البنك الدولي وضعف الإحصاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
فجر "يوهانز هوجفين" مدير قطاع الممارسات العالمية لشؤون الفقر والإنصاف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في البنك الدولي، عديد الحقائق الخطيرة، وهي التي كشف عنها بما اطلق عليه:(ميثاق البيانات الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التوسع في دعم الإحصاءات الرسمية.)،
،، البنك الدولي، تبنى الدراسة وفيها، انه :لا تزال الإحصاءات الرسمية تتطلب دعمنا على الرغم من الطبيعة سريعة التغير لمنظومة البيانات، كما هو مبين في مطبوعة تقرير عن التنمية في العالم 2021: البيانات من أجل حياة أفضل. وهذا هو بالضبط السبب في أن دور الأجهزة المركزية للإحصاء - التي تقدم هذه الخدمات على الصعيد الوطني - - لا يزال ضرورياً كما كان دائما، حتى في ظل منظومة بيانات شهدت توسعاً هائلاً.
.. ويلفت التقرير/الدراسة من منظرها الدولي، انه من المثير للدهشة أنه من الصعب إحصاء سكان بلد ما بكامله أو التأكد من أن عمليات العد قابلة للمقارنة مع مرور الوقت. فسيارات اليوم، على كل حال، تختلف تماما عن مثيلاتها قبل 30 عاما.
.. بمرارة النتائج قال "يوهانز هوجفين": في غياب الإحصاءات الرسمية، لن نستطيع مقارنة أحوالنا المعيشية الحالية بما كان عليه الحال قبل 20 أو 30 عاما.
.. وعزز الأمر بالقول:مما يثير مزيداً من القلق لدينا هو ضعف أداء الأجهزة المركزية للإحصاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لاسيما بالمقارنة بنظيراتها على مستوى العالم، وذلك وفقا لمؤشرات الأداء الإحصائي للبنك الدولي. (فإقليمياً، تأتي المنطقة في المرتبة قبل الأخيرة ولا تليها إلا منطقة أفريقيا جنوب الصحراء). ولا يشهد هذا الجزء من العالم في الغالب جمع مجموعات بيانات البحوث والمسوح الأساسية، مثل تعدادات المنشآت، وبحوث الاستهلاك، وبحوث الصحة والقوى العاملة، وحتى عند جمعها، لا تتاح البيانات للجمهور لإعادة استخدامها أو تكون قديمة عند إتاحتها كما تظهر هذه الورقة، التي اشتركت في إعدادها مع الزميلة أوتشيه إخاتور-موبايود. وكما نعلم، فعندما لا يجري تحديث مجموعات البيانات الأساسية، فإن الإحصاءات الأساسية مثل مؤشر أسعار المستهلكين أو إجمالي الناتج المحلي تستند بدورها إلى معلومات قديمة أيضا.
.. كما دعا إلى ضرورة دعم الأجهزة المركزية للإحصاء في المنطقة لضمان اضطلاعها بالدور المنوط بها في المنظومة الجديدة للبيانات
على الرغم من أن العصر الرقمي نعمة تعود بالنفع على من يبحثون عن الشواهد والأدلة، فإنه يتسبب أيضا في حدوث حالة من اللبس والارتباك. ففي هذه الأيام، يبدو أن بمقدور أي شخص إنتاج الإحصاءات. لكن أيها نصدق؟ وأي الأرقام تمثل الحقائق تمثيلاً دقيقاً؟ من هنا، فإن "الإحصاءات غير الرسمية" تشكل خطرا كبيرا على المجتمع والعقد الاجتماعي على السواء. وتسهم الأجهزة المركزية للإحصاء بدور مهم في ضمان ألا تفقد الإحصاءات الرسمية أهميتها في قياس التقدم المحرز.
.. يأخذنا التقرير إلى أن العصر الرقمي يتيح، فرصا هائلة لتحسين إنتاج الإحصاءات الرسمية. فعلى سبيل المثال، يمكن للبيانات المتعلقة بالتنقّل والأضواء الليلية أن تحسن التقديرات الرسمية لإجمالي الناتج المحلي . كما تشكل الأسعار التي يتم الحصول عليها من أجهزة المسح الضوئي بالمتاجر الكبيرة إضافة جيدة في عملية جمع بيانات الأسعار من المحال التجارية.
