رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يروّض الفراعنة أسود الأطلس لمواصلة رحلة التتويج؟

الفراعنة
الفراعنة

كانت الانطلاقة سيئة للغاية أمام نيجيريا، تحسن الوضع بعض الشىء أمام غينيا بيساو، وازداد أمام السودان وصولًا إلى أفضل مبارياتنا أمام كوت ديفوار، واتساقًا مع ارتفاع النسق الخاص بمنتخبنا الوطنى يترقب الجميع مباراة تاريخية أمام المنتخب المغربى.

مهمة صعبة للغاية وأكثر تعقيدًا من مواجهة كوت ديفوار، وستحتاج إلى أبطال يقاتلون من اللحظة الأولى بتركيز لا يتراجع أبدًا، وبرغبة لا يشوبها أى شكوك، وبتخطيط مُحكم من جهاز فنى لا بد أنه درس مفاتيح لعب «أسود الأطلس» جيدًا.

إذا أردت أن تقتل أهم نقاط قوة المغرب فى مواجهة الليلة، فالمهمة تبدأ من الدفاع المبكر، وذلك باستخدام مصطفى محمد كأهم مدافع فى الفريق الليلة.

تكليف «مصطفى» بمضايقة ورقابة سفيان مرابط، لاعب ارتكاز المغرب، وحرمانه من الاستلام والتسليم يعنى حرمان المنافس من ضابط البوصلة، وشل المحطة الرئيسية لعملية التحكم والتدوير.

سيكون التزام نجم جالاتا سراى ونجاحه فى هذه المهمة أول مداخل البرتغالى كارلوس كيروش لإضعاف عملية البناء والصعود بالكرة عند المنتخب المغربى.

كذلك لا تمنح منتخب المغرب ما يريد، فهو يبحث عن عودتك وتمركزك فى المناطق الخلفية، ولا يعنيه عددك فى الثلث الأخير، لأنه يمتلك كل الحلول للوصول إلى المرمى، وقادر على فك التكتل، سواء بالاختراق من العمق بمهارات سفيان بوفال وعمران لوزا، أو عبر الأطراف بواسطة تقدم أشرف حكيمى تحديدًا، الذى يرسل عرضيات رائعة، فى وجود كثافة كبيرة لزملائه فى منطقة الجزاء.

الكرات العرضية ستكون سلاحًا خطيرًا جدًا للمغرب، سواء من اللعب المتحرك أو الكرات الثابتة، خاصة فى وجود مهاجمين صريحين هما: يوسف النصيرى، وريان ماى المحتمل أن يبدأ على حساب أيوب الكعبى.

هنا نحن بحاجة لتحقيق كثافة عددية فى الجهة اليسرى اليمنى عند المغرب، لحماية مرمانا من انطلاقات «حكيمى»، ويمكن تحقيق ذلك عبر التزام كامل من الجناح عمر مرموش فى تقديم الدعم للظهير أحمد فتوح، وعدم تركه أبدًا فى مواجهة فردية مع نجم باريس سان جيرمان، علاوة على تقارب المحور الأيسر، الذى من المفترض أن يكون عمرو السولية حال تم البدء بحمدى فتحى فى الارتكاز.

كذلك سيكون لمحمد الننى دور كبير للغاية فى توقيف خطورة سفيان بوفال، سواء كان على خط الملعب، وهنا عليه التواجد بجوار عمر كمال دائمًا، أو خلال تحرك اللاعب المغربى فى العمق، فستكون المهمة كاملة لصده لدى «الننى».

التزام «الننى» و«مرموش» بالتحديد سيكون له دور حاسم فى شل الأطراف المغربية، مع دور مصطفى محمد فى مضايقة «مرابط» أثناء عميلة البناء، وهنا تستطيع تحقيق مرادك وتأمين نفسك.

كذلك نحن بحاجة إلى يقظة كبيرة جدًا من أحمد حجازى ومحمد عبدالمنعم فى الكرات الهوائية.

أما هجوميًا، فعلينا التخلى بعض الشىء عن سياسة التحفظ، وألا نبالغ فى العودة، لأن المغرب فريق يلعب بشكل انتحارى ويتقدم بـ٧ لاعبين، وممارسة ضغط فوق المتوسط فى بعض الأوقات يمنحك فرصة كبيرة لخطف الكرة وصناعة فرص تهديف مؤكدة.

بقاء محمد صلاح دائمًا فى الثلث الأخير، على الجهة اليمنى بالتحديد سيكون مهمًا للغاية لإجبار الظهير الأيسر آدم ماسينا على البقاء فى الثلث الأخير، وهذا يجبر سفيان بوفال للعب على الخط وعدم دخول العمق، وبالتالى إبعاده عن مناطق الخطورة.

وخلف أشرف حكيمى فى الجهة اليمنى للمغرب سنحصل على مساحات، ولا بد أن يتمركز مصطفى محمد فى هذه المنطقة أثناء عملية الارتداد، مع وجود تحول سريع وتمريرات طولية متقنة تمنحنا فرصًا مؤكدة.

وكذلك سرعة صعود «مرموش» بعد أداء الدور الدفاعى، ومعه «السولية»، ستكون أحد محددات الشكل الهجومى وكيفية صناعة الخطورة على مرمى ياسين بونو.

المغرب منتخب مقامر، لكنه تحسبًا لـ«صلاح» ربما يلجأ وحيد خليلوزيتش، المدير الفنى لأسود الأطلس، لبعض التأمين، وهذا عامل مهم لا بد أن نستغله، فإذا كانت لدينا الجرأة وباغتنا مبكرًا بالضغط سنستطيع التسجيل، وإذا سجلت تستطيع تكرار الأمر لمرتين وثلاث، لأن المساحات خلف المنتخب المغربى كبيرة للغاية وتحتاج لاستغلال سرعات نجم ليفربول بالتحديد.