رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورسعيد.. تعود لخنادق المقاومة


إن بورسعيد الحرة لن تعود إلى مكانتها إلا باتخاذ إجراءات فورية بفرض هذا الحظر.. إن المدينة الباسلة دافعت عبر التاريخ كله وحتى الآن وفقدت الكثير من شهدائها وهى لا تستحق هذه السياسة التى تسببت فى آلامها.. إن ثورة المدينة الباسلة الآن مشروعة للدفاع عن نفسها من أجل أن تحيا كما تعيش كل المدن المصرية

تتعرض المدينة الباسلة لكارثة اقتصادية واجتماعية لم تشهدها من قبل فقد تمت محاصرة المدينة اقتصاديا وانتزاع أهم مواردها وهى التجارة التى تمثل 80% من حياة المدينة فى جميع المجالات.. خرجت صرخات الشباب تنادى بالإنقاذ دون جدوى.. فقد سبق أن تعرضت المدينة لتنكيل وعقاب فى زمن مبارك وحتى الآن تعيش المدينة أسوأ الأيام.. لقد سمح نظام مبارك برفع الحظر الذى كان مفروضًا على الكثير من السلع مما سمح لها بدخول البلاد من كل المنافذ بطريقة شرعية أو غير ذلك مما ترتب عليه إغلاق المدينة اقتصاديا وكساد التجارة فيها.. وامتنع الزائرون عن زيارتها وشراء السلع منها وكان هذا يمثل شريان الحياة لها، ومنذ ذلك الحين والمدينة شبه مغلقة ومحلاتها دون عمل وحدثت الثورة العارمة لكثير من تجار المدينة تطالب بمنع التهريب.. ولكن دون جدوى.. والخطير هنا أن هناك ما يقرب من 40 ألف حصة استيرادية حان موعد صرفها.. وهناك أيضا ما تبقى من العام الماضى أصبح كل هذا مهددًا الآن والمدينة تتعرض لكارثة هى الأسوأ فى تاريخها.. لا يمكن للمدينة أن تتحول إلى مخزن كبير لجميع السلع المستوردة دون أن يأتى الزائرون لشرائها.. وأن استمرار هذا الوضع المشبوه يعنى إن المدينة تعيش فوق بركان ساخن.. إن جميع المحاولات التى تبذل الآن لا طائل منها وهى لن تحل المشكلة التى تحولت إلى أزمة كارثية.. إننا نطالب بسرعة فرض حظر على الأقمشة والمنسوجات والسلع التى سبق أن تم رفع الحظر عنها حتى يتم حماية مئات المصانع المغلقة والتى تهدد الأمن الاقتصادى للبلاد.. وهذا يعنى أن تعود بورسعيد إلى ما كانت عليه فى السابق والتى جارت عليها القوانين الجائرة.. إن بورسعيد الحرة لن تعود إلى مكانتها إلا باتخاذ إجراءات فورية بفرض هذا الحظر.. إن المدينة الباسلة دافعت عبر التاريخ كله وحتى الآن وفقدت الكثير من شهدائها وهى لا تستحق هذه السياسة التى تسببت فى آلامها.. إن ثورة المدينة الباسلة الآن مشروعة للدفاع عن نفسها من أجل أن تحيا كما تعيش كل المدن المصرية.. إن المدينة تعود الآن إلى خنادقها القديمة كى تقاوم دافعا عن نفسها وكل ما تطلبه إجراءات تكفى لحمايتها.. لقد حولت السياسة الاقتصادية السائدة مصر كلها إلى منطقة حرة وأغلقت المدينة الحرة نفسها!! من يصدق أن أغنى المدن فى حوض المتوسط تعيش فى حالة من البطالة القاتلة والفقر المدقع حتى ما بها من فرص عمل أصبحت لغيرها!! إن جميع المسئولين فى الداخل والخارج يعلمون هذه المأساة ولم يتحرك أحد.. إننا نناشد رئيس الجمهورية وهو القاضى العادل أن يتجه إلى بورسعيد ليرى بنفسه والمدينة تئن وتتوجع من أزمة لا ذنب لها فيها سوى إن المدينة يتم عقابها وهذا ما يجعل المدينة تدافع عن نفسها.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات