رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهندس كيرلس جمال يكتب: مستقبل العمل.. ما بين الشكل التقليدى ومنصات العمل الحر

«مستقبل العمل»، بات هذا المصطلح يراود الكثيرين ويتحدث عنه المتخصصون لأهميته الاقتصادية والإنسانية. تعد جائحة «كوفيد-١٩» فرصة جعلت الكثيرين ينظرون إلى العمل برؤية وتصور جديدين يتناسبان مع التطورات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكثيرة.

مع تطور أجهزة الكمبيوتر ووجود شبكة إنترنت بسرعات فائقة، بالإضافة إلى جيل كامل- يُسمى بـالـGeneration Z وهم من ولدوا بعد عام ١٩٩٥- يتقن التعامل مع هذه التكنولوجيا، لدرجة أنه يقدر أن ٥٠٪ من الـGeneration Z يقضى ١٠ ساعات متصلة على الإنترنت يوميًا ظهر ما يُسمى الاقتصاد المشترك أو اقتصاد المشاركة. 

يُعرف اقتصاد المشاركة بأنه القيمة التى نحصل عليها حين نستفيد بالموارد غير المستغلة استغلالًا أمثل عن طريق توفيرها على شبكة الإنترنت إلى المجتمع، مما يؤدى إلى تقليل الامتلاك والإكثار من المشاركة. وهذا النوع من الاقتصاد أدى إلى ظهور ما يُعرف بالمنصات الرقمية، التى هى مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت، أو تطبيقات على أجهزة المحمول تسعى لتقديم الخدمات فى مجالات متنوعة. تعد المنصات الرقمية هى الوسيط بين مجموعتين أو أكثر قادرة على التفاعل عبر الإنترنت لتقديم خدمات مقابل تعويض مالى.

فعلى سبيل المثال، ظهرت منصات تواصل بين من يمتلكون القدرة على قيادة السيارات ومن يحتاجون إلى خدمة التوصيل، مثل شركة أوبر العالمية، ومنصات تواصل بين من يمتلكون فكرة مشروع رائدة ورجال أعمال عندهم المقدرة المالية على الاستثمار، ومنصات العمل الحر التى توصل أصحاب الأعمال بجمهور ممن يمتلكون مهارات متنوعة، وعلى استعداد للعمل عن بُعد باستخدام التكنولوجيا. ويُسمح للعمال بالوصول إلى العمل بغض النظر عن موقعهم الجغرافى.

ففى عام ٢٠١٨، كسر أصحاب العمل الحر فى إنجلترا حاجز المليونين، حيث أسهموا بمبلغ ١١٩ مليار جنيه إسترلينى فى الاقتصاد الوطنى.

لو تابعنا أكبر ١٠ شركات عالمية من حيث القيمة السوقية سنجد أن ٥ منها منصات وهى «Apple, Microsoft, Alphabet, Amazon, Meta».

فمنصات العمل الحر أتاحت لأصحاب الأعمال أو الشركات الصغيرة والمتوسطة أو الشركات الدولية الكبرى نشر وظائف، أو مهام، أو مشاريع متنوعة، مع إمكانية البحث بين قوائم ضخمة من العمال المهرة الذين قد يكونون متناثرين جغرافيًا للاختيار من بينهم، للقيام بهذه المهام أو الوظائف أو المشاريع عن بُعد فى مقابل مالى. حتى أصبحت هذه الطريقة الجديدة فى العمل وسيلة لإنشاء منتجات وخدمات جديدة ووسيلة للابتكار والإبداع عن طريق الاستفادة بالموارد البشرية الخارجية «أى التى هى غير الموظفين التقليديين المعينين بالمؤسسة». أود أن أشارك معك قارئى العزيز أهم الأسباب والمحفزات التى تدفع من يمتلكون مهارات متنوعة للتسجيل بمنصات العمل الحر الدولية والمحلية:

تحقيق التوازن بين العمل والحياة ومرونة تحديد أوقات العمل، والعمل من أى مكان يتوفر فيه كمبيوتر وإنترنت سريع، سهولة التعامل على منصات العمل الحر، استثمار الوقت فى عمل لائق مفيد بناء، فرصة لدخل إضافى، ووجود فرص عمل أكثر لمهام أو مشروعات من مجالات متنوعة من أماكن متنوعة فى العالم، وليست فرصًا محلية فقط، تفعيل المهارات الشخصية المتنوعة «مثل مهارة العرض، مهارة التفاوض، مهارة التسويق والبيع، مهارة التسعير، مهارة بناء العلاقات والتعلم المستمر»، وتحقيق الرضا الوظيفى وغيرها، وتوفير فرص عمل لذوى الهمم غير متوفرة فى مجال العمل التقليدى.