رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكونجرس يتوقع فهم الحرب من زيلينسكى.. وبايدن مغامر فى أوروبا

في أول حراك سياسي، دبلوماسي أمني، يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن برحلة، وصفتها مصادر البيت الأبيض بأنها، "رحلة عالية المخاطر"، إلى أوروبا لحضور قمة قادة الناتو وقمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل وسط الغزو الروسي لأوكرانيا.  
قمة الناتو المبرمج سابقًا، تعقد في 24 مارس لمناقشة جهود الردع والدفاع المستمرة المتعلقة بالغزو الروسي وإعادة تأكيد "التزام أمريكا الصارم" تجاه التحالف.  
فيما أكدت المصادر، أن قمة المجلس الأوروبي المقررة تناقش  " حالة أوكرانيا" ، بما في ذلك جهود  إمكانية معاقبة روسيا وتقديم الدعم  لأوكرانيا، تحديدًا الدعم الإنساني واللوجستي والأمني.

 إلى ذلك انشغل الرأي العام الأمريكي بما في ذهن الرئيس بايدن،  من توقعات سياسية وأمنية، جراء ما قد يواجه  من ضغوطًات  كبار  أعضاء الكونجرس، الذين عمموا  لقواعدهم الانتخابية، أن الكونجرس وأمريكا، بما في ذلك قيادات البنتاجون، على موعد حاسم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.. الذي من المتوقع أن يخاطب المشرعين الأمريكيين خلال الـ 24 ساعة المقبلة. 
رئيس أوكرانيا، يسعى لبذل المزيد لمساعدة بلاده التي تحت الحرب الروسية، بشكل مباشر بالأسلحة والقوة الجوية.

عمليًا، وجيوسياسيًا، وضمن النطاق الأمني الأمريكي، وجدت إدارة بايدن أن يديها مقيدتان في سعيها للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا دون التورط عسكريًا  في الصراع.

شبكة الإعلام الأمريكية The Hillقالت في تحليلها لكلمة زيلينسكي المتوقعة، إنها قد تتعارض مع ما يريد الرئيس بايدن، الذي أعلن عن أنه مع تقديم الدعم للشعب الأوكراني لمساعدتهم على محاربة الجيش الروسي، لكنه تجنب-بايدن- بشدة اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة أو حلفاءها في الناتو مباشرة إلى الصراع وهو ما حذر المسئولون من أنه سيؤدي إلى حرب أكبر يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة قد تؤدي إلى دمار  أوروبا، وبالتالي إضعاف حلف الناتو.

تتدحرج كرة الثلج سريعًا، بوتين يتوغل في العمق الأوكراني، والإدارة الأمريكية تمارس دبلوماسية واسعة النطاق، ذلك أن سبب رفض البنتاجون لخطة بولندية لتسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، يتزامن مع  رفض الرئيس-بايدن - وضع جنود أمريكيين على الأرض المحترقة في العديد من المدن الأوكرانية.

حيرة واسعة اجتاحت الكونجرس، مع تباين آفاق القيادات السياسية التي دعا البعض منهم، إلى منطقة حظر طيران جزئي مع تفاقم الأزمة الإنسانية ، الأمر الذي قد يعرض لخطر إشراك الطائرات الأمريكية أو التابعة للناتو بشكل مباشر مع الجيش الروسي.

منذ ثلاثة أسابيع، يتخذ البيت الأبيض، مواقفه المتشددة،  ينجح في  العقوبات الاقتصادية ردًا على الغزو الروسي، على أمل الضغط على الاقتصاد الروسي بما يكفي لإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على تغيير مساره. تم تنسيق هذه الإجراءات مع الحلفاء وكان لها تأثير مدمر بالفعل، على الرغم من أن بايدن قال إن الأمر سيستغرق وقتًا للوصول إلى التأثير الكامل.

الإعلام الغربي، ومعه الإعلام الأمريكي، يركزان على ما تظهره  استطلاعات الرأي أن الأمريكيين لا يريدون رؤية القوات الأمريكية على الأرض في أوكرانيا تقاتل روسيا.

الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، قبيل جولة بايدن الأوروبية، تشدد على خلاصة :"إن بدء الحرب العالمية الثالثة ليس بالتأكيد في مصلحتنا لأمننا القومي، ووضع القوات الأمريكية على الأرض في أوكرانيا لخوض حرب مع روسيا ليس في مصلحتنا لأمننا القومي".

المحلل العارف لطبيعة التصعيد العسكري الروسي في العمق الأوكراني، يدرك أن مقولة الولايات المتحدة أن أوكرانيا ليست عضوًا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)  ولكن المخاوف عميقة من تهور روسي باتجاه  الدول المحيطة بأوكرانيا، فأي هجوم روسي على بولندا أو رومانيا المجاورتين، حتى لو كان غير مقصود، من شأنه أن يؤدي إلى رد عسكري أمريكي من قبل التحالف بموجب المادة الخامسة.

مع أو بدون جولة بايدن الأوروبية، ومع مؤشرات مواجهة الرئيس الأوكراني أمام الكونجرس، ما زالت الإدارة الأمريكية، قطعًا، ولغاية الآن، استبعدت  خطة بولندية، والتي كانت ستشمل نقل طائرات مقاتلة من طراز MiG-29 إلى أوكرانيا من قاعدة جوية بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ألمانيا لأن روسيا قد تنظر إليها على أنها تصعيد من قبل الولايات المتحدة وشركائها.

وبرغم تضارب ما لفت اليه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان،  من  أن الإدارة ستزود أوكرانيا على الأرجح بأنظمة إضافية مضادة للطائرات.


قال فيرديري، الرئيس التنفيذي لشركة Monument Advocacy: "لقد كانت الأزمة الحالية بالتأكيد حالة نادرة حيث تم توحيد الكونجرس بدرجة كافية لتغيير تفضيلات السياسة الخارجية للإدارة فيما يتعلق بجوانب الأزمة مثل العقوبات وواردات النفط". "ومع ذلك ، كلما اقترب الصراع من الاشتباك العسكري الفعلي مع القوات الغربية، كان على أي قائد أعلى الاستماع إلى المستشارين العسكريين وبدرجة أقل للاعبين السياسيين، بحسب ما نقلت عنه شبكة هيل".

يسافر بايدن إلى أوروبا التي أثقلتها المحاولات الدبلوماسية، ويسعى الرئيس الأوكراني إلى إقناع العالم، عبر الكونجرس، بأن أوكرانيا، تجتهد في المقاومة، فقد تزايدت المخاوف من احتمال قيام روسيا بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية خلال غزوها لأوكرانيا، الأمر الذي أثار تساؤلات جديدة حول كيفية رد الولايات المتحدة، وبالتالي حلف الناتو. 
 يعيش العالم حالة الحرب بكل تداعياتها، إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية، حالة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة الغربية مع روسيا، لكن لدى الأطراف كافة ما يعيق عالم الألفية الثالثة.


*[email protected]