رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روسيا - أوكرانيا.. اللعبة الأمريكية في الوقت الضائع

.. تحايلت اكبر الصحف الأميركية "لوس أنجلوس تايمز"، على تحليلات كثيرة، أدت إلى تشتيت الرأي العام حول أخ. ما حدث في ساحة الحرب، داخل العمق الأوكراني. 
الصحيفة ركزت على معطيات أولية عن مكالمة (بايدن وشي)، التي كنا في "الدستور" حددنا انها :«مواجهة بايدن وشي بينج».. من يفكفك كرة الصوف المتشابهة؟، ونشرت يوم الخميس 17/مارس/2022. 
.. بالفعل، بدأت المكالمة"المواجهة" عبر الفيديو بين الرئيسين في الساعة 13:03 بتوقيت  غرينتش واستمرت حتى الساعة 14:53 ت غ بحسب البيت الأبيض.

بايدن أجرى الاتصال من غرفة الأزمات الخاضعة لتدابير أمنية مشددة، لتكون محتوياته وثيقة سرية، ذات أبعاد عسكرية وأمنية، ما يصلنا إلى ذلك ما 
قاله البيت الأبيض، من إن الرئيس الأميركي جو بايدن وصف لنظيره الصيني شي جين بينغ، العواقب والتداعيات التي ستترتب على تقديم بكين دعما ماديا (...) لموسكو في هجماتها الوحشية ضد المدن الأوكرانية.
.. حول العالم مع و/أو ضد مسا. الحرب بين روسيا وأوكرانيا، نمت فطر عقلية المؤام ة التي استندت إلى أن الإدارة الأميركية، والرئيس بايدن، ادخلا العالم في نفق مظلم. 
.. ولماذا لا يكون النفق، هو روسيا والرئيس بوتين؟.

من داخل البيت الأبيض، نشر ان "بايدن بحث مع شي قلق واشنطن من احتمال استخدام روسيا لأسلحة كيماوية في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "الرئيس الصيني لم يكشف خططه بشأن التعامل مع روسيا".

بينما تمسك الرئيس الصيني شي جينبينغ  بما قاله،  خلال المكالمة الهاتفية، من إن النزاعات العسكرية ليست "من مصلحة أحد"، وإن "الأزمة الأوكرانية ليست أمرا كنا نود رؤيته"، بحسب ما نقل عنه تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي الصيني.

وأضاف، بحسب المصادر المؤكد، البعيدة عن نظرية المؤامرة:"يعود لنا بصفتنا عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وأكبر اقتصادين في العالم، الا نقود العلاقات الصينية الأميركية على المسار الصحيح فحسب، بل كذلك أن نتحمل المسؤوليات الدولية المتوجبة علينا ونعمل نحو إرساء السلام والطمأنينة في العالم".

