رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتحف «الأخضر» الكبير

العنوان لا يعنى أن لدينا متحفًا كبيرًا آخر، أحمر أو أزرق أو أصفر، بل أردنا به تقديم التحية لمجلس إدارة «المتحف المصرى الكبير»، على قرب انتهاء مشروع اعتماده كـ«مبنى أخضر»، أو بدء العد التنازلى لحصوله على شهادة «الهرم الأخضر المصرى»، Green Pyramid Rating System، التى سيكون المتحف، حال حصوله عليها، أول متحف مصرى يحصل على هذا الاعتماد، التقييم أو التصنيف.

يقع المتحف المصرى الكبير على بعد كيلومترين فقط من الأهرامات، وسيكون أكبر مجمع متاحف أثرى فى العالم، حيث يضم مجموعة من حوالى ١٠٠ ألف قطعة أثرية، بالإضافة إلى مركز ثقافى بمساحة ألف و٤٠٠ متر مربع، وقاعة سينما ثلاثية الأبعاد، ومتحف مخصص للأطفال، وقاعة عرض لذوى القدرات الخاصة، ومكتبة رئيسة، وثانية للكتب النادرة، وثالثة للمرئيات و... و... و... وتسعى إدارة المتحف، المقرر افتتاحه خلال العام الجارى، للحصول على هذا الاعتماد، التقييم أو التصنيف، بعد إجراءات علمية وفنية عديدة، شملت كل مبانى المتحف والمنطقة المحيطة به، تم تنفيذها بالتعاون مع المركز القومى لبحوث البناء والإسكان. 

النظام المصرى لتصنيف أو تقييم المبانى المستدامة، «نظام الهرم الأخضر»، Green Pyramid Rating System، المعروف اختصارًا باسم GPRS، ظهر إصداره الأول سنة ٢٠٠٩، مع إنشاء «المجلس المصرى للعمارة الخضراء»، ولا يختلف كثيرًا عن باقى الأنظمة الدولية، لكنه أقرب إلى نظام LEED الأمريكى، ويعتمد على سبعة معايير، محددات أو مبادئ أو أكواد رئيسية، يتم على أساسها تقييم المبانى، قبل منحها شهادة الهرم الفضى، الذهبى أو الأخضر: المواقع، استهلاك المياه، كفاءة استخدام الطاقة، نظم ومواد البناء، جودة البيئة الداخلية فى الأماكن المغلقة، التصميم والابتكار، وإعادة تدوير النفايات الصلبة.

الهدف الأساسى من هذا التصنيف هو تحقيق الاستدامة، التى تعتمد على ثلاث رکائز أساسية: الصمود الاقتصادى، والتجاوب الاجتماعى، واحترام البيئة، إلى جانب البعد الثقافى. وحين كان الدكتور مصطفى مدبولى وزيرًا للإسكان أصدر القرار الوزارى رقم ٢٩٤ لسنة ٢٠١٧، للعمل بنظام الهرم الأخضر لتقييم استدامة عدد من المبانى، حددها القرار، ونصت المادة الثانية من القرار على أن يتولى المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء العمل على نشر هذا النظام والتعريف به والتدريب عليه وتطبيقه وتحديثه وفقًا للمقتضيات المستقبلية. 

استكمالًا لهذا التوجه، وفى إطار متابعة الموقف التنفيذى للأعمال الجارية فى مشروع المتحف المصرى الكبير، أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، وهو رئيس مجلس الوزراء، عدة قرارات، من بينها رفع كفاءة استهلاك المياه والطاقة، واستخدام مصادر للطاقة المتجددة، ونظم للقياس والكشف عن التسريب، وخفض الحرارة، وعمل مسارات مخصصة للدراجات، واستخدام سيارات تعمل بالكهرباء، و... و... ورفع كفاءة وطلاء المبانى الواقعة على طريق مصر- إسكندرية الصحراوى، وعلى جانبى الطريق الدائرى، وصولًا إلى رفع كفاءة وإنارة طريق القاهرة- الفيوم، وتوسعة الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى.

تأسيسًا على ذلك، عقد الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، اجتماعًا مساء أمس الأول الأحد، مع مجلس إدارة المتحف المصرى الكبير، وصف خلاله حصول المتحف على شهادة الهرم الأخضر، بأنه خطوة مهمة من شأنها زيادة المردود الاقتصادى. وبعد أن وجه التحية أو التهنئة على هذه الخطوة، قام اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف والمنطقة المحيطة، باستعراض مستجدات الأعمال بالمشروع، والسيناريو النهائى لمتحف مراكب خوفو. كما ناقش الاجتماع إمكانية فتح المتحف للزيارة فترة مسائية، يومى الخميس والجمعة، نظرًا للإقبال الشديد المتوقع، من المصريين والأجانب، بعد افتتاحه الرسمى.

.. وتبقى الإشارة إلى أن تحويل المتحف، الذى تم وضع حجر أساسه سنة ٢٠٠٢، إلى مبنى أخضر، يأتى فى سياق الخطوات الجادة، التى تتخذها دولة ٣٠ يونيو، لتشجيع التحول نحو الاقتصاد الأخضر ونشر الممارسات الصديقة للبيئة فى كل القطاعات، تنفيذًا لـ«رؤية مصر ٢٠٣٠»، واتساقًا مع دورها البارز، على المستويين الإقليمى والدولى، فى مختلف الفعاليات الخاصة بالقضايا البيئية وأزمة التغير المناخى، الذى أهلها لاستضافة «كوب ٢٧»، أو الدورة المقبلة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.