رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا بعد «نعم» الرائعة


فى ظاهرة فريدة خرج المصريون وصوتوا بـ«نعم» فى فرحة غامرة، خرج الشباب والشيوخ، أما النساء، حرائر مصر فقد خرجن بأطفالهن وهم يمسكون بأعلام مصر الصغيرة والكبيرة، فى ملحمة مصرية، وكأنهم يريدون إثبات وتأكيد خروجهم يوم الثلاثين من يونيو ثم يوم السادس والعشرين من يوليو لتفويض الجيش وقائده لمحاربة الإرهاب، كل هذا جميل وجديد ومفهوم ورائع.

ولكن لابد أن ندرك أن الإرهاب الإخوانى لن يستسلم بسهولة، خاصة أنه مدعوم بقوى عالمية تمتلك الأموال والخطط والإعلام الدولى، والهدف منها هزيمة الدولة، فهذه الجماعة تريد أن تحكم الشعب رغما عنه، ونتيجة لرفض الشعب ذلك بدأت الجماعة فى أعمال العنف والقتل والذبح للمصريين، لكن الشعب المصرى لم يقبل هذا الإرهاب، وما حدث أمر طبيعى، حيث إن عناصر هذه الجماعة لم يعتادوا على التفكير، بل اعتادوا على تنفيذ ما يملى عليهم فقط، والعقليات التى كانت تديرهم وتطلق الأوامر المباشرة التى اعتادوا على تنفيذها دون تفكير، وبالتالى فإن علينا أن نتوقع استمرار الإرهاب، فالجماعة الإرهابية وحلفاؤها لا يريدون تصديق أن ما بنوه فى عقود انهار فى لحظات أمام إرادة الشعب، وأن سقوطهم المدوى فى مصر سيسقطهم فى باقى الدول التى حكموها أو يريدون حكمها، ومن الطبيعى سيحاولون الانتقام المروع من كل الشعب.

على الرئيس القادم والحكومة القادمة أن تعمل على أن يشعر الشعب بتحقيق مطالبه، وأهمها العدالة، صحيح أنه تم تطبيق الحدين الأقصى والأدنى للأجور على موظفى الدولة، ولكن الدولة ليس كلها موظفون، فهناك العمالة فى القطاع الخاص، وهناك الفلاحون وعمال اليومية، وهناك الحرفيون من المهن المختلفة، وهم غير مشمولين بالتأمين الصحى أو المعاشات، وهناك أطفال الشوارع والذين يعيشون فى العشوائيات، لابد أن تشملهم تغييرات حقيقية تشعرهم بأن الدولة تراهم بعين الإنصاف والعدالة، فضلا عن قضايا التعليم والبحث العلمى وغيره، وإلا كنا كمن يحرث فى البحر، ومثل من يمهد لثورة قادمة.

هذا ليس تقليلا مما حدث بعد التصويت بـ«نعم» الرائعة، ولكنه تحذير فى النهاية، لأننا نريد مصر حرة مستقلة الإرادة، شعبها يعيش فى تكافل اجتماعى، فتقود المنطقة والعالم، فمصر هبة النيل، والعالم هبة مصر.

■ كاتب