باحثة تكشف لـ«الدستور» أسباب الانسحاب الفرنسى من مالى
قالت الباحثة المتخصصة في الشئون العربية والدولية هند الضاوي إن لقاء الرئيس الفرنسي مع قادة الدول الأفريقية يتزامن مع القمة "الأفريقية الأوروبية"، مشيرة إلى أن الإعلان عن الانسحاب الفرنسي من مالي جاء بعد تعرض القوات الفرنسية لكثير من الضغوط".
وتابعت الضاوي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الاسباب التي أدت إلى هذا الانسحاب هو توتر العلاقة بين المجلس العسكري في مالي وفرنسا، مشيرة إلى أن هناك اتفاقات مع المجلس العسكري في مالي والقوات العسكرية في مالي لتحل محل التواجد الأوروبي التقليدي، بالإضافة إلى محاولات فرنسا الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين وهذا لا يتفق مع السياسات الجديدة في مالي".
ونوهت الباحثة المتخصصة في الشئون العربية والدولية، بأن المجلس العسكري حاول مضايقة فرنسا خلال قيامها بعملياتها العسكرية وتحملت فرنسا الكثير في ذلك، حيث قتل أكثر من 48 جنديا تابعا لها في مالي في عملية "برخان" مما تسبب في وضع محرج للرئيس الفرنسي ماكرون وحزبة في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئيسية الفرنسية خلال الشهر القادم، مما دفع "ماكرون"، لوضع خطة بديلة لإعادة توزيع قواته في دول الساحل والصحراء.
ولفت إلى أن النفوذ الفرنسي في أفريقيا بدأ يتراجع لصالح القوي الروسية والصينية، مشيرة إلى أن ذلك يمثل تهديدا للنفوذ الأفريقي الأوروبي في القارة والتي كان لفرنسا نصيب كبير منها، منوهة بأن الرئيس الفرنسي يحاول الخروج بأقل الخسائر خاصة في ظل التهديدات الأمنية من جانب التنظيمات الإرهابية".
وتعقد القمة الأفريقية / الأوروبية هذا العام تحت عنوان "أفريقيا وأوروبا قارتان برؤية مشتركة حتى ٢٠٣٠"، حيث عقدت أولى دوراتها في القاهرة عام 2000، والتي شهدت تأسيس آليات المشاركة بين الجانبين من خلال "خطة عمل القاهرة"، أخذاً في الاعتبار أن الجانب الأوروبي يعد من أبرز الشركاء الدوليين الذين يحرص الاتحاد الأفريقي على تعزيز أواصر العلاقات معه لاسيما فيما يتعلق بملفات التنمية وصون السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن التشاور المستمر بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.