رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم شناف

أم شناف، سهرة درامية غنائية من أعمال الإذاعة في الخمسينات، وقتها كان الراديو بـ يقدم السهرات دي، ويسميها "برامج"، كانت حافلة بـ السذاجة، وتقدر تقول العبط كمان، لكنها في الوقت نفسه، فيها قدر كبير من الروقان والانسجام والسلطنة.

المهم، "أم شناف" دي بـ تبدأ أحداثها لما السيد محمود السلانكي يرجع من بر الشام، السلانكي كبير تجار مصر المحمية، رجل فاحش الثراء، وهو غاوي طرب ومجالس الغناء، ويجيد العزف والتلحين وسميع تقيل.

مطربته المفضلة هي "أم شناف"، والشناف هو حلية أو إكسسوار لـ الزينة، السلانكي غاب كتير في بر الشام، وزار تركيا، وعمل هناك طنبور طرب عمولة، عند شيخ من شيوخ صناعة آلات الطرب، والنهاردا راجع مصر المحروسة، متشوق لـ المغنى، ولـ الشغل على الطنبور الجديد؟

سأل عن أم شناف، قالوا له إنها اختفت مرة واحدة، ومحدش بقى يسمع عنها حاجة، يروح يدور عليها، يلاقيها اتشلت وانعزلت عن الناس والحفلات، ليه؟

هي نجحت نجاح كبير، ودا يخليهم يدعوها لـ إحياء حفلة، في بيت شوكان بك ابن الصدر الأعظم.

لكن أم شناف مش هـ تغني لـ وحدها، منافستها اللدود "صبيحة البنهاوية" هي كمان هـ تغني، الصدر الأعظم كان قاصد إنهم يغنوا قصاد بعض، منها استمتاع بـ المغنى، ومنها الفرجة على الماتش الحامي، المنافسة اللي هـ تبقى بين المطربتين ولا المنافسة بين الأهلي والترسانة وقتها (الخمسينات)

البنهاوية بـ تعمل مؤامرة على أم شناف، بـ تدي رشوة لـ الملحن أورسياكو، الخواجة الأرمانلي عديم الذمة، علشان يلحن نفس الكلمات اللي بـ تقول "طاير يا حمام مرسال الغرام" مرة بـ لحن رديء جدا لـ ام شناف، ومرة بـ لحن ممتاز تغنيه البنهاوية، وقد كان.

لما غنت أم شناف الجمهور سكتها ونزلها من على المسرح، ولما غنت البنهاوية انسجموا، فـ أم شناف بقى جرى لها ما جرى لها، وراحت عاشت في تكية الشبكشية، ما تخرجش منها أبدا، تغني لـ نفسها وبس.

السيد محمود السلانكي تعاطف مع مطربته المفضلة، وقرر يخرجها من اللي هي فيه، فـ اتجوزها، وفي حفل زفافهم غنت "طاير يا حمام"، بس إيه! بـ لحن عمله مخصوص السيد السلانكي لـ حبيبته.

فـ خفت وعاشوا في تبات ونبات، وتوتة توتة فرغت الحدوتة؟

فـ إيه بقى؟

مطلوب من ملحن العمل إنه يلحن نفس الكلمات تلات مرات، مرة رديئة هـ تغنيه نجاة الصغيرة، ورديئة دي مش يعني بايظة، لأ، رديئة بس ماشي حالها، وإلا مش هـ تغنيها أم شناف.

ومرة تانية محترفة منضبطة فيها قدر كبير من الطرب، هـ تغنيه عصمت عبد العليم (وهي مطربة عظيمة مش بسيطة أبدا)

ومرة تالتة لحن السلانكي المعمول بـ حب ومزاج، هـ تغنيه نجاة الصغيرة.

أخونا في الله أحمد صدقي عمل دا وهو سايب إيديه، شيء ما ينفعش تتكلم عنه، يتسمع بس.

فضلا عن الإعجاز دا عمل كمان لحن "سلامتك يا قلبي"، اللي هـ تغنية أم شناف في عزلتها، غنته نجاة، ولحن يا أم الملس غناه محمد قنديل، والسهرة كلها بـ الأغاني كتبها عبد الفتاح مصطفى.

اللي سمعهاش يدور عليها ويدعي لي