رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقاهى مصر الجديدة


سوف تحتفل مصر قريباً بإنشاء المقاهى رقم 90 مليون وسيكون لدينا مقهى لكل مواطن، وكأن مصر توقفت تماماً عن الإنتاج والإنجاز سوى إنتاج المقاهى أو لم يعد لديها ما تقدمه للبشرية غير المقاهى أو القهاوى أو الكافيهات كما يحب أن يطلق عليها أصحابها.

بعيداً عن الهزل فى موضع الجد فإن الأمر شديد الخطورة لأن له أبعاداً كثيرة فهذه المقاهى غالباً ما تُقام بدلاً من جراجات انتظار السيارات وبالتالى تساهم فى التكدس المرورى المزمن بإلغاء الجراجات واضطرار سكان العقارات ورواد المقاهى إلى وضع سياراتهم فى الشوارع المزدحمة أصلاً، اضف إلى ذلك أن معظم أصحاب المقاهى، لم يكتفوا بالاستحواذ على الجراجات بل على الأرصفة والشوارع أيضاً مما يزيد من اختناقها ومعظم روادها من جيل الشباب سواء بنات أو الأولاد فى العشرينيات من العمر لا أعرف كيف تسمح لهم أسرهم بالسهر يومياً حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى وتدخين الشيشة، هذه طاقات يجب استغلالها فى بناء البلد بدلاً من ضياع أفضل سنوات عمرها وصحتها على المقاهى،، يجب على الدولة اتخاذ إجراءات صارمة فى هذا الشأن بضرورة إعادة فتح الجراجات التى تحولت إلى مقاهى أو مخازن أو أعمال تجارية أخرى وصاحب العقار المخالف يجب فرض غرامة كبيرة عليه تكون رادعة له ولغيره بجانب وقف تعامل الحى معه، كما أننى اقترح على محافظ القاهرة تخصيص قطع أراض فى المدن الجديدة وتجهيزها لإقامة المقاهى واتخاذ قرار جرىء بنقلها خارج القاهرة كما سبق وفعلت الحكومة مع سوق روض الفرج بنقله إلى مدينة العبور، القرار الذى لم يكن أحد يتوقع أن يُكتب له النجاح بسبب النفوذ الكبير للتجار ومع ذلك كان سبباً فى إحياء مدينة العبور، نتخيل لو أن محافظ القاهرة فعل ذلك فإلى جانب أنه سوف يتم فتح الجراجات والمساهمة فى حل مشكلة المرور والانتظار هو أيضاً سوف يقوم بإحياء المدن الجديدة وسيحقق دخلاً للدولة فبدلاً من أن يستفيد أصحاب العقارات المخالفة تستفيد الدولة فليس منطقيا أن نكافىء المخالف، أما عن رواد المقاهى فمعظهم من أصحاب السيارات الخاصة وسوف يذهبون إليها وبدون معاناة فى انتظار سيارتهم، أيضاً من الأمور المؤسفة هى قيام كثير من المواطنين بتبوير الأراضى الزراعية لإقامة مقاهى وتدخين الشيشة شاهدت ذلك على طريق القاهرة بنها الزراعى وكذلك تبوير الأراضى الزراعية لإقامة ملاعب كرة قدم خماسية يقوم أصحابها بتأجيرها للشباب بمبالغ كبيرة هذه كارثة تضاف إلى كارثة مقاهى مصر الجديدة.يجب عودة هيبة الدولة والقضاء على فساد المحليات بعد قيام الشعب بثورتين وخلع رئيسين وحبسهما.، وللحديث بقية

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط