رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخواجة جوزيف

لما بـ يحصل أحيانا، وييجي معلق يذكر اسم مؤسس النادي، بـ يبين جزء من هوية هذا المؤسس، ويحرص تماما على إخفاء الجزء الآخر.

سموحة، النادي اللي بقى ضلع أساسي في الدوري المصري، بعد مرور 11 سنة على تواجده في البطولة لـ المرة الأولى، رغم إنه نادي قديم، وله تاريخ طويل في مدينة الإسكندرية، و"سموحة" دا اسم مؤسس النادي، اللي هو عراقي يهودي، أو يهودي عراقي، أو زي ما تحب تشوفها، إنما ما أعتقده إنه انتماؤه لـ ديانته كان سابق جنسيته.

خلينا نقول إن سموحة هو اسم العائلة، المؤسس نفسه اسمه جوزيف سموحة، اتولد في العراق، وكان تاجر قماش على مستوى عالي، اللي هو ثروته تعادل ما يوازي حاليا مليارات، ثم إنه انتقل لـ إنجلترا يعيش هناك، ثم جه مصر في زيارة أيام الملك فؤاد، فـ عجبته، وقرر يعيش في مدينة الإسكندرية.

واحد ملياردير زي دا، كان طبيعي يبقى صديق المسئولين والحكام وعلى رأسهم الملك فؤاد شخصيا، خصوصا إنه كان خدوم، وبـ يحاول دايما تحسين الحياة حواليه، ودائم الإنفاق في أوجه التنمية، فـ بقى مقرب لـ القصر، وبدأ يفكر في مستقبله بـ المدينة.

كان فيه بحيرة اسمها على اسم باشا قديم، والبحيرة بـ تجيب ناموس، والناموس بـ يستهلك وقت وجهد ومال في مقاومته، فضلا عن الأمراض اللي بـ يسببها، فـ قرر الخواجة جوزيف إنه يجففها، ويبني حي حديث، وكان طبيعي إنه الحي يتسمى على اسمه، فـ كان حي سموحة، والواقع إنه مش الخواجة اللي سماه كدا، هو كان عايز يجامل الملك فـ يسميه "فؤاد سيتي"، بس الملك نفسه شاف إنه مفيش لزوم، وهو عنده مدن كاملة بـ اسمه، فـ أصر يسمي الحي على اسم مؤسسه.

فيه حي، يعني فيه بشر هـ يعيشوا، والبشر محتاجين مرافق وخدمات وحاجات ومحتاجات، فـ الخواجة بنى كتير الحقيقة: مستشفى ومدرسة وجامع وكنيسة ومعبد وطبعا طبعا نادي، اللي هـ يبقى إيه؟ نادي سموحة.

فضل جوزيف سموحة كدا لـ حد ما قامت يوليو 1952، وكلنا عارفين الموقف اللي خدته من اليهود، سواء ليهم علاقة بـ إسرائيل أو مالهمش، مؤيدين ليها أو حتى معارضين لـ قيام دولتها، وحسب ما قريت، جوزيف ما كانش مؤيد لـ دولة إسرائيل، ربما مش معارض بـ شكل واضح، لكنه كان بعيد عن كل تلك الأجواء، ومش مهمة بـ النسبة له في حاجة، إنما هو يهودي، فـ كان صعب استمراره في البلد، خصوصا بعد العدوان الثلاثي 1956.

عائلة سموحة كلها هاجرت الولايات المتحدة الأمريكية، وعاشت هناك، بس الحي استمر، والنادي كمان استمر، لكن ما كانش عنده فريق كرة قدم ليه اسم في الساحة، وكانوا بعيد عن التفكير في الصعود لـ الدوري الممتاز، وإن كان له اسم في ألعاب تانية لـ حد ما جه فرج عامر، رجل الأعمال المعروف.

فرج اهتم بـ فريق الكورة، على عكس الجو العام لـ أعضاء النادي، وبعد محاولات لـ الصعود نجحوا في 2010 إنهم يوصلوا الدوري الممتاز، ورغم إنه أول موسم ما كانش موفق لـ أسباب كتيرة، بس سنتها اتلغى الهبوط، فـ أنقذهم من العودة لـ المظاليم، وفضل موجود حتى الآن، بس محدش يعرف، بس ما مشي فرج عامر، فريق الكورة مصيره إيه.