واعظات الأوقاف
عدد الواعظات المصريات فى تزايد، وفى إطار تفعيل دورهن الدعوى ومتابعة المستجدات الدعوية، اجتمع بهن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس الأول، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. وخلال الاجتماع أشار جمعة إلى أن الواعظات إحدى أدوات القوة الناعمة للدولة المصرية، وشدّد على ضرورة الاستفادة من كفاءاتهن فى جميع قطاعات الوزارة كإدارة البر، وبحوث الدعوة والإفتاء، والمركز الإعلامى، وأيضًا فى مبادرتى «حق الطفل»، و«سكن ومودة» بملحقات المساجد.
الأربعاء الماضى، قامت الوزارة بتكريم الدفعة الرابعة من الواعظات والأئمة الحاصلين على دورة الدراسات الاستراتيجية وتحديات الأمن القومى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا. ومع إشادتهن، أمس الأول، بالدورات، التى تعقدها الوزارة لهن، سواء بأكاديمية الأوقاف الدولية، أشادت الواعظات، أيضًا، بالدورة المشتركة مع أكاديمية ناصر، وما استفدنه منها فى فهم التحديات الراهنة. وفى السياق، طالبهن الوزير بالتفاعل بدرجة أكبر مع شبكات التواصل الاجتماعى، من خلال الصفحات الدعوية لهن، مشيدًا بالنجاح الذى حققته تلك الصفحات، خاصة خلال أزمة كورونا، ومشيرًا إلى أن الوزارة قامت بتكثيف النشر الإلكترونى.
لدى ٧٠٪ أو ٨٠٪ من مساجد مصر مناطق منفصلة مخصصة للنساء. ومع ذلك، لم يكن لدى وزارة الأوقاف غير أقل من ٥٠ واعظة مُعينة، حين أعلنت فى ٢٠١٧، العام الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى عامًا للمرأة المصرية، عن فتح باب التقدم للعمل واعظات، متطوعات أو بالمكافأة، للحاصلات على مؤهل أزهرى وخريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف، إيمانًا بقدرة المرأة على العمل الدعوى والوعظى والتربوى، وحتى لا تترك الساحة لغير المتخصصات، أو المتطرفات، أو التابعات لجماعات أو تيارات إرهابية أو متشددة، انطلاقًا من أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق.
القرار «الشجاع الحكيم من الوزير الشجاع الحكيم أثلج صدورنا وأنزل السكينة على قلوبنا». وما بين التنصيص نقلناه من كلمة ألقتها الواعظة وفاء عبدالسلام نيابة عن زميلاتها، فى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فى ١٣ مارس ٢٠١٧، أشادت فيها بتبنى وزارة الأوقاف دورهن فى نشر الفكر الإسلامى الصحيح، وأكدت أن كل النصوص الواردة فى القرآن الكريم الآمرة بالدعوة جاءت بصيغة العموم، ولا تخص الرجال دون النساء، بل تخاطب الجميع بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتحث على خروج طائفة لطلب العلم وإنذار الأهل بعد الطلب، دون تحديد النوع، ما يجعل المرأة شريكًا للرجل فى تبليغ الدعوة.
الواعظات المعينات والمتطوعات، كما قال الوزير فى اجتماع السبت، حققن انطلاقة كبيرة، وكان لهن دور شديد التميز ميدانيًا وفى المحافل العامة، وفى عدد من القوافل التى أقيمت داخل مصر وخارجها. كما أشار جمعة إلى مشاركة الواعظات فى مؤتمر «عقد المواطنة وأثره فى تحقيق السلام المجتمعى والعالمى» بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مؤكدًا أن جلستهن المستقلة، خلال المؤتمر، نالت ثناء الجميع، لما شهدوه من تميز.
ما يطمئن أكثر، هو أن الوزارة تتيح التسجيل بالدراسات العليا فى عدد من الجامعات للراغبات من الواعظات والأئمة من خلال بروتوكولات تم توقيعها مع الجامعات المصرية. ونتيجة لذلك، حصل ٦٧٤ من الأئمة الذين اجتازوا اختبار التميز العلمى، على درجة الدكتوراه، إضافة إلى ١٦٤٤ حصلوا على الماجستير و٢١٦٣ حصلوا على دبلوم الدراسات العليا نظام السنتين. كما بلغ عدد الواعظات الحاصلات على الدكتوراه ١٣ واعظة، و١٥ حصلن على الماجستير. وهناك أيضًا ٢٦ إداريًا، من الذين اجتازوا اختبار التميز العلمى، حصلوا على الدكتوراه و١٠٥ حصلوا على الماجستير و٥٣ تخرجوا فى دبلوم الدراسات العليا نظام السنتين.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزارة الأوقاف، قررت إتاحة مصليات السيدات بالمساجد الكبرى، خلال شهر رمضان المبارك المقبل، لتفعيل مبادرتى «حق الطفل»، و«سكن ومودة»، بإشراف الواعظات، وبالتنسيق بين الديوان العام والمديريات. كما قررت إقامة معسكر للواعظات، لمدة أربعة أيام، تبدأ فى ٢٤ مارس المقبل، مع توزيع الإصدار الثانى من سلسلة «رؤية» للفكر المستنير، التى تضم ١٥ كتابًا، وعقد مناقشة عامة حول مضمونها.
