رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظومة رقمية مصرية إفريقية

لمتابعة المشروعات القومية، والإقليمية، الخاصة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الإثنين، مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات. وتصادف أن يتزامن الاجتماع مع مرور ٣٣ سنة على تأسيس شبكة الإنترنت: الشبكة العنكبوتية العالمية، التى تأسست فى مثل هذا الشهر، سنة ١٩٨٩، بهدف تيسير الاتصال بين المنظمات الأوروبية فى سويسرا، وصارت تضم اليوم، أكثر من مليارى موقع إلكترونى.

يشهد العالم الآن حربًا تكنولوجية، قد لا تتمكن فيها الولايات المتحدة من الاحتفاظ بتفوقها فى سباق التسلح الرقمى، أو هيمنتها على مستعمراتها الرقمية، فى غرب العالم قبل شرقه. وخلال الاجتماع، وجّه الرئيس بالتوسع فى التعاون مع الدول الإفريقية فى إطار مبادرتى «بناة مصر الرقمية» و«إفريقيا للإبداع الرقمى»، وتشجيع الشركات المصرية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على التعاون مع نظيرتها الإفريقية، لبناء منظومات رقمية متكاملة. كما وجّه الرئيس، أيضًا، بتعزيز استخدام أحدث التقنيات لمضاعفة قدرات البنية المعلوماتية الرقمية للدولة، بالتوازى مع تدريب الكوادر البشرية على مختلف مجالات المهارات الرقمية، لدعم الأداء الحكومى وتوفير أحدث الخدمات الرقمية لقطاع الأعمال والمواطنين.

مبادرة «إفريقيا للإبداع الرقمى»، أطلقها الرئيس، منتصف نوفمبر ٢٠١٨، خلال فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ، لإتاحة التدريب التقنى المتخصص للشباب الإفريقى فى مجالات التكنولوجيا المختلفة، وتشجيع تأسيس ١٠٠ شركة مصرية وإفريقية ناشئة فى هذا المجال. وبالفعل، تم تدريب نحو ١٠ آلاف شاب وشابة من الطلبة والخريجين، الذين أتموا عدد ٢٧٣٧٧ محتوى تدريبيًا فى ٣٠ مسارًا وتخصصًا تكنولوجيًا، كما تم دعم إنشاء أكثر من ١٠٠ شركة ناشئة. وحققت المبادرة طفرة فى البرامج المتعلقة ببناء القدرات الرقمية على المستويين المصرى والإفريقى، عززتها برامج أخرى، استهدفت بناء القدرات طويلة الأمد لشباب القارة، كالبرامج التى يقدمها مركز التدريب المصرى الإفريقى.

على المستوى الوطنى، تم إطلاق مبادرة «بناة مصر الرقمية»، فى سبتمبر ٢٠٢٠، لتخريج كوادر شابة متميزة فى أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من المتدربين والخريجين والمهنيين المستقلين والعاملين فى مختلف المشروعات القومية، وللمبادرة ستة مجالات رئيسية، تم اختيارها بدقة، لتلائم أهداف «رؤية مصر ٢٠٣٠» ومتطلبات سوق العمل المحلية والعالمية: علوم البيانات والذكاء الصناعى، الأمن السيبرانى، علوم الروبوتات والأتمتة، الفن المعمارى الرقمى، الفنون الرقمية، والتكنولوجيا المالية.

قبل مرور السنة الأولى على ظهور شبكة الإنترنت، حدث أول اختراق لها، ومعه بدأ «سباق تسلح رقمى»، كانت البرامج الأمنية والضوابط القانونية بين أدواته. ثم جاء انفجار وسائل الإعلام الرقمية لتأخذ تلك الحرب أشكالًا أخرى، فرضت بالضرورة والتبعية مجالات أخرى لهذا السباق، وظهر مصطلح «السيادة الرقمية» ليصف قدرة الدولة على حماية بياناتها وبيانات مواطنيها. ومع هذا المصطلح، أطلق الفرنسيون مصطلح «المستعمرات الرقمية» وهم يعلنون رفضهم أن تكون دولتهم تحت السيطرة الأمريكية، أو الصينية.

حتى وقت قريب، كنا نتابع سباق التسلح الرقمى، من مقاعد المتفرجين. لكن الوضع اختلف، بجهود علماء وخبراء، قاموا باختبار وتطوير وسائل دفاعية وهجومية، لتعظيم قدراتنا على مواجهة أى تهديد أمنى، وفرض سيادتنا الرقمية. وعلى عمق ١٤ مترًا، فى «مكانٍ ما» من أرض مصر، صار لدينا عقل جامع لبيانات الدولة، يضم منظومة ضخمة من الخوادم، محفوظة بشكل آمن وسرى، وتتمتع بأعلى درجات التأمين والحماية. بالإضافة إلى منظومة خوادم بديلة، فى مكان مجهول آخر، تقوم بدور العقل البديل، حال حدوث أى طارئ.

.. وأخيرًا، لدينا أيضًا عدد من المشروعات الجارى تنفيذها، فى إطار تعزيز محور بناء الإنسان المصرى، استعرض وزير الاتصالات موقفها التنفيذى أمام الرئيس، فى اجتماع أمس الأول، شملت التوسع فى بناء القدرات وإعداد الكوادر البشرية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى مشروع «مدينة المعرفة» بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذى يضم معهد تكنولوجيا المعلومات وجامعة مصر للمعلوماتية والمعهد القومى للاتصالات و... و... وواحة التكنولوجيا، التى تستضيف الشركات العالمية والمحلية والبنوك، وتوفر فرص تدريب للطلاب، وفرص عمل للخريجين، وشراكة فى البحوث التى تعمل على حل المشكلات الواقعية.