المترجمة مها قابيل: التوظيف الخارجي للعمل وتجزئته هو أساس العمل الرقمي

قالت المترجمة مها قابيل، خلال مناقشة كتاب "في انتظار الروبوت .. الأيدي الخفية وراء العالم الرقمي"، من تأليف الباحث الفرنسي أنطونيو كازيللي، والصادر حديثا عن دار المرايا للثقافة والفنون: "مثلما بدأ مؤلف الكتاب أنطونيو كازيللي، كتابه بقصة عن طالب يعمل بعض الوقت في إحدي شركات الحلول التكنولوجية والتي تقدم لعملائها من النجوم ولاعبي كرة القدم منتجات رفاهية، نجد أن هذه الخدمة لا تلجأ إلي أي نوع من الذكاء الإصطناعي، ولكن إلي عاملين رقميين، أو ما يسمون بــ"عمال النقر"، في عاصمة مدغشقر ليقتفوا الآثار الرقمية للعملاء من حساباتهم علي وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها لمعرفة أذواقهم واختياراتهم وتفضيلاتهم، وبالتالي يصمموا منتج مناسب لكل ذوق.

وتابعت "قابيل"، خلال المناقشة التي عقدت بدار المرايا: يبين مؤلف الكتاب أنطونيو كازيللي إن هذه الشركات تلجأ إلي الذكاء الاصطناعي كستار لتسويق منتجاتها،  وحيث أن هذه التكنولوجيا التي ربما استخداماتها تعتمد علي خبراء يتقاضون أجور مرتفعة فتلجأ هذه الشركات إلي العمالة الرقمية في مقابل كل ياقة بيضاء لهؤلاء الخبراء التكنولوجيين هناك آلاف بل ملايين من الياقات الزرقاء، فكما يتضح في موضع آخر أن المنصات الرأسمالية تتخذ الذكاء الاصطناعي فزاعة لدفع أجور أقل للعاملين الذين يخشون الأتمتة الكاملة.

وعن الأتمتة وانتهاء العمل تابعت مها قابيل مترجمة كتاب في انتظار الروبوت: للحديث عن الأتمتة جب الاعتراف بحجم العمالة المتضمنة في عملية الأتمتة من خلال المؤشرات الاقتصادية سيتوقف إنبهارنا بالذكاء الاصطناعي. فرقمنة العمل هي آلية تكنولوجية واجتماعية تعتمد علي تجزئ خطوات الإنتاج البشري إلي مهام صغيرة جدا تعتمد علي البيانات بمقابل مادي ضعيف أو بدون مقابل، والتوظيف الخارجي للعمل وتجزئته هو أساس العمل الرقمي. ويقدم هذا العمل من خلال منصات حديثة للأسف شوهت القيم الأصلية للمنصة وهي تشارك الموارد وإلغاء الملكية الخاصة وملكية العمل. كما أنها أخلت بقيم السوق حيث تستأثر المنصة بقيم التأهيل والتسييل والأتمتة. 

وأوضحت "قابيل": التأهيل يعني به فرز المعلومات بالتعليق عليها وشرح المنتجات وفرز الخدمات. والقيمة النقدية أو قيمة التسييل أو تحويل البيانات إلي نقود من خلال بيعها إلي شركات الإعلانات. أما قيمة الأتمتة أي استخدام البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي.

وعن الأشكال المختلفة للعمل الرقمي أضافت: خدمات حسب الطلب، المشغلين عن بعد، والعمل الاجتماعي علي الشبكة. فالعمل الرقمي حسب الطلب مثل "أوبر وكريم" محدد جغرافيا يربط بين مقدم الخدمة وطالبها في الوقت الفعلي (real time ) والتي تستغل الــ big data  للسائق والراكب في تطوير المركبات ذاتية القيادة والتي ثبت أنها ليست ذاتية تماما ولكن تحتاج إلي التدخل البشري.  

ــ العمل الجزئي والمهام الصغيرة
وتابعت "قابيل": من أمثلتها تنقيح مقاطع الفيديو ــ وضع كلمات مناسبة علي الصور ــ كتابة وثائق تمكن الآلة من كتابتها، ونجد أن طالبي الخدمة من أغنياء دول الشمال ومقدمو الخدمة من فقراء دول الجنوب الذين يتلقون أجورا زهيدة مقابل خدماتهم. وبذلك يلعب التوزيع الجغرافي دورا هاما في تقسيم دولي جديد للعمل يدعم اللامساواة.

وعن العمل الاجتماعي علي الشبكة كـ الفيسبوك .. ألخ قالت مها قابيل: إذا كان المثالين الأخير يبين علاقة تبعية بين المشتغلين بالعمل الجزئي ومصمم المنصات حيث يلزم المستخدمون بنشاط والتزام مباشر جهة المنصة. فإذا كان العمل تطوعي سواء لإنتاج المحتوي (صور ونصوص وفيديو) أو إنتاج معلومات (تحديد مواقع ــ تفضيلات ــ روابط) وهي كلها أعمال غير مادية تفيد وكالات الإعلانات.