«نيويورك تايمز»: نزاع أوكرانيا قد يخلق أزمة للصين فى طموحها نحو السيادة العالمية
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بالنسبة للصين، وما وصفته بـ"التطور الدولي الأكثر إشكالية بالنسبة للصين منذ سنوات".
وذكرت الصحيفة أن الصين برزت كقوة عالمية خلال العقد الماضي مُستفيدة من النزاعات السياسية بين منافسيها الدوليين، مُدللة على ذلك باتفاق التجارة لدول المحيط الهادي الذي نظمته الولايات المتحدة لمواجهة صعود الصين، ثم رفضت واشنطن التوقيع على هذا الاتفاق بسبب نزاعات السياسة الداخلية .
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة ابتعدت عن حلفائها الأوروبيين خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسبب سياسته "أمريكا أولًا"، بل والاتحاد الأوروبي نفسه أصبح أكثر فوضوية بعد خروج بريطانيا واحدة من أكبر أعضاء التكتل.
وفي الوقت نفسه، فإنه حسب الصحيفة، تعزز الصين طوال هذا الوقت من علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم، حتى شعر القادة الصينيون بسعادة غامرة بسبب التناقض الواضح بين كفاءتهم والفوضى في الغرب، وهو ما بدا أنه يبشر بنظام دولي جديد تتنافس فيه الصين مع الولايات المتحدة على السيادة العالمية.
وما زال يبدو هذا السيناريو مُرجحًا بشكل كبير، وفقًا للصحيفة، لكن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عقدت الأمور بل وقد تكون أكثر التطورات الدولية إشكالية التي تشهدها الصين منذ سنوات.
وأرجعت الصحيفة ذلك إلى أن العملية الروسية وحدت العديد من مناطق العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان، لدعم أوكرانيا بشجاعة دبلوماسية افتقرتها تلك الدول خلال السنوات الأخيرة، أما الصين فقد وقعت على الجانب الآخر من الصراع بتحالفها مع روسيا.
وفي هذا الصدد، قال ريان هاس، المسئول الأسبق عن السياسة الصينية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إن تلك الشراكة بين روسيا والصين في الوضع الحالي لأزمة أوكرانيا تعتبر "كارثة وفرصة في الوقت نفسه" بالنسبة لدول الغرب.
وأوضح هاس أن الجانب الكارثي واضح وهو اندلاع حرب في أوكرانيا والخسائر الكبيرة في الأرواح والدمار المحتمل لأوكرانيا، لكن بحجم بشاعة الحرب فإن هناك فرصة حقيقية لعزل روسيا والصين عن العالم، وهو ما سيساعد في هزيمة روسيا على المدى القصير وتقييد النظام الصيني ونفوذه على المدى الطويل.