رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطماطم المسرطنة.. وتبخير الصوامع


الباذنجان والبطاطس تم أيضا إنتاجهما بالتحور الوراثى وقضى الباذنجان على قرى بأكملها فى الهند وأصابها بالسرطان والأورام فى جميع أجزاء الجسم، كما أصاب البعض الآخر بالفشل الكلوى والتليف الكبدى، الشهادات العلمية الصادرة من الهند موجودة لدينا.

عندما أثرنا موضوع الطماطم المحورة وراثيا والمنتجة من إسرائيل تصدى وزير الزراعة وبطانته المدفوعة الأجر للادعاء بأن العالم لم ينتج طماطم محورة وراثيا حتى الآن. والأكيد علميا أن هذه الطماطم المحورة وراثيا منتجة منذ عام 2000، ومسجلة فى الهيئة الدولية لتسجيل الأصناف تحت رقم EP 1211926 وأجتمعت الهيئة عام 2010 لبحث الشكاوى المقدمة ضدها، حيث إن المنتج بالتحور الوراثى بغرض إنتاج طماطم قليلة المياه وصلبة لزيادة فترة تخزينها دون تلف ولكن تبين أن هذا الصنف ينتج طماطم ذات قلب أخضر وطبقة بلاستيكية بيضاء تحت القشرة، ومن يرغب فى التأكد من وجود هذا الصنف المحور وراثيا ورقم تسجيله فليدخل على الرابط الخاص بالمجموعة الدولية لتسجيل الأصناف الجديدة على الرابط http://www.ipeg.eu/patenting-broccoli-and-tomatoes -، وسيجد هذه الطماطم ومعها صورة تسجيلها والمطابقة تماما للطماطم التى وجدت فى الأسواق المصرية خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والتى ادعى وزيرنا بعلمه الغزير عدم وجود طماطم محورة وراثيا فى العالم أجمع طبقا لمشورة بطانته التى علمها مثل علمه.

هذا الأمر يثبت أولا أنها محورة وراثيا، ويثبت ثانيا أنها مطابقة تماما للأصناف التى سمحت وزارة الزراعة بتداولها محليا طالما أنها دافعت عنها ولم تقبل حتى بخيار أنها ربما تكون مهربة من إسرائيل عبر الأنفاق، حيث إنها الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تصدر إلينا تقاوى الخضراوات ومازالت الوزارة تمنح للقطاع الخاص التصاريح الخاصة باستيرادها وبعض الأسمدة المركبة من إسرائيل ثم تثبت صورة التسجيل أيضا أنها مطابقة للموجودة فى مصر. يأتى أمر كونها مسرطنة من عدمه فنوضح هذا الأمر بأن الطماطم تنتمى لما نسميه زراعيا بالعائلة الباذنجانية والتى تضم معها الباذنجان والبطاطس والفلفل، وأن الباذنجان والبطاطس تم أيضا إنتاجهما بالتحور الوراثى وقضى الباذنجان على قرى بأكملها فى الهند وأصابها بالسرطان والأورام فى جميع أجزاء الجسم، كما أصاب البعض الآخر بالفشل الكلوى والتليف الكبدى، الشهادات العلمية الصادرة من الهند موجودة لدينا.

وبالمثل أيضا فقد ثبت أن البطاطس المنتجة بالتحور الوراثى سامة للغاية للبشر حتى إن ألمانيا صاحبة اختراعها توقفت عن إنتاجها وصدر قرار الاتحاد الأوروبى بمنع استخدامها كغذاء وأن يقتصر استخدامها فى إنتاج النشا للأغراض الصناعية وزيادة لزوجة زيوت السيارات. الأمر يوضح أن الصنفين اللذين ينتميان إلى الطماطم ثبت أن التحور الوراثى يحولها إلى أغذية شديدة الضرر على البشر بشهادات عالمية، وبالتالى فالأمر قد يتطابق مع الطماطم المحورة وراثياً ولذا كان تعبيرنا المحدد بأن الطماطم المحورة وراثيا قد تكون مسرطنة شأنها شأن الباذنجان والبطاطس المحورين وراثيا والمشاركين معها فى العائلة نفسها، كما أنها لم تمر باختبارات سلامة الغذاء ولا الوزارة أعلنت للمستهلك أنها محورة وراثيا. ويكون ما قمنا به هو واجب الباحث العلمى تجاه وطنه بالتحذير والإثبات بخطورة ما يدخل جوف المصريين على صحتهم بينما كان غيرنا يمعن فى عدم الشفافية وخداع المصريين.

أما موضوع تبخير صوامع الغلال والحبوب فى مصر بمبيد «بروميد الميثيل» المحظور عالميا والذى اندفع المتحدث الرسمى لوزارة التموين بالهجوم على من أثاروه، وقال إن وزارة التموين لا تستورده حاليا على الرغم من تنوع الباحثين الذين حذروا من استخدامه ما بين مركز أبحاث وقاية المبيدات ومركز أبحاث أمراض النبات بوزارة الزراعة ثم شخصنا والذى عمل مستشارا لوزير التموين الأسبق بهيئة السلع التموينية، وبالتالى فخبرتى من داخل الوزارة بالإضافة إلى كونى أول من أصدر موسوعة الإنتاج العالمى من الغذاء وتجارته وأسواقه. هناك أيضا كتابنا عن أزمات الغذاء العالمية وآثارها على السياسة الزراعية المصرية عام 2010، ثم كتاب «إعادة هيكلة التجارة الداخلية وأسواق الغذاء للتجزئة» وموجود على موقع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار للحكومة منذ مارس 2006 وإن كان البعض لا يتصور وجود شخصيات موسوعية فى مصر. وعلى الرغم من نفى وزير التموين ومتحدثها الرسمى بوجود بروميد الميثيل فى مصر فنذكره برفض المملكة العربية السعودية فى فبراير 2013 شحنة فراولة مصرية بسبب زيادة تركيز بروميد الميثيل فى الثمار. والغريب أن الوزير ومتحدثا أرادا الدفاع فأدانا أنفسهما حيث أقرا بأن الوزارة تستورد حاليا أقراص «الفوستوكسين» لتبخير صوامع ومخازن القمح وهو محظور تداوله دوليا مثل بروميد الميثيل، وعليهما مراجعة تصريحات وزير الزراعة السعودى بتاريخ 17 يوليه عام 2012 فى صحيفة «الشرق» السعودية صفحة 19 بأن المملكة تبحث عن بدائل للفوستوكسين بعد ثبوت سميتها وقاتليتها لمستخدميها وأضرارها للبيئة، ويمكن لمسئولى الدولة مراجعة الموقع http://www.alsharq.net.sa/2012/07/17/399029 لمحاكمة وزير التموين ومتحدثه ولدينا الأبحاث الدولية الخاصة بخطورته على الإنسان والبيئة وعدد حالات الوفاة التى تسبب فيها.

■ كلية الزراعة - جامعة القاهرة