رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزمة الروسية الأوكرانية.. خبراء وباحثون: التصعيد والتهدئة يسيران جنبًا إلى جنب

الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية

عقب تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية مؤخرًا، بدأ التصعيد المتبادل، الذى سيشمل العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وقد يصل للحرب إن فشل قادة العالم فى العودة لطاولة المفاوضات. «الدستور» حاولت معرفة السيناريوهات المحتملة لهذه الأزمة، عبر التواصل مع باحثين من برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.

قال محمود قاسم، باحث ببرنامج الأمن والدفاع، إن كل الاحتمالات أصبحت واردة فيما يخص الأزمة بين روسيا والغرب، خاصة بعد خطوة التصعيد التى اتخذها الرئيس الروسى.

وأوضح «قاسم»: «المفارقة الكبرى فى توقيت إعلان موسكو للاعتراف باستقلال الجمهوريتين، أنه جاء فى نفس اليوم الذى بدا أن الدبلوماسية قد أنجزت خطوة يمكن البناء عليها، بعدما أجرى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى ٢٠ فبراير، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسى، أعقبه اتصال آخر بالرئيس الأمريكى جو بايدن، قبل أن يُعاود ماكرون الاتصال للمرة الثانية بالرئيس الروسى، وأثمرت هذه المحاولات عن اتفاق مبدئى على عقد قمة لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة».

وأضاف: «من هنا يظهر مدى التعقيد الذى يسيطر على المشهد، حيث لا يمكن أن يجزم أحد أو يرجح ما ستكون عليه الأزمة فى ظل بروز مؤشرات التصعيد والتهدئة فى ذات الوقت». وتابع: «بوتين يدرك أنه سيواجه عقوبات اقتصادية، وأشار لذلك فى خطاب ما قبل الاعتراف، وعلى الرغم من أن العقوبات قد تؤثر على روسيا، يدرك المتابع أن بوتين أصبح محصنًا ضد العقوبات، وبات قادرًا على التعايش معها، على غرار ما حدث بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم ٢٠١٤».

وأكمل: «يضاف لذلك أن التحالف والشراكة التى أعلن عنها، مطلع الشهر الحالى، مع الصين تعد بمثابة جرعة معززة ضد أى صدمات يمكن أن تتعرض لها روسيا بفعل العقوبات الاقتصادية».

وحول مستقبل الأزمة، قال: «يمكننا الإشارة لعدد من السيناريوهات التى قد تحدث، أولًا: سيناريو المواجهة المسلحة، وهذا سيحدث إن وصلت الأزمة لطريق مسدود بفشل جهود التسوية، وما يرجح هذا السيناريو من جانب، أن الأوساط الغربية وواشنطن لا تزال تؤكد أن هناك عملًا عسكريًا وشيكًا تستعد له روسيا، وما يقلل احتمالية هذا السيناريو أن المواجهة العسكرية ستكون مؤلمة وتكلفتها باهظة للغاية لجميع الأطراف، فضلًا عن أن حيازة أطراف الصراع الأسلحة النووية قد تضع مزيدًا من القيود على الدخول فى أى مواجهة تقليدية قد تتسبب فى توظيف السلاح فى المعركة». 

وأضاف: «السيناريو الثانى هو الاحتواء عبر الدبلوماسية، وهو المسار المرجح رغم كل مظاهر التصعيد الحالية، ويمكن أن يحدث ذلك عبر القبول بالضمانات الأمنية ومطالب روسيا التى تتطلع إليها، سواء عبر تعهد مكتوب بعدم ضم أوكرانيا أو جورجيا لحلف الناتو، علاوة على سحب جميع القوات من البلاد التى كانت تخضع للاتحاد السوفيتى.

من جهتها، قالت الباحثة بنفس المركز آية عبدالعزيز، إن الدول الغربية رفضت اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتين فى إقليم دونباس، وأدانت هذا القرار بشدة لما له من تداعيات عميقة على جميع الأطراف المعنية، لذا فقد قررت الدول الأوروبية والولايات المتحدة فرض عدد من العقوبات الرادعة على روسيا، فى سياق الالتزام بحماية أمن وسلامة السيادة الأوكرانية». 

وأضافت «آية» أنه من المتوقع أن تكون هذه العقوبات مُتدرجة، لتحقيق حالة من توازن الردع، لضمان إمكانية السعى لحل الأزمة، موضحة: «الجانب الروسى أسقط من خلال قرار الاعتراف بالجمهوريتين اتفاقية مينسك، وضرب عرض الحائط بإطار التفاوض تحت صيغة نورماندى». وتابعت: «من المتوقع أن تشمل العقوبات على الصعيد الدبلوماسى، إلغاء الاجتماعات المُقرر عقدها، خلال الفترة المقبلة، ما بين روسيا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية على المستوى الوزارى حتى يجرى التوصل إلى تسوية للأوضاع الراهنة.

وقالت: «أما على الصعيد الاقتصادى، فمن المتوقع أن تكون هذه العقوبات أكثر ردعًا من وجهة نظر القوى الغربية، وستكون هذه العقوبات على كبار المسئولين الروس، وبعض الكيانات الاقتصادية التى ستكون لديها علاقات مع الإقليم المعترف به من قبل روسيا، وبالفعل هو ما فعله الاتحاد الأوروبى فى أعقاب القرار الروسى. هذا بجانب احتمالية منع روسيا من الوصول إلى الأسواق المالية فى الدول الأوروبية».