لم تكن لغة بوتين في غزو أوكرانيا غي رحلة استجمام، بينما الرحلة بالنسبة لحلف الناتو والولايات المتحدة، لعبة عسكرية  بعدها الأمني، أخطر على مستقبل أوروبا وشمال أميركا والعالم، لهذا تمت عملية توريط الجيش الروسي في العمق الأوكراني، بإرادة غبية من بوتين، الذئب السيبيري الذي لا يرحم. 
صديقي السياسي والباحث، المشرع في البرلمان الأردني والإسرائيليين سابقا، حمادة فراعنة، لم يتوقف عند سؤالي:
.. هل يصح تفتيت وضع الحرب الروسية - الأوكرانية، إلى درجة إحتساب "الكارثة"، "مؤامرة"..؟ 
؟.. فهو يرى، اننا :
دائماً ندفع ثمن نتائج الحروب الدولية
في هذه الأجواء المقيته، يقول فراعنة، الأدوار التالية عن ما يحدث:
*اولا:
نتعاطف مع الشعب الأوكراني الصديق، ولا نحمله جريمة انحدار رئيسه السياسي فلاديمير زيلينسكي  في دعمه للمستعمرة الإسرائيلية، وقبوله ورضاه عن جرائمها ضد أهلنا في قطاع غزة المحاصر بالجوع والفقر وفقدان حق الحياة، وتأييده العلني لحرب المستعمرة على قطاع غزة بداية 10 أيار الرمضاني عام 2021.
*ثانيا:
تسكن روسيا قلوبنا خشية عليها من التورط بحرب استنزاف تؤدي إلى مزيد من تسلط القطب الواحد الأميركي الإسرائيلي، وتمدده على حساب كرامة العرب والمسلمين والمسيحيين الأحرار المستقلين.
*ثالثا:
الخشية من انتصار أميركا والمستعمرة وأوروبا، وانعكاس ذلك على انحدار بعض الأنظمة العربية، نحو تطبيع العلاقات مع المستعمرة، والانكفاء عن دعم فلسطين سواء نحو عدم المساهمة لتغطية احتياجات الأونروا المالية وهي عنوان قضية نصف الشعب الفلسطيني من اللاجئين المشردين خارج وطنهم منذ العام 1948، وعدم المساهمة لتغطية احتياجات نصفه الأخر الصامد على كامل أرض وطنه فلسطين، لأن شعب فلسطين الصخرة الصامدة على أرضه لمنع التمدد الإسرائيلي نحو الأردن وسوريا ولبنان وباقي أجزاء الوطن العربي.
*رابعا:
أن تنتصر أميركا والمستعمرة وأوروبا، لأن نصرها سيكون على حسابنا، وفق نتائج الحروب الكبرى التي إمتدت طوال فترة القرن العشرين:
أولاً: دفعنا ثمن نتائج الحرب العالمية الأولى 1917، بتمرير اتفاق سايكس بيكو الذي مزق الشرق العربي وقسمه بين نفوذ الاستعماريين البريطانيين والفرنسيين، وصدور وعد بلفور البريطاني يوم 2/11/1917 لإقامة مستعمرة للغزاة الأجانب من اليهود في فلسطين، طوال العشرينات والثلاثينات والأربعينات.
ثانياً: دفعنا ثمن نتائج الحرب العالمية الثانية 1945، بصدور قرار تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دولتين: عبرية وعربية، فلسطينية وإسرائيلية يوم 29/11/1947، وكان ذلك القرار شهادة ولادة لشرعية قيام المستعمرة الإسرائيلية على أرض فلسطين يوم 15/5/1948، ولم يتم تنفيذ الشق الآخر من القرار إلى اليوم، بعدم قيام دولة فلسطينية.
ثالثاً: دفعنا ثمن نتائج الحرب الباردة 1990، تدمير العراق واحتلالة وجعله دولة فاشلة، مع دمار سوريا وليبيا واليمن وإلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 3379 الصادر يوم 10 تشرين ثاني نوفمبر 1975 أن «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري»، وتم إلغاؤه يوم 3/10/1991، ثمناً لعقد مؤتمر مدريد يوم 30/10/1991، الذي جمع أطراف النظام العربي مع المستعمرة، وبداية المقدمات التي صنعت وادي عربة وأوسلو، وتثبيت كامب ديفيد، وهي اتفاقات مجحفة بحق مصر والأردن وفلسطين.
*خامسا:
أزمة أوكرانيا والاجتياح الروسي مفتوحة على كل الاحتمالات:
أ.) : إما إعادة تصويب نتائج الحرب الباردة التي فرضت الأحادية السياسية والقطب الواحد وانتصار المعسكر الأميركي الإسرائيلي الأوروبي، وإعادة التوازن للسياسة الدولية، وانكفاء الولايات المتحدة وأداتها في منطقتنا: المستعمرة الإسرائيلية، وفرض معطيات جديدة من التفرد الإسرائيلي، واستمرار سلب الفلسطينيين لحقوقهم وأرضهم، وعدم الاستجابة لعدالة قضيتهم وشرعية نضالهم، وعدم استعادة حقوقهم.
ب.) : نجاح روسيا في تغيير مسار السياسة الدولية، بفرض التوازن، وعودة القطبين، وانعكاس ذلك إيجابياً على مجمل الوضع العربي، من خلال وقف التراجع والانحسار، ورفض الانحناء للمطالب الأميركية التي فرضها الرئيس المهزوم ترامب، واستعادة فلسطين تدريجياً عبر النضال الفلسطيني المدعوم عربياً وإسلامياً ومسيحياً ودولياً.
.. ما توصل آلية فراعنة يثير إشكالية موقعنا في دول المنطقة والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغير بلد، عن معنى دخولنا المبكر على لائحة نتائج الحرب..
.. في منطق اليوم، وربما المستقبل القريب،.. لا مكانة لعقلية المؤامرة، فالتحول الرقمي يقود القوة، والدبلوماسية.. ولا زالت القوى العظمى الرئيسية في التوتر الجيوسياسي، التي تقود التحول في العالم هي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، وبعدها روسيا (...).. والهند. 
انهم يقتلون الجياد.. أليس كذلك..يا حمادة؛؟!`