رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كورونيات».. كتاب يسأل: هل تعود حياتنا كما كانت قبل كورونا؟

الكاتبة
الكاتبة

 

فى ٢٣٥ صفحة، ترصد الكاتبة ألفة السلامى تداعيات فيروس كورونا، بكتابها «كورونيات»، الصادر مؤخرًا عن دار «المسك» للنشر والتوزيع، إذ يقدم دعوة للتمسك بالحياة والمحافظة على النفس وعلى كل من نحب، واستخلاص أفضل الدروس للتعاطى مع الجوائح، لأن الفيروس لا يرحم.

وبحسب المؤلفة؛ فإن هذا الكتاب محاولة لرصد بعض التغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى، وعدة مجتمعات أخرى، بعد الجائحة، إذ يفحص الثغرات والأخطاء التى حدثت عند مواجهة عدو جديد بوسائل قديمة، وما تخلل ذلك من اعتراف بعض الحكومات بالفشل، وتبادل إلقاء اللوم بين المسئولين الدوليين، خاصة الذين لا تصمد قراراتهم أمام التدقيق والمراجعة.

وفى مقدمة الكتاب؛ أوضحت «السلامى» أن الكتاب يبحث عن إجابة يتلمسها بين الفصول: «هل سيكون هناك العالم الجديد الأفضل فى سياساته وقيمه وأخلاقه بعد انقضاء الوباء، كما يطمح الخيرون دائمًا؟»، وتابعت: «من ملامح الإجابة على هذا السؤال يلوح بعض الإشارات بأن هذا الضيف ثقيل الظل أيقظ فى العديد من المجتمعات الضمير الجمعى، متمثلًا فى انتعاش التعاون الإيجابى المثمر فى سياق المقاومة الجماعية لخطر عام يداهمهم ولا يستثنى غنيًا أو صاحب مناعة قوية».

خلال ٢١ فصلًا تقدم الكاتبة تأملات فى مناحى الحياة، تحت وطأة هذه الجائحة، مع التركيز على بعض التداعيات لتوثيق مظاهر الأزمة من أوجه عديدة، وحتى نقاوم النسيان، آفة الإنسان، ونحن ننظر إلى المستقبل فلا نكرر أخطاءنا.

فى الفصل الأول من الكتاب، والذى جاء بعنوان «كورونفوبيا»، أوضحت «السلامى» أن «إعلام كورونا» يلعب دورًا فى التركيز على حجم الفوضى العالمية التى تسبب فيها هذا الوباء، إذ إن هناك إدمانًا للهاث وراء الأخبار بنفس وتيرة الانتشار الوبائى، وكأن البشرية ملدوغة بـ«فوبيا كورونا» وتضيف الجائحة مصطلحًا جديدًا، هو «كورونفوبيا»، وهو فصل جديد فى علم نفس الأوبئة ينطبق على حالة الإنسانية عندما تقع فريسة فى قبضة كورونا، وعندما تحتاج سلوكيات المجتمع الدولى إلى وقفة للتصويب.

لم تغفل الكاتبة الحديث عن الجهل الذى لازم الجائحة، خاصة فى بدايتها، ففى أحد فصول الكتاب الذى حمل عنوان «الجهل أشد من كورونا»، قالت السلامى: «قصص حزينة عن التمييز ضد مرضى وشهداء كورونا، حدثت فى بعض البلدان، منها مصر، خلال بداية الأزمة، خاصة فى قرى الدلتا والصعيد، وعانى مرضى كورونا من العنصرية وسوء المعاملة، كما تجمهر بعض الأهالى أمام منازل أهالى المتوفين وحاصروهم للحيلولة دون دفنهم».

وتابعت: «يضاف إلى تلك التحديات إشكالية التناول الإعلامى للشأن الصحى والطبى والذى افتقد التخصص والفاعلية، خاصة فى الدول العربية والنامية بشكل عام، فى وقت كان يحتاج لدور أفضل يسهم فى زيادة معارف الجمهور ورفع درجة الوعى الصحى لديهم وتصحيح بعض السلوكيات الخاطئة مع تقديم الحقائق والمعلومات الدقيقة».

كان لجائحة كورونا تأثير كبير على التعليم، خاصة فى العام الدراسى الذى بدأ متأخرًا فى منتصف أكتوبر، وانتهى فى منتصف شهر يونيو، ليستمر بذلك ٣٣ أسبوعًا، وهو ما أوضحته مؤلفة الكتاب فى فصل «التعليم بين التحديات والفرص»، مؤكدة أنه كان عامًا دراسيًا مختلفًا فى مصر، بسبب كورونا، الذى ضرب التعليم وما زال يطرح إشكالية ثنائية شديدة الأهمية وهى التعلم والسلامة بما تواجهه هذه الثنائية من تحديات وما تحمله أيضًا من فرص.

ومن ضمن التغيرات التى طرأت على المجتمع بسبب جائحة كورونا، تغيير عادات الشباب فى الزواج، هذا ما اتجه إليه الشباب بعد الجائحة، اختيارًا أو اضطرارًا، ومع القيود المفروضة بسبب الجائحة والتى منعت التجمعات والحفلات لم يترك شباب مصر ودول كثيرة هذه الأزمة تضعف روحهم وتطفئ شعلة الحب فى نفوسهم، واتجهوا إلى إتمام الزواج مع تغيير فى الخطط على نحو جديد وبطرق مبتكرة.

وخلال خاتمة الكتاب؛ تؤكد الكاتبة أنه لم ينته الوباء بعد، ومع مضى أكثر من سنتين فى محاولة للتعايش مع جائحة كورونا، ما زالت الأزمة تتطلب الكثير من التفكير والتأمل للتوصل لبلورة أفضل الممارسات إزاء أى جائحة أو أزمة عالمية فى المستقبل، حتى يتم تفادى تلك الفوضى التى شهدها العالم مع انتشار الوباء، وتلك الأنانية المقيتة التى صبغت سلوكيات العديد من الدول والأشخاص.