ثلاث ملاحظات اساسية، صادمة حددها البنك الدولي، وهي :
*اولا:
ضرورة دعم الأجهزة المركزية للإحصاء في المنطقة للتأكد من اضطلاعها بالدور المنوط بها في منظومة البيانات الجديدة؛
*ثانيا:
ضرورة سد الثغرات القائمة في البيانات الأساسية على وجه السرعة؛
*ثالثا:
ضرورة استفادة الأجهزة المركزية للإحصاء من الفرص التي يتيحها العصر الرقمي.
البنك الدولي، اعتبر ميثاق الإحصاءات الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:[مبادرة إقليمية لدعم الأجهزة المركزية للإحصاء تهدف إلى سد الفجوات الأساسية في البيانات وتحديث الأنظمة الإحصائية الوطنية] °
فما هي الفكرة ورائه؟ سؤال ركز عليه العمل المشترك بين البنك الدولي، والمنظمات الأممية التي اشتغلت على فضح الحقائق، على سبيل المثال:
أ.) : لتحسين الفجوات في البيانات المتعلقة ببحوث الأحوال المعيشية، نعمل حالياً في المملكة العربية السعودية مع الهيئة العامة للإحصاء على تنقيح مسح إنفاق ودخل الأسرة؛ وبالمثل، نعمل مع الأجهزة المركزية للإحصاء في العراق، وإقليم كردستان العراق، والجزائر، وقريبا، مع الأجهزة الموجودة في ليبيا وفلسطين.
ب.) : في الأردن، أدرجنا مكونا للإحصاء في مشروعاتنا التي تستخدم أداة تمويل البرامج وفقاً للنتائج، وعززناه بتمويل من أحد الصناديق الاستئمانية.
ج.) : في فلسطين، سندرج دعماً لمكون الإحصاءات في المشروع الجديد لإدارة الشؤون المالية العامة.
في تونس، نعمل مع وكالة التعاون الإنمائي الإيطالية لدعم المعهد الوطني للإحصاء.
.. وأكد البنك انه، يعتزم الميثاق الاستفادة من مصدرين اثنين: مشروعات البنك الدولي والصندوق الاستئماني العالمي الجديد للبيانات الشاملة، بما في ذلك :دعم الإحصاءات بصورة منهجية في مشروعات البنك الدولي الجديدة.
.. وبالتالي:سيتم إنشاء نافذة خاصة للمنطقة في إطار الصندوق الاستئماني الشامل للبيانات العالمية. وينبغي أن توفر تلك الجهود التمويل اللازم للمساعدة الفنية وأنشطة الإشراف والتنسيق، وأن تساعد في تسريع وتيرة استخدام البيانات الإدارية في إنتاج الإحصاءات.
عمليا، يريد البنك الدولي، ان تكون ملامح ميثاق إحصاءات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آخذة في التطور، وهو يلفت بطريقة واضحة إلى أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل بغية وضع اللمسات الأخيرة عليه.
.. المأمول ان يقوم فريق الصندوق العالمي للبيانات التابع للبنك لإنشاء نافذة مخصصة وتعبئة التمويل للمساعدة في تنفيذ الميثاق.
.. التقرير يضع نقطة مركزية للانطلاق، وحصر الاحصائيات الدالة، بما في ذلك كشف أبعاد وخفايا ما يتم تقديمه من أرقام ودلالات، بل حدد وقتا، هو ما اعتبر" منحة عمل" :منحنا أنفسنا حتى الصيف لتفعيل الميثاق بهدف إطلاقه قبل الاجتماعات السنوية لعام 2022 في مراكش أو حتى خلالها.
.. من اليوم وحتى مراكش ٢٠٢٢،لن تكون ملفات الإحصاء، كما يريد البنك الدولي، بل هي مجرد تلويحة للخروج بأفكار صادمة للدول التي تعتمد على موارد وقروض البنك الدولي، وربما تزدد فوائدها وقوتها المؤثرة على اقتصاديات المنطقة.
- [email protected]
- مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية