رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ميليتري ووتش»: المقاتلون الأجانب يفرون من أوكرانيا عقب ضربة روسية

أوكرانيا
أوكرانيا

أفادت تقارير إعلامية بأن المقاتلين الأجانب المتطوعين للقتال مع الجيش الأوكراني في مواجهته مع روسيا، شرعوا في الفرار من البلاد في أعقاب الضربة الصاروخية التي وجهتها روسيا لمركز تجميع عسكري في يافوريف، غربي أوكرانيا والتي تسببت في مقتل العشرات منهم، وأكد بعضهم أنهم واجهوا نوعية حرب غير متوقعة وتختلف تمام الاختلاف عما ألفوه في حروب أخرى شاركوا فيها بالعراق وأفغانستان .
وتقول مجلة "ميليتري ووتش"، التي أعدت تقريراً حول هذا الشأن، إنه بعد اندلاع شرارة الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تواتر على نطاق واسع أن هناك الآلاف من المواطنين في البلدان الغربية يتطوعون للمشاركة في الحرب إلى جانب أوكرانيا، وغالبيتهم من أصحاب الخبرات القتالية والخلفيات العسكرية .
ووصفت وسائل الإعلام الروسية هؤلاء المقاتلين بأنهم مرتزقة، بينما تؤكد المجلة أن الدافع لمشاركتهم في الحرب يبدو إيديولوجيًا، ونقلت عن متطوع سويدي، يدعى جيسبير سودر، وصفه للضربة الصاروخية الروسية بأنها كانت "جحيم مطلق- نيران، وصراخ، وذعر" إلى جانب الكثير من القنابل والصواريخ"، مؤكداً أنه سرعان ما قاد مقاتلين غربيين، بما فيهم اسكندنافيون وبريطانيون وأميركيون، للخروج من الأراضي الأوكرانية عبر الحدود البولندية.
وقال سودر لدى حديثه عن مدى دقة الهجوم الروسي على القاعدة العسكرية، "إنهم يعرفون (الروس) بدقة ماذا يضربون، ويعرفون بالتحديد أين تقع مخازن أسلحتنا، ويعرفون أين تقع المباني الإدارية، كانوا يصوبون صواريخهم جميعها بمنتهى الدقة".
ونقلت المجلة عن عسكري أميركي متقاعد، نجا من الضربة الصاروخية الروسية على "قاعدة يافوريف" وغادر على أثرها البلاد، قوله "لقد نجوت من الضربة الصاروخية لأنها كانت تستهدف المباني الصلبة في القاعدة بدلا من الخيام التي كنت أقيم فيها"، مضيفاً أن أكثر من ثلثي المتطوعين الغربيين قرروا المغادرة على الفور.
وحول قدرات المتطوعين الغربيين، أكد المتقاعد الأميركي أن "بعضهم كانوا جنوداً محترفين ولازالوا قادرين على القتال، وآخرين كانوا سكارى، إضافة إلى غالبية لديها خبرات عسكرية هامشية للغاية، علاوة على أفراد كان ينبغي عليهم ألا يأتون مطلقاً".
وينصح ناجون آخرون أي متطوعين مستقبليين يرغبون في المشاركة قائلين "إن الوضع صعب للغاية"، مؤكدين "عليكم التوجه، بأي طريقة من الطرق، للانضمام إلى الفيلق (الدولي) مباشرة، لكن ينبغي أن تكون مدركا تمام الإدراك لمدى صعوبة الأوضاع التي ستكون عليها كييف، وأن تكون مدركا أن الروس لديهم طائرات وأنت ستنضم إلى الفريق المقابل الذي ليس لديه مثلها. لذا كُن متقبلاً للغاية لاحتمالية التعرض للموت".
وتقول المجلة إن أبرز من قيل إنهم لقوا حتفهم بين المقاتلين الأجانب بعد أيام من دخوله أوكرانيا، كان القناص الكندي المتقاعد الشهير المعروف باسم "والي" أو "الراعي"، وكان جنديا عاملا في سلاح الفرسان الكندي بالفرقة 22 التي شاركت ضمن قوات حلف "الناتو" المشاركة في حرب أفغانستان.
وشارك في الخدمة بالجيش الكندي في الفترة من 2009 إلى 2011، وبعدها تطوع في صفوف الميليشيات الكردية التي كانت تحارب جماعات "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، وحاز "والي" على لقب أفضل قناص لدى حلف "الناتو" وأكثرهم مهارة، وتقول بعض التقارير إنه سجل أرقاما قياسية وكان يقنص 40 فردا في اليوم.
أطلقت وزارة الدفاع الروسية تحذيراتها بأن "المرتزقة الغربيين" في أوكرانيا لن يعاملوا كأسرى حرب، ونصحتهم بشدة بعدم الانضمام إلى الصراع الدائر.
ولا تزال ملابسات مقتل القناص الكندي "والي" غير معروفة، بيد أن حالته تعكس ظاهرة أوسع نطاقاً، إذ أن الأفراد الغربيين ذوي الخبرات العسكرية المعتبرة عملوا في صراعات أقل حدة وكثافة نيرانية في العراق وأفغانستان، أما الوضع في أوكرانيا فيبدو مغايراً إلى حد كبير، مما يجعل أصحاب الخبرات الحربية السابقة من المقاتلين الغربيين غير مهيئين لمواجهة تلك النوعية من ميادين الحرب، حسبما تؤكد "ميليتري ووتش".