دخلت الصالون ووجدته بالروب، واضعا "رجل على رجل"، مثل الصورة المرسومة له في خيال الكثيرين، بل أخذ يحدثني عن جدي محمود، وعن الجلسات التي كانت تجمعهما في بيت خيرت، ووجدته يؤكد أن لقاء عبد الوهاب الأول بام كلثوم كان في الصالون الأسبوعي الذي يقيمه جدي محمود.

ويواصل:" اللقاء شهد أمرا غريبا للغاية، لقد ذهبت إليه لأسمعه مقطوعات لي، حيها كانت هناك ثورة كبيرة في الاستوديوهات والآلات والتقنيات التي بدأت تتغلغل في عالم الموسيقى، وعندما أخبرته أنني أريد أن أسمعه إحدى توزيعاتي للحن الشيخ فؤاد عبد المجيدن متوقعا ان ندخل استوديو خاصا به، أو حتى يستعين باجهزة متقدمة حديثة ليظهر ما في أعمالي من مجهود وتفصيلات وعزف الاوركسترا، وجدته ينادي على مساعديه في البيت، ويطلب الكاسيت الخاص به، فأحضروا كاسيت صغيرا للغاية أكبر من كف اليد بقليل، أصابني الإحباط ولكني أدركت أن الفنان الحقيقي لا يهمه كل هذه الامور، فقط ما يهمه المضمون، وفي النهاية تلك هي أذن عبد الوهاب بالطبع، وبعد أن استمع الموسيقار الكبير هز راسه بالإيجاب.

وقال بهدوء:" ماشي..عايزين نبقى نعمل حاجة"، ثم طلب مني أن أذهب لمجدي العمروسي الذي كان حينها مسئولا عن شركة صوت الفن، فذهبت ومعي علي رضا ايضًا، ولكن العمروسي طلب مني طلبا غريبا، وهو أن أسمعه ما أنتوي عمله بالفعل، فقلت له:" كيف.. لابد من وجود أوركسترا وكتابة ما سأقوم به".

يواصل:" لم ننجح في إتمام الموضوع، ثم جاءت شركة صوت الحب، لتخرج معها تجربة الوهابيات، وكنت أتمنى ان اعيد التجربة مع أم كلثوم وفريد الأطرش لأنني لا استطيع التخلي عن التراث، كان هدفي من إعادةا لتوزيع هذا أن يسمع الناس مؤلفات موجودة بالفعل، ولكن بشكل جديد، وأيضًا إعداد المستمع لاستقبال توزيع موسيقي مختلف، ومتمرد على السائد".