رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكى يشيد بمستودع الزمرد فى الصحراء الشرقية

أرشيفية
أرشيفية

سلطت مجلة "سميثسونيان" الأمريكية ومقرها في واشنطن، الضوء على مواقع التعدين في مصر القديمة وتحديدًا في الصحراء الشرقية  لا سيما وقد ضم وادي سكيت، وهو وادٍ في الصحراء الشرقية لمصر، عملية تعدين رئيسية للزمرد الروماني.

وقالت المجلة: لطالما عرف الباحثون أن وادي سكيت، وهو وادٍ في الصحراء الشرقية لمصر، كان يضم عملية تعدين رئيسية للزمرد الروماني، ولكن الآن وفقًا لعدد من الباحثين الأثريين، فإن الحفريات في الموقع - المسمى سكيت  كشفت عن أول دليل على تورط الجيش الروماني المباشر في بناء المناجم والدفاع عنها في مصر القديمة، وتشير النتائج أيضًا إلى أن البليميين، وهم مجموعة بدوية منافسة نشأت في النوبة السفلى، ربما انتزعوا السيطرة على المناجم من الرومان بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد.

ووفقًا للمجلة: فقد أنهى فريق دولي بقيادة جوان أولر جوزمان، عالم آثار في جامعة برشلونة موسمه الخامس للحفر في سكيت في يناير الماضى، حيث درس الباحثون أقسامًا من الموقع تعود إلى نهاية أنشطة التعدين في نفس الوقت تقريبًا الذي استولى فيه البليميين على ما يسمى بالمعبد الكبير في وادى سكيت وهو المعبد الذى بناه الرومان، وقد اكتشفت الحفريات اثنين من الآثار المقدسة المحفوظة بشكل كامل، أحدهما يحمل قربانًا نذريًا سليمًا يعود تاريخه إلى القرنين الرابع أو الخامس.

وقال جوان أولر عالم الآثار الإسبانى لمجلة سميثسونيان: إن الاكتشاف الأثري الأخير، كشف عن أهمية الدين والطقوس المحلية في هذه الفترة، كما يشير الاكتشاف الحديث إلى أن المناجم ربما وقعت في أيدي البليميين خلال هذا الوقت، قبل سقوط الإمبراطورية الرومانية.

وتابع: لقد خلص علماء الآثار إلى أن بعض المباني إما احتلها أو بناها البليميون- وهو استنتاج تدعمه كتابات الفيلسوف اليوناني أوليمبيودوروس الذى ذكر أنه "كان يلزم الحصول على تصريح من ملك البليميين لدخول مناجم الزمرد في القرن الخامس".

ووفقًا للمجلة الأمريكية: فإن خلال موسمي الحفر 2020 و2021، أجرى الباحثون مسحًا فى 11 منطقة استخراج في الموقع ثم أجروا دراسة طبوغرافية مفصلة للمنجمين الأساسيين اللذين تصل أعماقهما إلى أكثر من 130 قدمًا.

وكشفت أعمال التنقيب عن عملية لوجستية كبيرة كانت تجرى في سكيت، مع مستوطنات ومقابر ومنحدرات ومسارات وحيث يُعتقد أن مبنى يسمى الثلاثي قد تم استخدامه كمسكن ومستودع للأحجار الكريمة.

وتابعت المجلة الأمريكية: كانت منطقة سكيت والمناطق المحيطة بها هي المناطق الوحيدة في الإمبراطورية الرومانية الشاسعة حيث يمكن استخراج الزمرد. عُرفت المنطقة باسم Mons Smaragdus أو "الزمرد ماونتن" في اللاتينية.

وفي الإمبراطورية الرومانية، كان الزمرد يستخدم بانتظام في المجوهرات الراقية، بما في ذلك الأقراط والقلائد. وفقًا لمتحف جونز هوبكنز الأثري، حيث ربط الرومان الأحجار الكريمة بالخصوبة والشفاء.