رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال رشدي يكتب: لماذا لم تدخل روسيا العاصمة الاوكرانية حتي الان؟

جمال رشدي
جمال رشدي

لماذا تأخر الرئيس الروسي من اقتحام العاصمة الاوكرانية كييف؟ هذا السؤال تختلف الاجابة عليه باختلاف موقف المجيب ،فالمعادون لروسيا يقولون ان المقاومة الاوكرانية تعطل تقدم القوات الروسية ،والمتعاطفون مع روسيا يقولون ان الجيش الروسي ليس في حاجة لدخول العاصمة الاوكرانية

وان العاصمة كييف ليست الهدف كما يعتقد البعض، ولأن أوكرانيا تمثل حجر الزاوية في الجغرافية الأوروبية فتاثير التواجد فيها سيكون كبير للغاية لهزيمة السياسة الأمريكية التي يمثلها الناتو الذي يجثوا على جسد الدول الأوروبية بدواعي الحماية الأمنية، لكن الحقيقة ان الناتو هو ما الا ثوب أمريكي كبير يحاول ان يغطي الجميع ليس لحمايتهم بل للسيطره عليهم وازلالهم.

أوكرانيا هي أكبر ثان دولة أوروبية في المساحة ولها حدود برية مع ٨ دول أوروبية، ولها حدود بحرية على بحر ازوف والبحر الأسود وبداخلها ٢٤ إقليم،،، الذي حدث في الأيام الماضية هو إنزال للجيش الروسي على كل حدود أوكرانيا مع جيرانها من الدول الأوربية وبذلك سيكون الجيش الروسي على حدود ٨ دول أوروبية وهذا يعني ان أوروبا أصبحت داخل الدائرة العسكرية الروسية، وهذا هو التكتيك العسكري الروسي لحماية أمنه القومي وحصار الناتو داخل الجغرافية الأوروبية، بجانب ذلك سيطرة روسيا على بحر ازوف والبحر الأسود الذان يمثلان المداخل البحرية والساحلية لاوكرانيا وللكثير من الدول الأوربية وعند ذلك أصبحت أوروبا محاطه عسكريا بالجيش الروسي برا وبحرا، فبعد ان كان الناتو يحاول حصار روسيا عن طريق الزحف الي تخوم حدودها، الان أصبحت روسيا هي من تحاصر  الناتو،، وتلك عي المعادلة العسكرية الروسية والهدف من تحرك الجيش الروسي. امس فقط أطلقت روسيا صواريخ من البحر الاسود على احد قواعد ومراكز تابعة للناتو على حدود بولندا وتم تدميرها، تلك القواعد كانت مراكز لتدريب المرتزقة كما أعلنت روسيا، وتلك الضربة تعني ان روسيا أصبحت هي من تحاصر الناتو عسكريا.

وفى الداخل الأوكراني وفي العاصمة كييف فهناك الف حكاية وحكاية،، حيث نهر الدانوب الذي هو ثان اكبر انهار أوروبا ويجري في ٧ دول أوروبية من ألمانيا حيث المنبع وفي البحر الاسود حيث المصب، ووضع يد روسيا على ذلك النهر سيعني الكثير والكثير في طريق سيطرة قرارها السياسي على اوروبا في المستقبل فبجانب الطاقة سيكون الماء أيضا، أما العاصمة كييف فقد تداولت انباء واخبار مرتبطة بما تم الإعلان عنه باستيلاء روسيا على معامل ومختبرات بيلوجية تنقل الأمراض والفيروسات عبر الخفافيش والحشرات، حيث تناولت تلك الانباء عن وجود انفاق في أوكرانيا تربط كييف بالكثير من الدول الأوروبية  تحت إدارة المخابرات الأمريكية والغربية تنقل المواد البيولوجية من وإلى عبر تلك الإنفاق، مع استخدام الإنفاق في تهريب الكثير من المعادن والمواد الثمينة والنفيسة عن طريق عصابات دولية مرتبطة بالمخابرات الأمريكية،،، وكثير من حواديت الكواليس التي ستكشف عنها خطوات بوتن المستقبلية

فهدف بوتن المعلن لدخوله أوكرانيا هو تعميق مساحة الأمن القومي الروسي ودحر زحف الناتو على حدودة، مع تحييد النظام الحاكم في أوكرانيا ونزع الأسلحة ووضع اليد على ما يمكن أن يهدد الأمن القومي الروسي من مفاعل نووية ومختبرات ومعامل بيلوجية، كل ذلك كان يتطلب التخلص من النظام الأوكراني الذي تتهمه روسيا بتبعيته لامريكا والغرب، وأعتقد أن ذلك كان من السهل القيام به، ولكن لان أهداف العملية العسكرية الروسية ابعد من ذلك، وتندرج داخل دائرة دولية ربما لها تنسيق كبير مع عدد من الدول الكبري وذات التأثير الاقليمي، تلك الدائرة وذلك التنسيق يهدف إلي تغيير التموضع الامريكي على عرش المشهد العالمي كوحيد القرار، وان لم تظهر بوادر ذلك في الأيام السابقة، لكن ستتسع الخطوات بكل تأكيد في الأيام القادمة، عن طريق التأثير الصيني والهندي فيما تتعرض له روسيا من عقوبات اقتصادية، ومع الصين والهند هناك الكثير من دول العالم ستدخل دائرة أهداف الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وهنا صورة  الصراع الحتمي داخل مرحلة المخاض ما بين نظام عالمي راحل ونظام عالمي قادم